114 مليون مشاهدة في 24 يوماً.. «مراهق العائلة» يشجع الوعي بطريقة مبتكرة

114 مليون مشاهدة في 24 يوماً.. «مراهق العائلة» يشجع الوعي بطريقة مبتكرة

دبي: مها عادل

في عالم تتسارع فيه وتيرة الإنتاج التلفزيوني وتتنافس فيه المنصات على جذب الانتباه، تتناول «نتفليكس» قضايا المجتمعات بشكل متنوع تميز بالطرح الجريء مع خيارات فنية واعية تستهدف مناقشة الواقع لا تجميله.
ويعتبر مسلسل «مراهق العائلة» حلقة جديدة في هذه السلسلة من الأعمال التي تقدم نموذجاً لدراما اجتماعية معاصرة بلغة فنية عالية الجودة تجسد قدرة الدراما على تشكيل وعي المجتمع بأسلوب إبداعي مبتكر.
احتفاءً بهذا العمل الدرامي الذي نجح في حصد 114 مليون مشاهدة في 24 يوماً فقط من بداية عرضه، ولم تتوقف حتى الآن متوالية الأرقام القياسية للمشاهدات، نظمت «نتفليكس»حلقة نقاشية حول هذا العمل بالتحديد للتعرف إلى أهم مميزاته وتحديات صناعته من خلال صناع العمل.
تطرقت الجلسة التي تحدث بها المخرج فيليب بارانتيني إلى استخدام أسلوب اللقطة الواحدة بالتصوير بالمسلسل، والذي اشتهر به في فيلمه الشهير (نقطة الغليان) عام 2021، مما منح المشاهد تجربة حسية متواصلة تخلو من القفزات الزمنية المعتادة.
وتناولت الجلسة أهم ملامح العمل، وبدا واضحاً أن اللافت في المسلسل ليس فقط بنيته السردية المحكمة، وإنما الأسلوب السينمائي في تقديمه. فالكاميرا تتحرك بين الشخصيات بانسيابية، لا تغادر المكان، ولا تمنح المشاهد فرصة للابتعاد أو التأمل الخارجي، بل تجعله أسير اللحظة، وكأنه داخل بؤرة الأحداث المشحونة بالمشاعر المتضاربة والقرارات الخاطئة.
كما تحدث المؤلف جاك ثورن خلال الجلسة عن خصوصية فكرة وقصة هذا المسلسل بقوله: هذا المسلسل يعيد تقديم فترة المراهقة ليس كمرحلة انتقالية فحسب، بل كـمسرح لتفكك الأسرة، وتشكل الهوية، واصطدام الفرد بالعنف المؤسساتي والمجتمعي. يتناول المسلسل أزمة مراهق يعيش في بيئة مضطربة اقتصادياً ونفسياً في إحدى ضواحي بريطانيا. لا يقدّم المسلسل شخصية البطل كمراهق متمرد بالمعنى السطحي، بل كشخص هش، يفتقر للدعم الأسري، محاصر بتوقعات مدرسية قاسية، ويقع ضحية لاختيارات كبرى لا سلطة له عليها. هنا يبرز تحدي الكتابة التي لا تبحث عن مشاهد صدامية فحسب، بل تبني بنية نفسية للشخصيات تعكس البعد الإنساني الأعمق للصراع.
يضيف ثورن: من الناحية الفنية، يُحسب للمخرج بارانتيني قدرته على الحفاظ على اللهاث البصري والزمني في ظل خيار اللقطة الواحدة. المشاهد لا تتكرر ولا تشعر بالإطالة، بل تتحرك بديناميكية تجعل من كل حركة كاميرا جزءاً من «الحدث»، وليس مجرد تتبع آلي، وكل ذلك دون الحاجة إلى القطع أو المونتاج.