منظمو الفعاليات: الشارقة رابطة ثقافية بين إفريقيا والوطن العربي

منظمو الفعاليات: الشارقة رابطة ثقافية بين إفريقيا والوطن العربي

أكّد منسقو ملتقيات الشعر في إفريقيا أن دعم الشارقة المتواصل للأنشطة الأدبية في القارة ساهم في إحداث نقلة نوعية في المشهد الثقافي الإفريقي، من خلال مشاريع ثقافية رائدة أعادت للغة الضاد وللشعر العربي حضورهما القوي في الحياة العامة، وفتحت آفاقاً جديدة للتبادل الثقافي بين المبدعين الأفارقة والعالم العربي، وأجمع هؤلاء أن الشارقة أصبحت ديوان العرب في حفظها التراث الثقافي العربي ودعم ركائزه التاريخية.

ففي وقت يشهد فيه الشعر العربي عزلة في بعض البلدان الإفريقية، جاءت مبادرات الشارقة، برؤية ثقافية استشرافية، لتعيد الاعتبار للأدب العربي بوصفه وعاءً للهوية، وأداة للحوار، ومنصة للتعبير الإنساني.

أشار المنسقون إلى أن هذه الرؤية المتمثلة بملتقيات الشعر العربي في إفريقيا، التي أرسى دعائمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أسهمت في تأسيس مرحلة ثقافية جديدة في إفريقيا، ما منح مئات الشعراء فرصاً للظهور، والتوثيق، والنشر، ضمن مشاريع متكاملة ترعاها وتشرف على تنفيذها دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع مؤسسات ثقافية محلية في كل بلد.

وتحدث المنسقون في 9 دول إفريقية: مالي، تشاد، غينيا، النيجر، نيجيريا، جنوب السودان، ونيجيريا، بنين، وساحل العاج، عن آخر الاستعدادات للدورة ال 4 التي ستنطلق أولى فعالياتها بدءاً من الشهر الحالي، وذلك من حيث عدد الشعراء، والفعاليات الثقافية المصاحبة للملتقيات.

قال د. عبد القادر إدريس ميغا، منسق ملتقى الشعر العربي في جمهورية مالي، إنّ مبادرة الشارقة لدعم الشعر العربي في إفريقيا تُعدّ من المبادرات الرائدة التي تعكس رؤية حضارية واسعة لصاحب السمو حاكم الشارقة، في دعم الثقافة العربية أينما وُجدت، مؤكداً أن المشروع لم يكن مجرد تظاهرة شعرية، بل أصبح منصة حقيقية لإحياء اللغة العربية في بيئات ناطقة بها تاريخياً، كما أسهم في تعزيز مكانة الشعر بوصفه رافعة ثقافية، مشيراً إلى أن الملتقيات أحدثت في مالي نشاطاً ثقافياً غير مسبوق. وأضاف: «لا شك أن رعاية الشارقة للشعر العربي في إفريقيا تمثل نموذجاً حيّاً للتكامل الثقافي العربي الإفريقي، وتجسيداً حقيقياً لرؤية سموّه في مدّ جسور التواصل الأدبي بين أقطار الأمة».

وحول الدورة ال 4 تحدث المنسق إدريس ميغا قائلاً: «يشهد ملتقى الشعر العربي في مالي تطوراً ملحوظاً من حيث التنظيم والمحتوى والمشاركة. فقد تضاعف عدد الشعراء المشاركين، ليشمل نخبة متنوعة من الأصوات الشعرية الشابة والمخضرمة، القادمة من مختلف أنحاء مالي. ونستعد اليوم لإطلاق الدورة الجديدة من ملتقى الشعر العربي في مالي، بمشاركة ما بين 15 و20 شاعراً من بماكو ومن بعض الأقاليم.

لفت د. أحمد أبو الفتح عثمان، منسق ملتقى الشعر العربي في تشاد، إن رعاية الشارقة للشعر العربي في إفريقيا تمثل نموذجاً ناصعاً للتكامل الثقافي العربي، وتؤكد الدور الريادي الذي تضطلع به الشارقة، بقيادة صاحب السمو حاكم الشارقة، في دعم الثقافة واللغة العربية على امتداد الجغرافيا الناطقة بالعربية وخارجها. وقال: «إن الدورة ال 4 من الملتقى في تشاد تُعدّ محطة نوعية بكل المقاييس، ومن المتوقع أن يصل عدد الشعراء المشاركين فيها إلى أكثر من 40 شاعراً، حيث تُعتمد القصائد العمودية الفصيحة ذات المستوى الفني العالي».

بدوره قال د. كبا عمران، منسق الشعر العربي في غينيا: «نشعر أن الشعر العربي الإفريقي بدأ يتنفس بأريحية جديدة، لأنه يستشعر بتقدير خارجي وشرف كبير من بلد عربي، ومن حاكم له مكانته في العالم العربي هو صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وهو تشجيع عميق لهذا الشعر الذي ظل غائباً لمدة طويلة في الساحة الثقافية الإفريقية».

*تجليات جماليةوقال د. آمدو علي إبراهيم، المنسق الثقافي في النيجر: «إن الشارقة عاصمة ثقافية ما زالت تحتفي بصدى الشعر على مدار الأعوام بسعي جميل من صاحب السمو حاكم الشارقة، ولا ريب أن مبادرة ملتقيات الشعر العربي في إفريقيا كانت رحلة أدبية موفقة منذ خطوتها الأولى، ويتجلى ذلك في الأثر الكبير الذي راكمته الملتقيات في إفريقيا منذ انطلاقها في دورتها الأولى إلى يومنا الحاضر».

وسيشهد الملتقى بحسب علي إبراهيم جلستين شعريتين تتخللهما آراء نقدية لإثراء تجربة الشعراء وقراءتها من نافذة جمالية تطل على النص، كما سيشهد أيضاً محاضرة أدبية تتناول لغة الضاد، وما اتصل بها من أبعاد اجتماعية في النيجر.

قال د. عمر آدم، منسق ملتقى الشعر العربي في نيجيريا: إن دعم ورعاية الشارقة للشعر العربي في إفريقيا، ساهم في إثراء المشهد الثقافي في القارة بشكل كبير. ومن خلال ملتقيات الشعر العربي، عززت الشارقة تقديراً أعمق للغة العربية وتقاليدها الأدبية في مختلف الدول الإفريقية، بالإضافة إلى أن هذا الدعم والرعاية مكّنا الكثير من الشعراء من تطوير أدواتهم الشعرية والارتقاء بنصوصهم، متجاوزين الأساليب التقليدية نحو آفاق الحداثة والتجديد.

ولفت أن الدورة الرابعة من ملتقى الشعر في نيجيريا، ستسشكّل محطةً بارزةً في المسيرة الثقافية المتواصلة للشارقة في إفريقيا، كما أكد أن هذه المبادرة تجاوزت دورها الرمزي وأصبحت منصة عملية لرعاية الشعراء النيجيريين الناطقين بغير العربية.

وأكد د. بامبا إيسياكا، منسق ملتقى الشعر العربي في ساحل العاج، أن المشروع الثقافي الذي ترعاه الشارقة يتجاوز الحدود الجغرافية واللغوية، ويعمل على تمكين المبدعين الحقيقيين أينما وجدوا، من خلال الرعاية المستدامة، والانفتاح على الأصوات الجديدة، والتكامل بين الفعل الإبداعي والنقدي.

وأشار إلى أن مبادرة ملتقيات الشعر العربي في إفريقيا تُمثّل نموذجاً يُحتذى في التعاون الثقافي، وتأكيد على دور الشعر وبناء الجسور، وإعادة تشكيل الوعي.

امتداد ثقافي

قال د. محمد ماج رياك، منسق ملتقى الشعر العربي في جنوب السودان: «إن دعم ورعاية الشارقة للشعر العربي في إفريقيا يمثل امتداداً لرؤية ثقافية عربية شاملة تؤمن بالإبداع وتنوع تجلياته، وتُسهم في إعادة الاعتبار للكلمة الشعرية كأداة للتعبير عن الهوية والذاكرة الجمعية»، وأضاف: «لقد حرصنا هذا العام على توسيع دائرة المشاركة لتشمل أصواتاً شعرية من مختلف الأجيال والمدارس، إضافة إلى حضور لافت من جمهور نوعي ومتذوق».

قال د. إبراهيم أوغبون، منسق ملتقى الشعر العربي في بنين: «لا يمكن الحديث عن راهن الشعر العربي في إفريقيا من دون التوقف عند الدور اللافت الذي تلعبه الشارقة، من خلال مبادراتها الثقافية الهادفة إلى دعم الكلمة وتكريس حضورها في الفضاء العام. لقد تحوّلت هذه الرعاية من مجرد دعم إلى مشروع ثقافي متكامل، إذ يمنح المنصات الأدبية في القارة دفعة جديدة. الملتقيات الشعرية التي أقيمت برعاية الشارقة، لم تكن مجرّد تظاهرات موسمية، بل هي رافعة حقيقية للمشهد الشعري، وموئلاً للحوارات والتجريب، ومساحة مفتوحة أمام الشعراء والجمهور على حد سواء».

وتحدث أغبون عن الدورة الرابعة قائلاً: «بحضور لافت وتنوع في المشاركات، يخطو ملتقى الشعر العربي في بنين خطوات واثقة نحو ترسيخ مكانته ضمن أبرز الفعاليات الثقافية في البلاد. الدورة الرابعة ستكون مختلفة من حيث الشكل والمضمون، سواء على مستوى عدد الشعراء المشاركين، أو طبيعة الفعاليات المصاحبة التي تشمل أمسيات، ندوات نقدية، ولقاءات مفتوحة تجمع المبدعين بجمهور متعطش للشعر». وقال: «نجحت مبادرة الشارقة في فتح نوافذ جديدة أمام الشعراء المحليين، ومنحت الأصوات الجديدة فرصة الظهور والاحتكاك بالتجارب العربية الأخرى. لقد أصبح الملتقى منصة حقيقية لاكتشاف المواهب وتبادل الخبرات، وأسهم في رفع مستوى الوعي بأهمية الشعر. كثير من الشعراء المحليين تحدثوا عن التحول الذي طرأ على تجربتهم بعد المشاركة، سواء من حيث النشر، أو الدعوات للمشاركة في مهرجانات عربية».

حراك ملموس

أوضح د. محمد الهادي سال، منسق ملتقى الشعر العربي في السنغال، أن رعاية الشارقة للشعر العربي في إفريقيا تُعدّ مبادرة رائدة تعكس إيماناً حقيقياً بقيمة الكلمة ودورها في بناء الجسور الثقافية بين الشعوب». وأشار سال إلى أن الدورة الرابعة تأتي بزخم أكبر، سواء من حيث عدد المشاركين أو تنوع الفعاليات، قائلاً: «لدينا حضور مميز لشعراء من مدارس وتجارب متعددة، إلى جانب برنامج ثقافي غني يضمّ قراءات شعرية، وجلسات نقدية، وعروضاً فنية موازية. من اللافت أيضاً أن جمهور هذا العام أكثر تفاعلاً ووعياً، ما يدل على تطور العلاقة بين المتلقي والمنصة الشعرية.