ضيوف الرحمن يقومون برمي جمرة العقبة بسهولة ويسر

ضيوف الرحمن يقومون برمي جمرة العقبة بسهولة ويسر

أدّى الحجاج، أمس الجمعة، آخر المناسك الكبرى في موسم الحج، وهي شعيرة رمي الجمرات في وادي منى، تزامناً مع أول أيام عيد الأضحى المبارك في أنحاء العالم.

ومنذ الفجر، شرع أكثر من 1,6 مليون حاج في رمي جمرة العقبة في وادي منى الواقع على مشارف مكة المكرمة.

وإذ تقام غالبية مناسك الحج على مدى أيام عدة غالباً في الهواء الطلق، فقد شهد هذا العام أيضاً حرارة شديدة، إذ بلغت أمس الجمعة في منى 42 درجة مئوية.

واشتكى حجاج من الجنسين من تأثير الحرارة على نشاطهم وأدائهم. وقالت حاجّة مصرية وهي تمسح العرق الذي يسيل على جبينها لوكالة فرانس برس «لا أستطيع التحدث، الحرارة تقتلني». وعلى مقربة منها، قال حاج سوداني في العقد الخامس من العمر «أنا سعيد، لكن لم يعد لديّ أي طاقة».

وجرى منسك رمي جمرة العقبة الكبرى بسلاسة وسهولة بفضل الموقع المجهز بممرات وجسور خرسانية لضمان التدفق السلس لحركة الحشود. وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أن مجمع الجمرات الضخم «يعمل بكامل طاقته، ويستقبل ما يصل إلى 300 ألف حاج في الساعة».

ووصف حجاج من مختلف الجنسيات والأعمار تجربتهم في منى ب«السهلة والبسيطة»، وأشاروا إلى أنه «خلال خمس دقائق كنّا قد أنهينا رمي الجمرات».

وأدى ضيوف الرحمن أمس الجمعة طواف الإفاضة وتحللوا من الإحرام. والخميس، وقف الحجاج في جبل عرفات الركن الأعظم للحج، وأدّوا الصلاة وقاموا بالدعاء طوال اليوم، وسط حرارة مرتفعة وصلت إلى 45 مئوية، ما دفع السلطات السعودية إلى دعوتهم للبقاء في الخيام خلال ساعات النهار الأشد حرّاً. وبعيد الغروب، توجّه الحجاج إلى مشعر مزدلفة الذي يتوسط عرفات ومِنى، للاستراحة والمبيت هناك استعداداً ليوم النحر وهو يوم العيد. وشرعوا في جمع الحصيات التي يستخدمونها في رمي جمرة العقبة.

شهد موسم الحج هذا العام تنفيذ سلسلة من الإجراءات للحدّ من أخطار التعرّض للحرّ الشديد، إلى جانب حملة واسعة لمنع الحج غير النظامي، ما انعكس في تراجع كثافة الحشود، وسط حضور أمني لافت في مكة المكرمة والمشاعر المحيطة بها.

وسجّل هذا الموسم أقل عدد من الحجّاج منذ أكثر من ثلاثة عقود، باستثناء السنوات التي شهدت قيوداً بسبب جائحة كوفيد-19 بين 2020 و2022. وفي العام الماضي، أدّى 1,8 مليون مسلم فريضة الحج، وفق الأرقام الرسمية.

وقال مساعد وزير الصحة السعودي محمد العبد العالي لوكالة فرانس برس «نواجه عدداً محدوداً من حالات الأمراض المرتبطة بالحرارة هذا العام، وهذا دليل على فاعلية كافة الإجراءات التنظيمية وكذلك الإجراءات الوقائية».

ولجعل الحج أكثر سلاسة وأماناً، طوّرت السلطات البنى التحتية وحشدت آلاف الموظفين الإضافيين، واعتمدت على ترسانة تكنولوجية متقدّمة تساعد على إدارة الحشود بشكل أفضل.

وسعت السلطات من هذه الإجراءات إلى تفادي تكرار مأساة العام الماضي، حين توفي 1301 حاج بعدما بلغت الحرارة 51,8 درجة مئوية. وأفادت السلطات السعودية حينها بأن معظم الوفيات سُجلت في صفوف حجاج غير نظاميين تسللوا إلى مكة من دون تصاريح، ما حرمهم من السكن والخدمات التي توفّرها المملكة لحماية الحجاج من الحر الشديد.

إلى جانب ذلك، بلغ إجمالي عدد الحجاج هذا الموسم 1446 هجرية مليوناً و673 ألفاً و230 حاجاً وحاجة وفق ما أعلنته الهيئة العامة للإحصاء السعودية امس الجمعة.وقالت الهيئة، في بيان بثته وكالة الأنباء السعودية، إن من بين هؤلاء الحجاج مليوناً و506 آلاف و576 حاجاً وحاجة قدموا من خارج المملكة عبر المنافذ المختلفة فيما بلغ عدد حجاج الداخل 166 ألفاً و654 حاجاً وحاجة من المواطنين والمقيمين.وأضافت أن عدد الحجاج الذكور من الإجمالي العام الداخل والخارج بلغ 877 ألفاً و841 حاجاً بينما بلغ عدد الحاجات الإناث 795 ألفاً و389 حاجة. (وكالات)