روسيا تنفذ أضخم هجوم بالطائرات المسيرة وتقوم بتبادل أسرى مع أوكرانيا

روسيا تنفذ أضخم هجوم بالطائرات المسيرة وتقوم بتبادل أسرى مع أوكرانيا

شنت روسيا أكبر هجوم بمسيّراتها على مدينتي كييف وأوديسا، في وقت أنجزت فيه موسكو وأوكرانيا تبادل دفعة جديدة من أسرى الحرب، وسط دعوات من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى رد «ملموس» من الولايات المتحدة وأوروبا على ما وصفه بالتصعيد الروسي.
وأعلنت روسيا أمس الثلاثاء أنها استهدفت مواقع عسكرية أوكرانية، بما فيها منشآت تصنيع صواريخ ودبابات وسفن، في ضرباتها الليلية على أوكرانيا، وقال عنها مسؤولون أوكرانيون إنها الهجمات الأكبر منذ ثلاث سنوات.
وقال أندري يرماك رئيس الديوان الرئاسي الأوكراني، على تلغرام إنّ «روسيا تكذب يومياً بشأن رغبتها في السلام وتهاجم الناس يومياً. لقد حان الوقت لفرض عقوبات، لقد حان الوقت لدعم أوكرانيا بالسلاح، لقد حان الوقت لإثبات أنّ الديمقراطية قوية».
وفي أوديسا قال حاكم المنطقة أوليغ كيبر إنّ «العدو هاجم أوديسا بغارات مكثّفة بطائرات مسيّرة. لقد تضرّرت بنى تحتية مدنية واندلعت حرائق. لقد أصاب الروس مستشفى للولادة وعيادة طوارئ وعمارات سكنية».
وأوضح الحاكم أنّه تمّ إخلاء مستشفى الولادة في الوقت المناسب. ولفت إلى أنه «إضافة إلى ذلك، دُمّرت وتضرّرت مبان سكنية في وسط أوديسا.
وخاطب رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو سكان العاصمة عبر تلغرام قائلاً «ابقوا في ملاجئكم، الهجوم الضخم على العاصمة مستمر»، مشيراً إلى سقوط جريح واحد على الأقل في منطقة دارنيتسكي واحتراق مبنى.
بدوره، قال زيلينسكي على تلغرام «من المهم ألا يكون الرد على هذا الهجوم الروسي، كما مع الهجمات المماثلة الأخرى، صمت العالم بل اتخاذ إجراءات ملموسة».
ودعا إلى «تحرك أمريكي لأن واشنطن قادرة على إرغام روسيا على السلام وتحرك من أوروبا التي ليس أمامها خيار سوى أن تكون قوية».
وفي روسيا، حيث تكثف أوكرانيا أيضاً هجماتها بطائرات مسيّرة تستهدف البنى التحتية الاستراتيجية، اضطرت السلطات لإغلاق 13 مطاراً طوال الليل لأسباب أمنية، بما في ذلك المطارات الأربعة في موسكو والمطار الوحيد في سانت بطرسبرغ.
ورغم جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أعاد التواصل مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وصلت مفاوضات السلام إلى طريق مسدود. وكانت النتيجة الملموسة الوحيدة للمفاوضات، إعلان كييف وموسكو بدء عملية تبادل جديدة لأسرى الحرب، حيث أعلنت روسيا أمس الثلاثاء أنها تبادلت جنوداً أسرى مع أوكرانيا في إطار دفعة ثانية ضمت أكثر من ألف أسير حرب، نص عليها اتفاق أبرم خلال مباحثات سلام جرت بين الطرفين الأسبوع الماضي.
وقالت وزارة الدفاع الروسية عبر وسائل التواصل الاجتماعي «بموجب الاتفاقات الروسية-الأوكرانية التي حصلت في الثاني من حزيران/يونيو في إسطنبول، عادت المجموعة الثانية من الجنود الروس» مضيفة «في المقابل سُلمت مجموعة من أسرى الحرب الأوكرانيين».  وفي انتقاد مبطّن لإدارة ترامب، قال أندري يرماك رئيس الديوان الرئاسي الأوكراني«لقد حان الوقت للجميع لقبول حقيقة أن روسيا لا تفهم إلا الضربات، وليس الكلام العقلاني».
وتستمر روسيا في طرح مطالب صعبة وتحديداً تنازل أوكرانيا عن الأراضي التي ضمتها والتخلي عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وترفض الهدنة «غير المشروطة» لمدة 30 يوماً التي اقترحتها كييف والأوروبيون، معتبرة أنها ستسمح للقوات الأوكرانية بأن تعيد تسليح نفسها بفضل الإمدادات الغربية.
من جانبها، تطالب أوكرانيا بانسحاب القوات الروسية من أراضيها وبتقديم «ضمانات أمنية» من الغرب، سواء كان ذلك من خلال نشر قوات أو إبرام اتفاقات عسكرية. وتصف المطالب الروسية بأنها بمثابة إنذارات.
(وكالات)