لبنان يصرّ على تجديد مهمة «اليونيفيل» لضمان الاستقرار وبدء عمليات الإعمار

أكد وزير الدفاع اللبناني، اللواء ميشال منسى، أمس الخميس، ضرورة التجديد لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) من دون أي تعديل، مع افتراب انتهاء ولايتها في أغسطس المقبل، فيما حذر المبعوث الرئاسي الفرنسي إلى بيروت جان إيف لودريان من افتعال توترات ميدانية من شأنها أن تقوض دورة القوة الأممية المنتشرة في جنوب لبنان منذ 1978.
ومع اقتراب موعد التجديد لقوات «اليونيفيل» تكثفت المشاورات بهذا الخصوص، حيث من المتوقع ان تتقدم الحكومة اللبنانية بطلب التمديد من مجلس الأمن الدولي من دون أي تعديل في تفويض القوة الاممية وصلاحياتها المعمول بها حالياً، مع التأكيد على تمسك لبنان بها وبدورها في تطبيق القرار 1701، وبالتعاون والتنسيق مع الجيش اللبناني لاستكمال انتشاره في منطقة جنوب الليطاني، الذي تعوقه إسرائيل بتفلّتها من اتفاق وقف إطلاق النار، واستمرار اعتداءاتها، وامتناعها عن الانسحاب من الأراضي اللبنانية التي تحتلها، ولاسيما النقاط الخمس، في وقت لم يتبلغ لبنان من أي جهة ما حُكيَ عن رفض أمريكي لتمديد مهمّتها، بل إن مصادر دبلوماسية لفتت الى فرنسا تنوي طرح مشروع تمديد مهمّة «اليونيفيل» من دون أي تعديل أو تغيير في مهامها، وهو ما أكده الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان خلال جولته على المسؤولين والفعاليات السياسية عندما كشف عن وجود جهات خارجية تعمل وتضغط باتجاه عدم التجديد لمهمة القوات الدولية أو الدفع نحو تعديل قواعد عملها، محذّراً من محاولات افتعال توتّرات ميدانية يُراد توظيفها كذرائع لبلوغ هذا الهدف، ومؤكداً أن بلاده تولي أهمية كبيرة لملف «اليونيفيل»، وتعتبر أن إنهاء مهامها يُفقِد فرنسا دورها الإقليمي انطلاقاً من لبنان.
وفي هذا السياق دان وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى خلال زيارته أمس زيارة مقر قيادة «اليونيفيل» في الناقورة بعد لقائه قائدها العام الجنرال أرولدو لازارو، الاعتداءات على اليونيفيل التي «تخدم إسرائيل»، وأكد «ضرورة تجديد ولايتها من دون أي تعديل»، معرباً عن أمله في أن «تنجح الجهود لذلك»، وأكد أن «الهدف هو تثبيت الاستقرار في جنوب لبنان وبدء عملية إعادة الإعمار». بدوره أكد المتحدث باسم قوات «اليونيفيل» أندريا تنينتي في حديث تلفزيوني أمس أن «القوة الدولية تواصل دعم الجيش اللبناني في مهامه»، مشددًا على ضرورة «انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان وفقًا للقرارات الدولية»، وقال: إن «الوضع في الجنوب لا يزال هشاً ويتطلب ضبط النفس من جميع الأطراف»، داعياً إسرائيل إلى «وقف الانتهاكات المتكررة للسيادة اللبنانية حفاظًا على الاستقرار في المنطقة». ولفت تيننتي إلى أن «بعض الجهات تؤثّر في حرية تحرك قوات «اليونيفيل» في الجنوب.
وبالتزامن، تواصلت الاعتداءات الإسرائيلية مترافقة مع ادعاءات يومية بوجود مستودعات أسلحة ل«حزب الله»، ما يجعل لجنة الإشراف على تتفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بأن تطلب من الجيش اللبناني القيام بعمليات تفتيش في الاماكن التي تحددها اسرائيل، وآخرها في منطقة السانت تيريز- الحدث أمس الاول، من دون العثور على ما يؤكّد صحة الادّعاءات الإسرائيلية.