أستاذ في العلاقات الدولية يفسر معاني ورسائل الهجمات الإسرائيلية على إيران

أستاذ في العلاقات الدولية يفسر معاني ورسائل الهجمات الإسرائيلية على إيران

أكد الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية، أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة على إيران تحمل أبعادًا سياسية وعسكرية متشابكة، مشيرًا إلى أنها جاءت بعد 24 ساعة فقط من فشل التصويت على حل الكنيست، وهو ما اعتبره محاولة من الحكومة الإسرائيلية لإقناع الرأي العام بأن أي محاولة لإسقاطها تصب ضد مصلحة إسرائيل، بدليل تنفيذ “عملية ناجحة” ضد طهران فورًا.

الضربات تزامنت مع إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية لأول مرة منذ 20 عامًا أن إيران غير متعاونة

وأشار، عبر مداخلة لقناة “إكسترا نيوز”، إلى أن الضربات تزامنت مع إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية لأول مرة منذ 20 عامًا أن إيران غير متعاونة في ملف التفتيش النووي، ما يعكس عجز المؤسسات الدولية عن كبح الطموح النووي الإيراني، الأمر الذي استغلته إسرائيل لتوجيه رسالة مفادها أن الخطوط الحمراء التي رسمتها في هذا الملف ليست كلامًا سياسيًا بل واقع ميداني ترسمه هي بنفسها.

 العملية الإسرائيلية اعتمدت بشكل كبير على الخداع الاستراتيجي

وأضاف، أن العملية الإسرائيلية اعتمدت بشكل كبير على الخداع الاستراتيجي، إذ تم تضليل القيادة الإيرانية عبر إشارات وهمية مثل الحديث عن خلافات داخل الحكومة الإسرائيلية وزيارات مزعومة لوزير الأمن القومي، إلى جانب تنفيذ الهجوم في ليلة عطلة رسمية، ما ساعد على تحقيق عنصر المفاجأة.

 200 مقاتلة إسرائيلية شاركت في العملية وإشارات لوجود شبكة تجسسية واسعة داخل إيران

ونوه إلى أن أكثر من 200 مقاتلة إسرائيلية شاركت في العملية، وبدقة عالية، ما يشير إلى وجود شبكة تجسسية واسعة داخل إيران ساهمت في تحديد الأهداف، إضافة إلى تقارير تحدثت عن دعم من وحدات “كوماندوز” إسرائيلية على الأرض.وأردف، أن الهدف من الضربة لم يكن القضاء الكامل على المشروع النووي الإيراني، لأنه يتطلب أكثر من عملية، وإنما ترسيخ فكرة أن الخط الأحمر الإسرائيلي تم تفعيله، وأن تجاوزاته ستقابل بردّ ميداني مباشر.

 الرد الإيراني متوقّع لكنه لا يزال غير مباشر

وتابع أن الرد الإيراني متوقّع لكنه لا يزال غير مباشر، مع تهديدات من جهات إيرانية، التي تحدثت عن ظهور “القوة النووية الإيرانية” قريبًا، لكنه استبعد استخدام السلاح النووي فعليًا، نظرًا لتبعاته الكارثية في بيئة الشرق الأوسط الهشة.وأكد أن طهران قد تلجأ إلى وكلائها الإقليميين مثل حزب الله، وحماس، والحوثيين، والجهاد الإسلامي، للرد على الهجوم، موضحًا أن فقدان إيران لأي قدرة استراتيجية سيعني تلاشي نفوذ هؤلاء الوكلاء، الذين يعتمدون بالكامل على الدعم الإيراني.وأشار إلى أن إسرائيل قد تستفيد من أي رد إيراني في الداخل أو عبر الوكلاء، لتبرير توسيع عملياتها العسكرية، وربما شن هجمات موسعة في غزة أو جنوب لبنان أو اليمن، مدفوعة بتنسيق استخباراتي مسبق مع الولايات المتحدة.