التوثيق المباشر والتعبير المجازي في مجموعة محمد رفيع ‘المسافة صفر’

التوثيق المباشر والتعبير المجازي في مجموعة محمد رفيع ‘المسافة صفر’

ينتظر الكاتب القاص السيناريست، محمد رفيع، صدور أحدث مجموعاته القصصية، “المسافة صفر”، والتي تصدر قريبا عن دار روافد للنشر والتوزيع.

 التوثيق القريب والمجاز البعيد في مجموعة محمد رفيع “المسافة صفر” 

“المسافة صفر”، عنوان المجموعة القصصية الأحدث للكاتب محمد رفيع، تتكوّن من ثماني عشرة قصة، تتنقّل بسلاسة بين الواقع السياسي القاسي والأسطورة، بين الحصار الخارجي والاغتراب الداخلي،وبين التوثيق القريب والمجاز البعيد. تدور جميع القصص في عالم واحد: عالم مدينة أو وطن أو جسد محاصر، لكن هذا الحصار يقُابَل دائمًا بصوت آخر… صوت المقاومة، الحب، الحنين، الجنون، بل وحتى الغناء.توحد المجموعة بينها تيمة مركزية هي: “التحوّلات التي تصيب الإنسان حين تلتصق المسافة بينه وبين الموت، أو بينه وبين الحقيقة”. ومنها جاء العنوان “المسافة صفر ” بمعناه الوجودي والسياسي معًا.

أبرز سمات مجموعة محمد رفيع “المسافة صفر”

وبحسب الناشر، عن مجموعة محمد رفيع، “المسافة صفر”، “لغة مشبعة بالشعر، الجمل تنبض بإيقاع داخلي، يشبه النثر الشعري، لكنها لا تفقد سردها ولا وضوحها. تماسك موضوعي رغم تنوع القصص، من قصة “عاشق الحديد” التي تقدم صورة مبتكرة لعلاقة العاشق بعدوه، إلى “نشرة الجثث” التي تدمج السخرية السوداء بالنبوءة، وحتى “بلاغ إلى الفضاء الخارجي” التي تحوّل المدينة إلى مختبر أخلاقي.رمزية معاصرة، كثير من القصص تعتمد على الكناية أو الاستعارة الممتدة، مثل “ثلاجة الجماعة” و”أرض بلا ظل”، حيث تتجلى فكرة السيطرة الجماعية، وانمحاء الفرد لصالح سردية كبرى.مقاربات جديدة للمقاومة، المقاومة في هذه القصص لا تكون دومًا بالرصاص؛ بل بالغناء “حاصر حصارك بالجنون”، أو بالرائحة “الأرض أرضي والشواء شوائي”، أو حتى بالحب “قبلة على السياج”.خيال سياسي مستقبلي، تظهر بوضوح في القصة الختامية “المليار الذهبي وقمحاوي لا يذوب”، والتي تقدم هجاءً فانتازيًا مريرًا لمجتمعات الطبقية الجينية، من خلال سردية فلسفية شاعرية تتأرجح بين الأسطورة والديستوبيا.

محمد رفيع

محطات في مسيرة محمد رفيع

والكاتب “محمد رفيع”، قاص وروائي وسيناريست، وصلت مجموعته القصصية “في مديح الكائنات”، الصادرة عن دار النسيم للنشر، إلى القائمة القصيرة لجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية بالكويت 2023.كما حصل على جائزة ساويرس الثقافية أفضل مجموعة قصصية فرع الشباب، في دورتها لعام 2012، عن مجموعته القصصية “أبهة الماء”.كُرّم محمد رفيع في مؤتمر “تشيكوف” في روسيا عام 2019. كما رشحت مجموعته القصصية “عسل النون” في القائمة القصيرة لجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية بالكويت للعام 2016.صدر للقاص “محمد رفيع” العديد من الأعمال الإبداعية، نذكر من بينها: “أنا ذئب كان”، رواية عن دار بتانة. “ساحل الغواية” رواية صدرت عام 2016، بالإضافة إلى مجموعاته القصصية: “بوح الأرصفة” 2003، “ابن بحر” 2005، “أبهة الماء” 2009، “عسل النون” 2015، “تعرف تعشق كمنجة” كما صدر له مطلع العام الجاري، كتابه الأحدث عن الدار المصرية اللبنانية بعنوان “السيناريو.. دليل احتراف الدراما”.