بعد مقتله.. حسين سلامي المسؤول التطوعي في الحرس الثوري الإيراني

أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا» صباح اليوم الجمعة، اغتيال اللواء حسين سلامي القائد العام للحرس الثوري الإيراني، إلى جانب عدد من القادة العسكريين البارزين، وذلك إثر سلسلة غارات جوية شنتها إسرائيل على أهداف داخل إيران، فجر اليوم.وأكدت الوكالة أن من بين القادة الذين قتلوا في الهجوم، اللواء رشيد، والدكتور فريدون طهرانجي، وفريدون عباسي، مشيرة إلى أن القصف استهدف مواقع عسكرية ومبانٍ سكنية في العاصمة طهران ومناطق أخرى.ويُعد اغتيال اللواء حسين سلامي ضربة قوية للقيادة العسكرية الإيرانية، إذ كان أحد أبرز رموز الحرس الثوري وأكثرهم تأثيرًا على المستوى الإقليمي، منذ تعيينه في المنصب عام 2019 خلفًا للواء محمد علي جعفري.
من هو حسين سلامي؟
برعاية من المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي، صعد اللواء حسين سلامي إلى منصب القائد العام للحرس الثوري الإيراني عام 2019، في مسيرة عسكرية حافلة بدأت من ميادين الحرب العراقية الإيرانية وحتى قيادة أهم مؤسسات البلاد العسكرية.
البداية من الجبهات
ولد حسين سلامي عام 1960 في قرية “وانشان” بمحافظة أصفهان وسط إيران، ونشأ في بيئة دينية محافظة، ثم انتقل إلى طهران عام 1978 للدراسة الجامعية في الهندسة الميكانيكية، لكنه قطع دراسته بعد اندلاع الحرب العراقية الإيرانية عام 1980، وانضم إلى صفوف الحرس الثوري في بدايات تأسيسه.شارك سلامي في معارك الغرب والجنوب، وتولى قيادة عدد من الفرق والمقرات، منها لواء كربلاء ولواء الإمام الحسين، ثم انتقل إلى القوة البحرية وقاد مقر “نوح” البحري حتى نهاية الحرب.
عودة أكاديمية وصعود تنظيمي
بعد الحرب، استكمل سلامي دراسته الجامعية وتخرج مهندسًا، ثم حصل على درجة الماجستير في “الإدارة الدفاعية”.وفي عام 1992، أسس جامعة القيادة والأركان بالحرس الثوري، ليبدأ بعدها صعوده السريع في المناصب القيادية.بين عامي 2005 و2009، تولى قيادة القوة الجوية للحرس الثوري، ثم عُيّن نائبًا للقائد العام عام 2009، وظل في هذا المنصب حتى عام 2019. كما شغل منصب مساعد مدير التنسيق بالحرس لفترة مؤقتة عام 2018.
قرار التعيين وملامح القيادة
في 11 أبريل 2019، أصدر خامنئي قرارًا بترقية سلامي إلى رتبة لواء وتعيينه قائدًا عامًا للحرس الثوري خلفًا للواء محمد علي جعفري، مشيدًا بـ”خبراته وجداراته التنظيمية والعسكرية”.ومنذ توليه المنصب، ركّز سلامي على تعزيز القدرات الدفاعية، ورفع جاهزية القوات، وتطوير أساليب الإدارة، إلى جانب ظهوره المتكرر في الإعلام كمتحدث شرس ضد الولايات المتحدة وإسرائيل.
العقوبات الدولية
تعرض سلامي لعقوبات أمريكية في أبريل 2019 بعد تصنيفه ضمن قائمة “الإرهاب”، كما فرض الاتحاد الأوروبي عليه عقوبات عام 2021 لدوره في “قمع احتجاجات نوفمبر 2019″، وجرى تجميد أصوله ومنعه من السفر.