التوتر يتزايد قبيل جهود التهدئة والمحادثات الأمريكية الإيرانية في مسقط

التوتر يتزايد قبيل جهود التهدئة والمحادثات الأمريكية الإيرانية في مسقط

أعلنت إيران عزمها على بناء منشأة جديدة وزيادة وتيرة إنتاجها من اليورانيوم المخصب وذلك رداً على قرار تبناه مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية دان «عدم امتثال» طهران لالتزاماتها النووية، في تصعيد جديد يأتي قبيل جولة سادسة من المحادثات الإيرانية-الأمريكية تستضيفها العاصمة العُمانية مسقط الأحد وسط تقارير عن تهديدات إسرائيلية بشن هجوم وشيك على منشآت إيران النووية.
وردت إيران بغضب على القرار، الذي صاغته دول غربية وأيّدته 19 دولة من أصل 35 وصفته منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بأنه «متطرف» و«غير قانوني» واتهمت إسرائيل بالوقوف خلفه.
وفي بيان مشترك مع وزارة الخارجية الإيرانية، أعلنت المنظمة أن رئيسها أصدر أوامر لإطلاق مركز جديد لتخصيب اليورانيوم «في مكان آمن»، مشيرة إلى أن التخصيب في الموقع الجديد سيبدأ «فور نصب الأجهزة الجديدة».
وقال الناطق باسم منظمة الطاقة الذرية بهروز كمالوندي: «إن إيران تعتزم استبدال أجهزة الطرد المركزي من الجيل الأول بأخرى متطورة من الجيل السادس في منشأة فوردو جنوب طهران، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في كمية المواد المخصبة».
وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الإيراني: «إن القرار الأخير للوكالة الدولية يعقّد الجولة المقبلة من المحادثات النووية مع الولايات المتحدة، والتي انطلقت منذ أبريل/نيسان الماضي في مسعى لإحياء اتفاق عام 2015، الذي انسحبت منه واشنطن في في ولاية الرئيس ترامب الأولى».
وأكد وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي أن الجولة السادسة ستُعقد في مسقط الأحد.
وجاء الموقف الإيراني وسط تحذيرات أطلقتها طهران لإسرائيل من رد عسكري «غير مسبوق» إذا أقدمت على مهاجمة منشآتها النووية.
وفي ردّه على هذه التحذيرات، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الخميس، تل أبيب إلى عدم توجيه ضربة عسكرية إلى إيران، مشيراً إلى أن الجانبين الأمريكي والإيراني «يقتربان إلى حد ما من التوصل إلى اتفاق جيد للغاية»، لكنه لم يستبعد احتمال وقوع هجوم، قائلاً: «لا أريد أن أقول إن ذلك وشيك، لكنه يبدو أمراً قابلاً للحدوث».
وفي تصريحات أدلى بها من البيت الأبيض، أقرّ ترامب بأن فشل المفاوضات قد يؤدي إلى «نزاع هائل» في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن طهران يجب أن تقدم تنازلات لم تقدّمها حتى الآن.
وأكد مجدداً تفضيله للحل الدبلوماسي، رغم أنه سبق أن لوّح باستخدام القوة العسكرية في حال انهيار المحادثات.
وتشكل مسألة تخصيب اليورانيوم أحد أبرز نقاط الخلاف في المحادثات النووية، إذ تطالب واشنطن بوقف النشاط الإيراني في هذا المجال، بينما تعتبر طهران أن التخصيب حق سيادي غير قابل للتفاوض.
وتخصّب إيران حالياً اليورانيوم بنسبة 60%، وهي نسبة تفوق بكثير سقف 3.67% المحدد في اتفاق 2015، لكنها لا تصل إلى مستوى 90% اللازم لتصنيع سلاح نووي وهو ما تنفي إيران سعيها إليه.
وقد دانت فرنسا «بشدة» إعلان طهران زيادة التخصيب وبناء منشأة جديدة، معتبرة أنه «تصعيد نووي متعمد»، فيما دعا الاتحاد الأوروبي إيران إلى «ضبط النفس وتجنب أي خطوات تؤدي إلى مزيد من التوتر».
وفي مؤشر على احتمال تصعيد جديد، حذر مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني من أن طهران ستنظر في «ردود متناسبة» إذا تم تفعيل «آلية الزناد» وهي الآلية المنصوص عليها في الاتفاق النووي والتي قد تؤدي إلى إعادة فرض العقوبات الأممية.
ولمّح إيرواني إلى احتمال انسحاب بلاده من معاهدة الحد من الانتشار النووي إذا استمرت الضغوط الغربية.(وكالات)