الكاتب إبراهيم عامر: المتحف الكبير يعيد لمصر مكانتها الرائدة (حصري)

عشرون يوما، تفصلنا عن الحدث الأضخم الذي تتجه إليه أنظار العالم في ترقب، ألا وهو افتتاح المتحف المصري الكبير، والذي يقام حفل افتتاحه بحضور العديد من ملوك ورؤساء من كافة الأنحاء.
القاص إبراهيم عامر: المتحف المصري الكبير يستعيد دور مصر الريادي في الثقافة والفنون
وحول أهمية ودور المتحف المصري الكبير، في استعادة مصر لدورها الريادي، وقوتها الناعمة، ومردود المتحف على الاقتصاد المصري، والحفاظ على الآلاف من القطع الأثرية بعرضها بما يليق بها، تحدث القاص، الكاتب الشاب إبراهيم محمد عامر.واستهل “عامر” حديثه قائلا: “الحضارة المصرية القديمة، أزهى عصور مصر عبر التاريخ، وأكثرها عمقًا وزخمًا، وهي حضارة لم تنته بانتهاء الفترة الزمنية الخاصة بها، بل استمرت طويلًا وحتى اليوم، حاضرة في أذهان الناس، وحاضرة أيضًا بآثارها الكبيرة، المنتشرة في ربوع مصر”.وأضاف “عامر”: “ولأجل الحفاظ على التراث المصري القديم، وحمايته من الضياع أو السرقة، قررت القيادة السياسية البدء في تنفيذ المتحف المصري القديم، وهو مشروع حضاري ضخم، يحمي آثار مصر، ويعيد تقديمها للعالم بطرق حديثة ومبتكرة”.وكان المشروع هو إنشاء المتحف المصري الكبير، والذي يختلف عما سبقه، من حيث المساحة، وحجم الآثار المعروضة به، وطرق عرضها التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة، والأثر الدعائي الضخم المتوقع لأسم مصر وسمعتها العالمية عند افتتاحه وبداية استقباله للزوار..وتابع “عامر”: وفي اعتقادي أن افتتاح المتحف المصري الكبير حدث ينتظره المصريين والعالم، فهو لن يكون مجرد حدثًا ثقافيًا أو افتتاح لمشروع قومي عمراني كبير، بل سيكون خطوة هامة في طريق طويل لاستعادة الدور المصري الريادي في مجالي الثقافة والفنون.ذلك الدور الذي بدأ قديمًا، وصار الحفاظ عليه مسؤولية الدولة المصرية وقيادتها على مدار تاريخها، والقيادة الحالية شأنها شأن سابقيها، لم تقصر في ذلك، وتحاول في كل الأوقات المساعدة سواء بالدعم أو الحماية أو التطوير، وهو ما تجلى تمامًا في مشروع المتحف المصري الكبير..
تعريف الأجيال الجديدة بتاريخ مصر العظيم
واستكمل “عامر”: وبجانب الحديث عن المنافع الاقتصادية المأمول حدوثها من المشروع، عن طريق ضخ العملات الأجنبية من السياحة، والتي من المتوقع أن يكون المتحف على رأس قائمتها خلال الفترة القادمة، إلا أن هناك منافع أكبر لذلك المشروع، لا تقل أهمية عن منافعه الاقتصادية بل – وبصفة شخصية – أراها تفوق أهمية تلك المنافع الاقتصادية.وأوضح: “أقصد هنا المنافع الثقافية والمعرفية التي ستعود على المواطن العادي، والتي سيحدثها وجود ذلك المتحف بحجم الآثار الموجودة داخله، وهذا يلقي على كاهل المتحف وإدارته مهام عظام، أتمنى أن يوفق فيها”.
الحفاظ على الهوية المصرية
واختتم: “مثل مهمة تعريف الأجيال الجديدة بتاريخ مصر العظيم، وعدم تركهم لحملات التشكيك المنتشرة والموجهة.. وتعريف الصغار قبل الكبار بحجم مصر الكبير على مر عصورها، وغرس فيهم روح الانتماء والحب لبلدهم والفخر بها وبتاريخها، وتدفعهم للغيرة المحمودة من أسلافهم العظام، هذه الغيرة التي – أتمنى – أن تدفعهم في يوم من الأيام إلى اقتفاء آثرهم والتفوق عليهم، بالإضافة إلى مهمة الحفاظ على الهوية المصرية الأصيلة، تلك الهوية التي تعرضت كثيرًا – ولا زالت – لمحاولات للطمس والتشويه، وهذا في رأيي المتواضع أهم وأعظم استفادة من المشروع كله”.