عيد الأضحية والتفاؤل | افتتاحية الخليج

عيد الأضحية والتفاؤل | افتتاحية الخليج

يحمل عيد الأضحى المبارك كل معاني التضحية والفداء، يحتفل به المسلمون في كافة أرجاء المعمورة، متقربين إلى الله تعالى، ومستذكرين قصة نبي الله إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل، حيث تجلت أسمى معاني التسليم بقضاء الله وقدره، وأيضاً أسمى اللحظات الإيمانية حيث الفرج والخلاص. وبالمناسبة، ومن منطلق حرص قيادتنا الرشيدة على أمن حجاجنا والاطمئنان على أوضاعهم، فقد أجرى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، اتصالاً مع الدكتور عمر حبتور الدرعي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، رئيس مكتب شؤون حجاج دولة الإمارات، حيث أشاد بجهود المملكة العربية السعودية الشقيقة التي تبذلها من أجل الحجاج، وضمان أداء مناسكهم في أجواء ميسرة.

كما هنأ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حجاج بيت الله الحرام بأداء ركن الحج الأعظم، طالباً منهم الدعاء، وقال «يوم عرفة.. يوم الحج الأعظم، خير أيام الإسلام.. لكل من وقف بعرفات اليوم: لا تنسونا من دعائكم.. تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال».

من معاني عيد الأضحى، ارتباطه بشعائر الحج، حيث يكون الحجاج قد أدوا أعظم أركان حجهم، ويكون ملايين الحجاج من شتى أنحاء المعمورة بمختلف لغاتهم وألوانهم وقومياتهم قد استكملوا شعائرهم معاً، في تأكيد لعظمة الإسلام الذي لا يفرق بين غني وفقير، أو بين أسود وأبيض، والكل يرتدي لباس الإحرام الأبيض البسيط، والكل ينشد مغفرة الله ورضاه.

لعل من أبرز معاني عيد الأضحى استذكار الفقراء والمحتاجين، تأكيداً للتراحم والمشاركة الإنسانية والتسامح، في تأكيد لروح الترابط الإنساني الذي يشكل مدماكاً من مداميك الدين الإسلامي، وفرصة لإصلاح العلاقات بين المسلمين، ونبذ التفرقة، ومقاومة كل أشكال الانقسام التي يحاول أعداء الأمة بثها في محاولة لشرذمتها وتقسيمها على أسس دينية ومذهبية وعرقية بهدف القضاء على قوتها ودورها في زمن تتكالب فيه على الأمة كل قوى العدوان، وتتصاعد الهجمة الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني بغية استئصاله من خلال حرب الإبادة التي ينفذها في قطاع غزة. في عيد الأضحى نستذكر آلاف الضحايا الذين سقطوا، والذين ما زالوا يسقطون في أبشع مقتلة يشهدها القرن الحادي والعشرون، وآلاف الجياع الذين يبحثون عن رغيف فلا يجدونه، ومثلهم ممن سدت أمامهم أبواب النجاة وباتوا يرحلون من مكان إلى آخر بحثاً عن مكان يؤويهم، والمرضي الذين حرموا من الدواء، وباتوا هدفاً للقصف في أسرّتهم داخل مستشفيات صارت مسرحاً للعمليات العسكرية.

عيد الأضحى معانيه الإنسانية عظيمة، وما يحمله من رسائل سلام ومحبة وتسامح وتعاطف، وسنظل متمسكين بالمعاني العظيمة للعيد بكل ما تحمله من إيمان عظيم بأن للظلم نهاية، وأن الحق لا بد أن ينتصر طال الزمان أم قصر.. وكل عيد وأنتم بخير.