مجازر إسرائيلية جديدة ضد المحاصرين في غزة

واصلت إسرائيل، أمس الثلاثاء، ارتكاب مجازرها بحق الفلسطينيين عبر قصف مخيمات النازحين والمجوَّعين حول مراكز توزيع المساعدات في قطاع غزة، فيما أمر الجيش الإسرائيلي بإخلاء مناطق جديدة في شمال القطاع، في وقت اتهم محققون دوليون إسرائيل ب«الإبادة» بعد تدميرها النظام التعلمي ومواقع دينية وثقافية في غزة، بينما تفاقمت الأزمة الإنسانية وحذرت الأمم المتحدة من مجاعة شاملة في القطاع، مشيرة إلى أن الطحين يسرق، في حين قام الجيش الإسرائيلي بتوفير غطاء جوي لجماعة «أبو الشباب» أثناء اشتباك مع مقاتلي «حماس»وواصل الجيش الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، في اليوم ال85 من استئناف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، شنّ غارات مكثفة في ظل أوضاع إنسانية كارثية تشمل تفاقم المجاعة وانهيار النظام الصحي واستمرار تهجير السكان وتزامن ذلك مع توسيع العمليات العسكرية شمالي القطاع، حيث أصدر الاحتلال أوامر إخلاء جديدة، وسط تكرار استهداف الفلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات الغذائية، وأعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس، أن مستشفيات قطاع غزة استقبلت خلال الساعات الماضية 54 قتيلاً، بينهم قتيلان تم انتشالهما من تحت الأنقاض، إضافة إلى 305 إصابات وأكدت أن طواقم الإسعاف والدفاع المدني ما زالت تواجه صعوبات كبيرة في الوصول إلى الضحايا المحاصرين تحت الركام وفي الطرقات، نتيجة استمرار القصف وخطورة التحرك الميداني وصباح الثلاثاء، استقبلت مستشفيات القطاع 36 قتيلاً وأكثر من 208 إصابات من المناطق التي خُصِّصت لتوزيع المساعدات الغذائية، ما رفع إجمالي عدد ضحايا «لقمة العيش» إلى 163 قتيلاً، وأكثر من 1495 إصابة، في حين أعلنت منظمة الصحة العالمية خروج مستشفى «الأمل» في خان يونس عن الخدمة نهائياً، بسبب الدمار الشامل وانعدام الإمكانيات التشغيلية وواصلت القوات الإسرائيلية استهداف المدنيين في أماكن النزوح بمختلف أنحاء القطاع، حيث أفادت فرق الدفاع المدني بوقوع قتلى ومصابين في قصف استهدف فلسطينيين أثناء انتظارهم المساعدات قرب محور «نيتساريم» وغرب مدينة رفح.
من جهة أخرى، أكدت لجنة تحقيق دولية تابعة للأمم المتحدة، أمس الثلاثاء أن الهجمات الإسرائيلية على المدارس والمواقع الدينية والثقافية في غزة تُشكل جرائم حرب وجريمة ضد الإنسانية تتمثل في «الإبادة».
واعتبرت اللجنة في تقريرها أن «استهداف إسرائيل للحياة التعليمية والثقافية والدينية للشعب الفلسطيني سيضر بالأجيال الحالية والقادمة ويعرقل حقهم في تقرر المصر».
وفي بيان مرفق، اتهمت اللجنة إسرائيل بأنها «دمرت النظام التعلمي في غزة ودمرت أكثر من نصف المواقع الدينية والثقافية في قطاع غزة، كجزء من هجوم واسع النطاق لا هوادة فيه ضد الشعب الفلسطيني ارتكبت فيه القوات الإسرائيلية جرائم حرب وجريمة ضد الإنسانية تتمثل في الإبادة».
وأكدت رئيسة اللجنة الجنوب إفريقية نافي بيلاي في البيان «نشهد مؤشرات متزايدة على أن إسرائيل تشن حملة منظمة لمحو الحياة الفلسطينية في غزة» وإذ أشار التقرير إلى أن مثل هذا التدمير لا يمثل «في حد ذاته إبادة جماعية» فإنه «دليل على أن مثل هذا السلوك قد يسمح مع ذلك باستنتاج وجود نية ارتكاب إبادة جماعية لتدمير مجموعة محمية» وستقدم اللجنة تقريرها إلى مجلس حقوق الإنسان في 17 حزيران/يونيو.
في غضون ذلك، ذكرت الأمم المتحدة بأنها لم تتمكن من إيصال سوى كميات محدودة من الطحين إلى قطاع غزة، منذ أن خففت إسرائيل حصارها المفروض منذ أكثر من ثلاثة أسابيع وأشارت الأمم المتحدة في بيان رسمي إلى أن معظم تلك المساعدات تعرضت للنهب من قبل مسلحين ومدنيين يعانون الجوع الشديد وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، في مؤتمر صحفي: إن المنظمة تمكنت من نقل 4600 طن من طحين القمح إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم، الذي يُعد نقطة الدخول الوحيدة المفتوحة من قبل السلطات الإسرائيلية وأشار فرحان إلى أن منظمات الإغاثة قدرت الحاجة الفعلية بما بين 8000 و10000 طن لتوفير كيس طحين واحد لكل أسرة في القطاع، بما يسهم في تخفيف الضغط على الأسواق وتقليل حالة اليأس بين السكان.
إلى ذلك، نفذ الجيش الإسرائيلي غارة جوية منتصف ليل الاثنين/الثلاثاء في جنوب قطاع غزة، استهدفت عناصر من حركة حماس خلال اشتباكهم مع مجموع يقودها ياسر أبو شباب.
ووفقاً للتقرير الذي أوردته قناة «القناة 15 الإسرائيلية»، فإن طائرة إسرائيلية تدخلت بناء على سلسلة من «التصريحات المسبقة» لمهاجمة أربعة من عناصر «حماس»، خلال اشتباك مسلح مع عناصر أبو شباب. وبحسب التقرير، فإن الاشتباك بين عناصر حماس وعصابة أبو شباب أسفر عن قتلى في الجانبين، ووصلت مسيرة إسرائيلية إلى موقع الاشتباك، ورصدت تحركات الطرفين قبل أن يتدخل الجيش جواً، في خطوة وُصفت بأنها الأولى من نوعها التي يُنفذ فيها الجيش الإسرائيلي هجوماً جوياً مباشراً لدعم مسلحين.
(وكالات)