الموت يهدد سكان غزة بالجوع والقصف.. ولا بارقة أمل للحل

الموت يهدد سكان غزة بالجوع والقصف.. ولا بارقة أمل للحل

غزة-أ ف ب
قتل الجيش الإسرائيلي 10 فلسطينيين وجرح آخرين، بغارات نفذها على قطاع غزة، الخميس، بحسب الدفاع المدني، في ظل استمرار الوضع الكارثي مع إرجاء «مؤسسة غزة الإنسانية» فتح مراكز المساعدات وفشل مجلس الأمن في تمرير قرار لوقف إطلاق النار، في حين لا يوجد أفق لحل قريب.
وأعلنت إسرائيل الخميس، أنها استعادت في عملية خاصة جثة رهينتين إسرائيليين أمريكيين أُسرا من «كيبوتس نير عوز» خلال هجوم حركة حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
ميدانياً، قال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل: إن هناك «10 شهداء جراء غارات إسرائيلية منذ فجر اليوم الخميس على قطاع غزة»، وأضاف أن الغارات استهدفت منزلاً في جنوب شرق مدينة غزة، وخيمة تؤوي نازحين في خان يونس في جنوب القطاع ومنزلاً في دير البلح في وسطه.
في 18 آذار/ مارس الماضي، انهارت هدنة هشة استمرت شهرين بين تل أبيب وحركة حماس. وكثّفت إسرائيل عملياتها في 17 أيار/ مايو، مؤكدة تصميمها على تحرير ما تبقى من رهائن إسرائيليين محتجزين في القطاع، والسيطرة على كامل القطاع والقضاء على حماس.

تواصل المعاناة

وعلى وقع الغارات اليومية، تتواصل معاناة سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة والذين يتهددهم الجوع.
وأعلنت «مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة من الولايات المتّحدة ليل الأربعاء الخميس، إرجاء إعادة فتح مراكزها في القطاع بعدما أغلقتها عقب مقتل عشرات الأشخاص على هامش عملياتها لتوزيع المساعدات خلال الأيام الأخيرة،
وقالت المؤسسة عبر «فيسبوك»: إنّ «مواقع التوزيع الخاصة بنا لن تفتح في وقت مبكر من صباح» الخميس كما كان مقرراً، «وذلك بسبب أعمال الصيانة والإصلاح الجارية في المواقع»، مشيرة إلى أنّها ستعلن عن «مواعيد الافتتاح فور انتهاء العمل».
وبدأت «مؤسسة غزة الإنسانية» عملياتها قبل أكثر من أسبوع، بعدما رفعت إسرائيل جزئياً الحصار المطبق الذي حرم السكان من مساعدات حيوية. إلا أن توزيع المساعدات شهد فوضى عارمة مع تقارير عن سقوط ضحايا بنيران إسرائيلية قرب المراكز.

فيتو أمريكي

وكان الدفاع المدني أعلن، الثلاثاء، مقتل 27 شخصاً بنيران إسرائيلية خلال توزيع مساعدات إنسانية في جنوب قطاع غزة. وقال الجيش الإسرائيلي: إن قواته «أطلقت عيارات نارية تحذيرية باتجاه مشتبه فيهم كانوا يقتربون بشكل عرّض سلامة الجنود للخطر».
وأعلن الدفاع المدني قبل ذلك بيومين مقتل 31 شخصاً في حادث مماثل. إلا أن إسرائيل نفت أن تكون أطلقت النار على مدنيين يومها. وترفض الأمم المتحدة والكثير من المنظمات غير الحكومية العمل مع «مؤسسة غزة الإنسانية» بسب مخاوف بشأن طريقة عملها وحيادها.
وبعد حصار خانق استمرّ أكثر من شهرين، سمحت إسرائيل منذ 19 أيار/ مايو بدخول عدد محدود من شاحنات الأمم المتحدة إلى غزة، فيما أكدت المنظمة الدولية أن هذه المساعدات ليست سوى «قطرة في محيط» احتياجات القطاع الذي تتهدده المجاعة مع تواصل الحرب والحصار.
وفي محاولة لتخفيف معاناة سكان غزة، سعى مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، إلى تمرير مشروع قرار ينص على «وقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار» والإفراج غير المشروط عن الرهائن والرفع «الفوري وغير المشروط لكل القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وتوزيعها بشكل آمن».
وأثارت الولايات المتحدة حليفة إسرائيل الكبرى، غضب بقية أعضاء المجلس باستخدامها «الفيتو».
وحصل مشروع القرار الذي طُرح للتصويت من جانب الأعضاء العشرة غير الدائمين في المجلس، على 14 صوتاً لصالحه وصوت واحد ضده.
وهذا أول تصويت للمجلس الذي يضم 15 دولة، بشأن الحرب في قطاع غزة منذ تشرين الثاني/ نوفمبر، عندما عطّلت الولايات المتحدة في عهد رئيسها السابق جو بايدن، مشروع قرار كان يدعو أيضاً إلى وقف إطلاق النار في الحرب المستمرة منذ زهاء 20 شهراً.

جثتا رهينتين

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، إعادة جثتَي رهينتين إسرائيليين أمريكيين.
وقال نتنياهو في بيان: «خلال عملية خاصة نفذها الشاباك (جهاز الأمن الداخلي) والجيش في قطاع غزة، نُقلت جثتا اثنين من رهائننا المحتجزين لدى حماس إلى إسرائيل: جودي واينستين-هاغاي وغاد هاغاي من كيبوتس نير عوز».
وأضاف: «قُتلت جودي وغادي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر واقتيدت جثتاهما إلى قطاع غزة».
واندلعت حرب غزة إثر الهجوم غير المسبوق الذي نفذته حماس في إسرائيل وأسفر عن مقتل 1218 شخصاً، وفق تعداد لوكالة «فرانس برس» يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
ومن بين 251 شخصاً أسروا خلال هجوم حماس، لا يزال 55 محتجزين في غزة، أكد الجيش وفاة 32 منهم على الأقل. وبلغت الحصيلة الإجمالية للقتلى الفلسطينيين 54607 في العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، بحسب وزارة الصحة في غزة.