الهجمات على المنشآت النووية: هل ستتغير آليات التعامل مع القضية الإيرانية؟

الهجمات على المنشآت النووية: هل ستتغير آليات التعامل مع القضية الإيرانية؟

أعلنت إسرائيل أنها أنهت حالة التأهب التي كانت تفرض على المواطنين البقاء قرب أماكن محصنة في جميع أنحاء البلاد، وهى تدابير احترازية كانت قد اتخذتها تحسبًا لرد إيران المحتمل على الضربات التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي داخل إيران.وقالت قيادة الجبهة الداخلية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في تعليمات جديدة للمواطنين: “لم تعد هناك حاجة للبقاء بالقرب من أماكن محمية”، حسبما أفادت صحيفة الجارديان البريطانية٠

تنفيذ ضربات جوية واسعة داخل إيران 

 
وكانت هذه التعليمات قد جاءت بعد ساعات من إعلان القيادة العسكرية الإسرائيلية، في وقت سابق من يوم الجمعة، دعوة السكان إلى الاحتماء في الملاجئ بالتزامن مع تنفيذ الجيش هجمات جوية واسعة على أهداف داخل إيران.وسادت حالة من الترقب والتوتر في مختلف المدن الإسرائيلية خلال الساعات الماضية، في ظل مخاوف من رد إيراني مباشر أو عبر فصائل حليفة لطهران في المنطقة. لكن مع تراجع مستوى التهديد، خففت السلطات الإسرائيلية من تعليماتها وعادت الحياة إلى طبيعتها بشكل تدريجي.

إيران تؤكد وقوع أضرار في منشأة نطنز النووية وتحقق في حجمها

من جهتها، أكدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن منشأة نطنز النووية قد تعرضت لأضرار نتيجة الهجوم الإسرائيلي الذي وقع فجر الجمعة، دون أن تُسجل أي تسرّبات إشعاعية أو تلوث كيميائي في محيط الموقع.وجاء في بيان المنظمة: “الهجوم تسبب بأضرار في عدة أجزاء من المنشأة ولا تزال التحقيقات جارية لتحديد حجم هذه الأضرار بدقة”.وتعد منشأة نطنز واحدة من أهم المراكز النووية في إيران، وتضم مرافق لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض وفوقها. وقد كانت في السنوات الماضية محورًا رئيسيًا في التوتر بين طهران والقوى الغربية بسبب طبيعة أنشطتها.وأكدت السلطات الإيرانية أن الوضع تحت السيطرة، وأن فرقًا فنية تواصل عملها داخل الموقع لتقييم الأضرار وتأمين المنشآت الحساسة. والتقطت صور للأقمار الصناعية بتاريخ 24 يناير 2025 كانت قد أظهرت البنية الأساسية لمنشأة نطنز، التي تقع في محافظة أصفهان، وتعتبر هدفًا استراتيجيًا في أي صراع يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني.

تصاعد التوترات في المنطقة 

تأتي هذه التطورات في وقت يتصاعد فيه التوتر في الشرق الأوسط، بعد أن شنت إسرائيل هجمات جوية استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت نووية داخل إيران.الهجمات جاءت كردٍّ محتمل على عمليات سابقة نسبت إلى إيران أو حلفائها في المنطقة، ما رفع منسوب القلق الدولي بشأن انزلاق الأوضاع إلى مواجهة أوسع.وفي الوقت الذي دعت فيه أطراف دولية إلى ضبط النفس والعودة إلى الحوار، تواصل الوكالة الدولية للطاقة الذرية مراقبة الوضع، وأعرب مديرها العام، رافائيل غروسي، عن استعداده للسفر إلى إيران لتقييم الوضع وضمان سلامة المنشآت النووية وعدم المساس بمبدأ عدم الانتشار.