فرنسا وبريطانيا تتجهان نحو اتخاذ خطوات فعلية ضد إسرائيل

فرنسا وبريطانيا تتجهان نحو اتخاذ خطوات فعلية ضد إسرائيل

أثارت الولايات المتحدة ليل الأربعاء تنديد بقية أعضاء مجلس الأمن الدولي باستخدامها حق النقض (الفيتو) ضدّ مشروع قرار لوقف إطلاق النار في غزة وإتاحة دخول المساعدات الإنسانية دون قيود إلى القطاع المحاصر، مبرّرة خطوتها بأن النصّ يُقوّض الجهود الدبلوماسية الرامية لحلّ النزاع، فيما يقدّر المسؤولون في تل أبيب أن حركة «حماس» ستقدّم، خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة، رداً محدثاً على المقترح الأمريكي بشأن صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، في حين اتهم الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا إسرائيل مجدداً بارتكاب «إبادة متعمدة»، معتبراً أن الاعتراف بدولة فلسطينية «واجب أخلاقي»، بينما لوحت بريطانيا وفرنسا باتخاذ إجراءات ملموسة ضد إسرائيل.
وانتقد السفير الباكستاني عاصم افتخار أحمد بشدّة الفيتو الأمريكي، معتبراً إياه «ضوءاً أخضر لإبادة» الفلسطينيين في غزة و«وصمة عار أخلاقية في ضمير» مجلس الأمن الدولي.
بدوره، قال نظيره الجزائري، عمّار بن جامع: إنّ «الصمت لا يدافع عن الموتى، ولا يمسك بأيدي المحتضرين، ولا يواجه تداعيات الظلم».
أمّا السفير السلوفيني صموئيل زبوغار فقال: إنّه «في الوقت الذي تُختبر فيه الإنسانية على الهواء مباشرة في غزة، فإنّ مشروع القرار هذا وُلد من رحم شعورنا المشترك بالمسؤولية. مسؤولية تجاه المدنيين في غزة» وتجاه الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في القطاع الفلسطيني و«مسؤولية أمام التاريخ»، مضيفاً «كفى، كفى!». وأعرب سفيرا فرنسا وبريطانيا عن «أسفهما» لنتيجة التصويت، في حين ألقى السفير الصيني فو كونغ باللوم مباشرة على الولايات المتحدة، داعياً إيّاها إلى «التخلّي عن الحسابات السياسية وتبنّي موقف عادل ومسؤول». وعلقت الخارجية الروسية على معارضة الولايات المتحدة وقف إطلاق النار الفوري في قطاع غزة باستخدامها حق «الفيتو»، وقالت: إن واشنطن بذلك «أهدرت فرصة أخرى لوقف سفك الدماء والمجاعة في غزة».  
من جهة أخرى، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية، أمس الخميس، أن «التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن رد حماس المحدث على مقترح المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف سيقدم «خلال اليوم المقبل». وكان مصدر مطّلع على سير المفاوضات قد ذكر أن لقاءً عقد في الدوحة يوم الأحد الماضي، بين وفد من «حماس» ومسؤولين قطريين، تم خلاله مناقشة الملاحظات التي قدمتها الحركة على المقترح الأمريكي. وأشار المصدر، في تصريحات صحفية، إلى أن ذلك يأتي في إطار توافق مصري قطري جديد على استئناف الوساطة، بالتنسيق الكامل مع واشنطن. وتهدف هذه التحركات إلى بلورة إطار متوازن لاستئناف المفاوضات. 
في غضون ذلك، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الخميس: إن فرنسا تدرس تشديد الإجراءات ضد إسرائيل. وأضاف: «المفاوضات مستمرة، وسنقرر في الأيام المقبلة ما إذا كان ينبغي علينا تشديد مواقفنا واتخاذ خطوات ملموسة تجاه إسرائيل».
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع ماكرون، اتهم الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إسرائيل بارتكاب «إبادة جماعية مخططة» في غزة.
وقال: «إنها إبادة جماعية مخططة من قبل حكومة يمينية متطرفة تشن حرباً ضد مصالح شعبها». ورأى دا سيلفا، أن الاعتراف بدولة فلسطينية «واجب أخلاقي وشرط سياسي لكل قادة العالم».
كما لوّح رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر باتخاذ «إجراءات ملموسة إضافية» بحق إسرائيل على خلفية الحرب في غزة والقيود التي تفرضها على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، وذلك خلال استقباله العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في لندن. وعلى النقيض من ذلك، أعلن وزير الخارجية الألماني أمس الخميس، أن الاعتراف «الآن» «بدولة فلسطينية سيكون» مؤشرا خاطئاً».  (وكالات)