بابا الفاتيكان يبعث رسالة بمناسبة اليوم العالمي التاسع للفقراء

أصدر البابا ليو الرابع عشر، بابا الفاتيكان، صباح اليوم، رسالة بمناسبة اليوم العالمي التاسع للفقراء الذي سيُحتفل به في السادس عشر من نوفمبر المقبل تحت عنوان “أنت رجائي”.
و كتب الحبر الأعظم في الرسالة، في وسط محن الحياة، يبقى الرجاء منتعشا بيقين محبة الله الراسخ والمشجع، الذي يفيضه الروح القدس في القلوب. لذلك، فإن “الرّجاء لا يُخَيِّبُ”، والله الحي هو في الواقع “إله الرجاء”، الذي أصبح في المسيح، بموته وقيامته، “رجاءنا”. لا يمكن أن ننسى أنّنا خُلِّصْنا بهذا الرّجاء، الذي يجب أن نبقى فيه راسخين.
يمكن للفقراء أن يصيروا شهودا لرجاء قوي وموثوق
تابع البابا: يمكن للفقراء أن يصيروا شهودا لرجاء قوي وموثوق، لأنهم فقراء ويعيشون في ظروف معيشية هشة، قوامها الحرمان والهشاشة والتهميش. إذا أدركنا أن الله هو رجاؤنا الأول والوحيد، ننتقل نحن أيضا من الآمال الزائلة إلى الرجاء الباقي. فعندما نرغب في أن يكون الله رفيق دربنا، نعيد الحجم الصحيح لثرواتنا، لأننا نكتشف إذاك الكنز الحقيقي الذي نحتاج إليه حقا.
أعظم فقر هو عدم معرفة الله
وواصل بابا الفاتيكان في رسالته، أن أعظم فقر هو عدم معرفة الله، في هذا يكمن وعي أساسي وأصيل يبين لنا كيف نجد كنزنا في الله، وأكد أن كل خيرات هذه الأرض، وكل الماديات، وملذات الدنيا والرخاء الاقتصادي، مهما كانت أهميتها، لا تكفي لإسعاد القلب. الثروات تخدعنا مرارا وتؤدي بنا إلى حالات فقر مريعة، وأولها الاعتقاد بأننا لسنا بحاجة إلى الله وأننا نقدر أن نعيش حياتنا من دون الله. وتابع البابا إن الرجاء المسيحي، الذي تشير إليه كلمة الله، هو يقين في أثناء رحلة الحياة، لأنه لا يعتمد على القوة البشرية، بل على وعد الله الأمين دائما. ولذلك، سعى المسيحيون، منذ البداية، إلى ربط الرجاء برمز المرساة، الذي يوفر الاستقرار والأمان. فالرجاء المسيحي أشبه بمرساة تثبت قلوبنا في وعد الرب يسوع، الذي خلصنا بموته وقيامته، والذي سيعود إلينا. ويستمر هذا الرجاء في الإشارة إلى “السماوات الجديدة” و”الأرض الجديدة” كأفق حقيقي للحياة، حيث تجد جميع المخلوقات معناها الحقيقي، لأن وطننا الحقيقي هو في السماء. وأضاف أن الفقراء ليسوا للكنيسة مجرد وسيلة للفت النظر، بل هم أعز الإخوة والأخوات، لأن كل واحد منهم، بوجوده وبما يحمله من كلمات وحكمة، يحثنا على أن نلمس لمس اليد حقيقة الإنجيل. لذلك، يهدف اليوم العالمي للفقراء إلى تذكير جماعاتنا بأن الفقراء هم محور كل عمل رعوي، ليس فقط لأنه عمل محبة، بل هو ما تحتفل به وتبشر به الكنيسة. الله اتخذ على نفسه فقرهم ليُغنينا بأصواتهم وقصصهم ووجوههم. جميع أشكال الفقر، دون استثناء، هي دعوة إلى أن نعيش الإنجيل بصورة عملية ونعطي بوادر أمل فعالة.