لحم التنور: طبق أساسي يوحد العائلة خلال العيد

لحم التنور: طبق أساسي يوحد العائلة خلال العيد

لا تكتمل فرحة عيد الأضحى في الإمارات إلا بلحم التنور أو «الشوي» كما يطلق عليه، والذي يرتبط بعادات قديمة تحمل في طياتها قيماً من البساطة وتوظيف أدوات البيئة والعمل الجماعي، التي تكتمل في وجبة يتم تناولها خلال أيام العيد.
تبدأ العملية بتجهيز اللحم وتغطيته بالملح والكركم وتركه لساعات، ثم غسله وتجهيز خليط من البهارات يسمى «الخلول»، وهو كثيف يتم تغطية اللحم به ثم يتم وضعه في كيس مصنوع من سعف النخيل يسمى «الخصف»، يتم حياكته يدوياً ليصف اللحم مع قطع من أشجار الموز أو المانجو أو الشوع، ثم يربط بإحكام ويتم تغليف الكيس بقماش مبلل لمنع الاحتراق المباشر بنار التنور ولإضفاء نكهة خاصة عليه.
وفي الأثناء يتم تجهيز التنور، وهو عبارة عن حفرة في الأرض ذات عمق مناسب لاستيعاب اللحم، حيث يوقد حطب السمر أو الأشجار المتوفرة حتى تصبح جمراً، ثم يرمى كيس اللحم ويتم تغطيته مباشرة بغطاء خاص ويدفن بالتراب من مغرب اليوم إلى نهار اليوم الثاني، حيث يستخرج عادة قبل الغداء، ويعد الأرز الأبيض ليكون لحم التنور وجبة رئيسية تجمع أفراد العائلة ويقدم لضيوف البيت.
وتحرص العائلات الإماراتية على مر السنين على ممارسة تلك الطقوس بأنفسها وتوزيع مهام العمل على أفراد العائلة، وتقديم درس جماعي يستفيد منه الصغار والكبار والنساء والرجال الذين يقومون بأدوار محددة لكل منهم، حيث تتولى النساء تجهيز اللحم وإعداد الخلول، ويتولى الرجال تكديس اللحم وتجهيز «الخصف»، بينما يساعد الشباب في إيقاد التنور ورمي اللحم فيه ثم استخراجه في اليوم التالي.
في العين لا تكتمل فرحة العيد إلا بالتنور، لذلك تتكدس مستلزماته في الأسواق كموسم تسويق سنوي يرافقه احتفاء بتنظيف التنور وتجهيز الحطب قبل المناسبة، وبعد استخراج اللحم يتم تبادله بين العائلات كمظهر فرحة يرافق فرحة العيد.