الجيش الروسي يحقق تقدمًا سريعًا في وسط أوكرانيا الشرقية.

شن الجيش الروسي، أمس الأحد، هجوماً على منطقة دنيبروبتروفسك المتاخمة لدونيتسك في شرق أوكرانيا، وسيطر على بلدة زاريا الصغيرة في منطقة دونيتسك، وأعلنت كييف أن تبادل الأسرى مع روسيا سيتم «الأسبوع المقبل»، فيما أعلنت سلوفاكيا أنها ستعرقل أي عقوبات للاتحاد الأوروبي على روسيا إذا أضرت بالمصالح الوطنية، وحذر رئيس الوزراء المجري الأوروبيين من أن أوكرانيا ليست «درعاً» لأوروبا واعتبر أن صب الزيت على النار لن يطفئها.
وأسقطت الدفاعات الروسية 61 مسيّرة أوكرانية في مقاطعات بريانسك وبيلغورود وكالوغا وتولا وأوريول وكورسك وموسكو، والقرم جنوب غربي البلاد. وأعلن عمدة موسكو سيرغي سوبيانين تدمير الدفاعات الجوية 9 مسيّرات أوكرانية استهدفت موسكو ومقاطعتها.
وقال الجيش الروسي إن وحدات من الفرقة 90 المدرعة تواصل شن هجوم على أراضي منطقة دنيبروبتروفسك. وفي ما يتجاوز البعد الرمزي، يمكن أن تكون لهذا التقدم الذي سجلته القوات الروسية قيمة استراتيجية ميدانية.
ويرى بعض المراقبين أن الروس قد يكونون عازمين على المضي في تقدمهم في المنطقة، بحيث يلحقون خسائر بمنظومة الدفاع الأوكرانية في حوض دونباس، الأمر الذي يشكل أولوية أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وذكر مسؤولون أمريكيون لرويترز أن الولايات المتحدة تعتقد أن التهديد الذي وجهه الرئيس الروسي بوتين بالانتقام من أوكرانيا رداً على هجومها بالمسيرات في مطلع الأسبوع الماضي لم ينفذ بعد، ورجحوا أن يكون الرد كبيراً ومتعدد الجوانب. وقال مسؤول إن الضربة الروسية ستكون «غير متماثلة».
ويأتي إعلان الهجوم الجديد في وقت تبادلت موسكو وكييف الاتهامات بعرقلة عملية تبادل للأسرى كانت مقررة نهاية هذا الأسبوع. وأكد نائب وزير الدفاع الروسي، ألكسندر فومين، أن سبب تأخير أوكرانيا لعملية تبادل الأسرى والقتلى غير معروف. وقال: «لم يصل ممثلو مجموعة الاتصال الأوكرانية إلى مكان الاجتماع. ولا نعلم سبب تأخير ذلك». وقال الجنرال الروسي ألكسندر زورين الأحد إن قطارات تحمل جثث جنود أوكرانيين ستبدأ في التحرك صوب الحدود في غضون ساعة. وأضاف أن هناك إشارات تدل على تأجيل نقل الجثث حتى الأسبوع المقبل.
ووفقاً لاتفاق جولة مفاوضات إسطنبول، كان من المقرر أن تبدأ عملية إنسانية تشمل نقل جثث أكثر من 6 آلاف عنصر من القوات الأوكرانية، إضافة إلى تبادل الأسرى الجرحى والمصابين بأمراض خطرة، والأسرى دون سن ال25 عاماً.
وأعلن رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف، أمس الأحد، أن عملية تبادل الأسرى وجثامين جنود قتلى والتي كان يفترض أن تتم في نهاية الأسبوع، ستجري «الأسبوع المقبل»، متهماً موسكو بممارسة «لعبة إعلامية غير نزيهة».
على صعيد آخر، قال رئيس وزراء سلوفاكيا، روبرت فيتسو، أمس الأحد، إن بلاده ستعرقل أي عقوبات يفرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا تضر بمصالحها الوطنية، وذلك بعد أن وافق البرلمان على قرار يدعو الحكومة إلى عدم دعم أي إجراءات جديدة، فيما حذر رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان من أن بروكسل تطيل أمد النزاع في أوكرانيا بزعم حماية أوروبا، مؤكداً أن هذا النهج قد يدخل القارة في عقد كامل من الصراع.
من جانبه، دعا الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الأمم المتحدة إلى تشكيل لجنة من دول غير منخرطة في الحرب الروسية الأوكرانية وتكليفها السعي لأيجاد حل لهذا النزاع.. وقال لولا «يمكن للأمم المتحدة أن تلعب دوراً رئيسياً في هذه المسألة مجدداً»، وتابع «ما أقترحه هو إنشاء لجنة من دول غير مشاركة في الحرب للتحدث إلى زيلينسكي وبوتين». وأوضح «لن يحصل أي من الطرفين على ما يريده، لكن بإمكانهما الحصول على ما هو ممكن»، مضيفاً «لا 100% من موقف زيلينسكي ولا 100% من موقف بوتين».(وكالات)