استقبال الحجاج: ورود وصيحات فرح وزغاريد

استقبال الحجاج: ورود وصيحات فرح وزغاريد

الشارقة: هدى النقبي

* سعيد الكعبي: السعادة بعودتهم لا توصف

* خالد النقبي: التقاليد تعزز روح الجماعة والكرم

تستقبل الإمارات أفواج العائدين من أداء فريضة الحج وسط أجواء من الفرح والتكبيرات التي تملأ البيوت وعادات متجذرة في الثقافة الإماراتية تتجدد مع كل موسم حج في مختلف مناطق الدولة وتتحول لحظة استقبال الحاج إلى مناسبة اجتماعية مفعمة بالمحبة والتقدير لمن أكرمه الله بأداء هذا الركن العظيم من أركان الإسلام.
مع اقتراب عودة الحجاج، يبدأ أهالي الحاج في التحضيرات المناسبة لاستقباله، فتزين المنازل، وتُعلّق اللافتات التي تحمل عبارات التهاني مثل «حج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور»، «تقبل الله منكم صالح الأعمال»، «حج مبرور يا حاج..» وفي الشوارع أيضاً، يضع بعض الأهالي لوحات التهاني، وتُرفع لافتات التهاني على واجهات البيوت، تعبيراً عن الفخر بعودة الحجاج سالمين غانمين.
مع وصول الحاج إلى عتبة منزله، يكون في انتظاره استقبال كبير من الأهل والأطفال والجيران، يحملون الورود و«النثور» وتُطلق الزغاريد، تعبيراً عن الامتنان وسلامة العودة، ما يرسّخ أهمية الحج كرحلة لا تنتهي بأداء الفريضة، بل تستمر بالفرح والمشاركة.

من العادات القديمة المتوارثة في الإمارات، تجهيز «النثور» وهي عبارة عن مبالغ من العملة النقدية والورقية توضع في أكياس أو سلة ممزوجة بالحلويات الصغيرة التي تنثر أيضاً على الحاج فرحة برجوعه. وتحرص النساء الكبيرات في السن على إعداد «النثور» بأيديهن، لأنه يرمز إلى فرحة جماعية لا تكتمل إلا بالمشاركة.
يقول سعيد الكعبي، من الشارقة: فرحة عودة الحاج لا توصف، فهي بركة تحل على البيت وتقرّب بين القلوب ولا تزال تقاليد أمهاتنا حاضرة في كل زاوية، من تجهيز «النثور» إلى تعليق العبارات، حتى يشعر الحاج بعِظَم ما أنجز.
ولا تخلو هذه المناسبات من لمسات خاصة بأهل الحاج، كأن يُخصَّص زاوية في المنزل لوضع طاولة عليها بعض الهدايا والتوزيعات والتحف والعبارات الترحيبية والأدعية. والاستقبال الذي قد يستمر أياماً، إذ يتوافد الأحباب والجيران والأصدقاء لتهنئة الحاج من خلال تقديم الهدايا الرمزية مثل باقه الورد مع المبالغ المالية أو علب الشوكولاته التي تحمل رسوماً متعلقة بالحج وفي المقابل، يُقدّم الحاج لضيوفه الهدايا التي جلبها من مكة المكرمة وتكون غالباً من علب ماء زمزم والمسابيح والمسواك والمصاحف، والعطور.

تقول فاطمة (أم نهيان): بمناسبة حج أبي، جهزنا مجلس العائلة بتزيينه بالكامل بتعليقات على الجدران والحلويات المتنوعة ووضعنا لافتة كبيرة كُتب عليها «حج مبرور وذنب مغفور يا أبوي» وجهزت بعض الهدايا الرمزية للزوار.
يروي خالد النقبي تجربته قائلاً: كنت ضمن مجموعة من الشباب الذين نظموا استقبال الحجاج في المنطقة، فجهزت لوحة ترحيبية باسماء جميع الذين ذهبوا للحج ووضعناها على الشارع وهذه التقاليد تعزز روح الجماعة والكرم وحسن الجيرة.
ولأن سارة الكندي تترقب عودة أمها وأخيها من الحج والسعادة تغمرها، أعدت استقبالاً ضخماً، فوضعت الزينة في جميع أرجاء المنزل عند المداخل والمجالس، ولوحات ترحيبية، وجهزت «النثور».
وتحرص العائلات الإماراتية على غرس عادات استقبال الحجاج في نفوس الأبناء، لذلك يشاركون في التزيين والاستقبال والتعلّم من قصص الحاج عن الرحلة الإيمانية، كما تُوثّق هذه اللحظات بعدسات الهواتف ووسائل التواصل، لتبقى ذكرى جميلة في قلوب الجميع.
تقول علياء عبد الله (أم سعيد): نترقب عودة زوجي من الحج لأذهب إلى المطار وأستقبله مع الأبناء وفرحتنا لا توصف، فنحن متشوقون لحمل الورود وتجمع مشاعر الحب والدعاء حتى تتحول لحظة اللقاء المرتقب إلى عيد خاص لا ينسى.