مكاتب سفر: رحلات “الترانزيت” أقل تكلفة، بينما “المباشرة” توفر راحة أكبر.

دبي: رامي معالي
يفاضل المسافرون بين الراحة والتكلفة عند حجز تذاكر السفر، وسط تنوع الخيارات بين الرحلات المباشرة ورحلات الترانزيت، التي تختلف من حيث المدة، وعدد التوقفات، ومستوى الراحة، وحتى الإجراءات داخل المطارات.
وفي وقتٍ يفضّل فيه كثيرون الراحة والوصول السريع ولو بكلفة أعلى، يرى آخرون أن التوقف المؤقت يمنحهم مرونة أكبر في الأسعار، خاصةً في ظل تعدد الشركات والمسارات.
وتبرز أهمية حسن الاختيار، بحسب خبراء في قطاع السياحة، في تجنّب الإرهاق والتأخير، وضمان تجربة سفر سلسة وآمنة، تتماشى مع احتياجات المسافر وميزانيته وظروف رحلته.
كما يواجه كثير من المسافرين حيرة عند اختيار نوع الرحلة، ويخلطون بين الرحلة المباشرة، ورحلة ال«الترانزيت»، ورغم أن الفارق بينهما قد يبدو بسيطاً، لكنه يؤثر بشكل كبير في مدة السفر والراحة وحتى الكلفة، فالرحلة المباشرة تنقلك من نقطة الانطلاق إلى الوجهة النهائية، بشكل مباشر دون أي توقف، بينما تتضمن رحلة ال«ترانزيت» توقفاً مؤقتاً، مع تغيير الطائرة أو بدون تغييرها.
تواصلت «الخليج» مع خبراء ومسؤولين في قطاع السفر، لتسليط الضوء على مزايا وعيوب كل منهما، لمساعدة المسافر على الاختيار الأنسب، وفقاً لاحتياجاته وظروفه.
الفرق بين الرحلتين
يوضح أكرم محمد، الرئيس التنفيذي لشركة «Vip بلاتينيوم كونسيرج» للسياحة والسفر، أن رحلات ال«ترانزيت» تنقسم إلى نوعين، الأول لا يستوجب مغادرة الطائرة، حيث تهبط للتزود بالركاب، قبل استئناف رحلتها. أما الثاني، فيتطلب تبديل الطائرة، وربما شركة الطيران أيضاً، ما يُلزم المسافر بإعادة استلام الحقائب، ودخول مطار جديد، والقيام بإجراءات سفر جديدة.
ويشير إلى أن النوع الآخر، وهو الرحلات المباشرة التي تسير إلى وجهتها دون أي توقف، لافتاً إلى أنها تُعد الأغلى، لكونها تستهلك وقوداً أكثر، كما أن عدد الشركات التي توفرها محدود، مقارنة برحلات ال«ترانزيت» المتوفرة، ما يرفع من أسعار تذاكرها.
عوامل الاختيار
يرى محمد أن قرار اختيار نوع الرحلة، يجب أن يستند إلى عوامل مثل، ميزانية المسافر، وعدد المرافقين، وطبيعة الرحلة سواء للعمل أو الترفيه. لافتاً إلى أن عدداً كبيراً من المسافرين يفضّلون الرحلات المباشرة، لما توفره من راحة ووقت، مقارنة برحلات ال«ترانزيت» التي تتطلب التنقل بين الطائرات، والانتظار في مطارات مزدحمة.
ويتابع: «يعكس الإقبال على الرحلات المباشرة، رغبة المسافرين في تقليل التوتر وضمان الوصول في الموعد، حتى لو كان ذلك مقابل كلفة أعلى. تزداد أهمية هذا الخيار لدى العائلات ورجال الأعمال، هرباً من إجراءات التنقل المرهقة واحتمال التأخير، أو فقدان الرحلات اللاحقة، وهو ما يجعله خياراً أكثر أماناً واستقراراً».
اقتصادية وشاقّة
يؤكد الدكتور هيثم الحاج علي، رئيس مجموعة «دبي لينك» للسياحة والسفر، أن رحلات ال«الترانزيت»، تُعد أكثر مشقة للمسافر، خصوصاً إذا كان العبور يتم من خلال مطارات مزدحمة، أو يتطلب تأشيرات دخول مؤقتة. مشيراً إلى أن التنقل بين البوابات، والانتظار الطويل، والقلق من فقدان الاتصال بين الرحلات، كلها عوامل تُرهق المسافر، مقارنة بالرحلات المباشرة، التي توفر راحة واستقراراً أكبر.
ويتابع: «رغم ذلك تعدّ رحلات ال«ترانزيت» خياراً أكثر اقتصادية، وتُتيح مرونة في الأسعار، نظراً لتعدد خيارات شركات الطيران والمسارات. كما بدأنا نشهد مؤخراً إقبالاً متزايداً على رحلات ال«ترانزيت الذكية»، التي تجمع بين السعر التنافسي ومدة التوقف المناسبة. أصبح المسافر اليوم أكثر وعياً، ويوازن بين الجودة والكلفة».
تفضيلات المسافر
يقول الحاج علي إن غالبية المسافرين يفضّلون الرحلات المباشرة، نظراً لما توفره من سرعة وراحة وسلاسة في التنقل، لكنها في الوقت نفسه قد تكون مرهقة جسدياً، بسبب طول مدة الطيران، خصوصاً في الرحلات الطويلة، مثل المتجهة إلى الولايات المتحدة أو أستراليا. لافتاً إلى أن رحلات ال«ترانزيت» تعدّ خياراً اقتصادياً جيداً، خاصةً لمن يملكون وقتاً إضافياً أو ميزانيات محدودة.
ويتابع: «قرار المسافر تحدده أولوياته، فمن يبحث عن الراحة، وتوفير الوقت الأفضل له الرحلات المباشرة، أما من يهدف إلى خفض التكاليف أو استكشاف مدن جديدة أثناء التوقف، فقد تكون ال«ترانزيت» خياراً جيداً له. دورنا كشركات سياحة أن نُحسن فهم احتياجات العميل، ونرشده إلى الخيار الأمثل له».
تخطيط مسبق
يرى الخبير السياحي سعود الدرمكي، أن شركات الطيران باتت تتجه نحو زيادة عدد الرحلات المباشرة، نظراً لمرونتها وتنوع أسعارها، لتناسب شرائح أوسع من المسافرين.
ويتابع: «بعض الرحلات المباشرة، رغم تصنيفها كذلك، قد تشمل توقفاً فنياً لوقت قصير دون تغيير الطائرة. هذا النوع من الرحلات قد يكون خياراً عملياً ومفيداً، لاسيما للمسافرين إلى وجهات بعيدة مثل الولايات المتحدة، حيث تمثل حلاً مريحاً لأصحاب الأعمال، أو المرضى الذين يبحثون عن تقليل عدد محطات التوقف».
ويشدد الدرمكي على أهمية التخطيط المسبق، وتثبيت تواريخ السفر والعودة، للحصول على أفضل الخيارات من حيث السعر والراحة.واختتم قائلاً: «ينبغي على المسافرين اختيار الوجهات الآمنة، وتجنّب التظاهر بالثروة، وعدم حمل مبالغ مالية كبيرة، حفاظاً على سلامتهم، خاصة أثناء النزول في مطارات تتطلب البقاء فيها أثناء رحلات الترانزيت».