يوم مميز في الأجواء المصرية.. رحلات سريعة تتفادى التوترات الإقليمية

في مشهد نادر ومثير، تحوّل المجالان الجويان الإيراني والعراقي، صباح اليوم الجمعة، إلى نقاط فراغ شبه كاملة على خريطة الملاحة الجوية، بعدما بدأت الرحلات الجوية في مغادرة الأجواء على نحو عاجل، هروبًا من ضربات عسكرية مفاجئة شنتها إسرائيل على مواقع إيرانية.هذا التحول رصدته بوضوح عدسات موقع التتبع “فلايت رادار” المتخصص في رصد حركة الطيران بالمجال الجوي، الذي عرض لقطات درامية توثق لحظة “الفرار الجوي” للطائرات من سماء طهران وبغداد، وتوجهها بسرعة نحو الأجواء الآمنة في الدول المجاورة، وعلى رأسها السعودية، ومصر، وتركيا.
تغيير المسارات.. طيران في حالة طوارئ
بحسب ما أظهره تتبع مسارات الرحلات الجوية، فقد اضطرت عشرات الطائرات إلى تغيير مساراتها في الجو تفاديًا للضربات الجوية، في وقت أغلقت فيه بعض دول الجوار مجالها الجوي كإجراء احترازي، الأمر الذي زاد من الضغط على دول الممرات الجوية البديلة، وفي مقدمتها مصر.
وكشفت مصادر رسمية بوزارة الطيران المدني، أن المطارات المصرية، أصبحت مركز عبور رئيسي للطائرات العابرة، منذ صباح اليوم الجمعة، نظرًا لما يتمتع به المجال الجوي المصري من استقرار فني وأمني، وسرعة في الاستجابة للمواقف الطارئة، خاصة بعد أن أصدرت وزارة الطيران المدني المصري بيانًا رسميًا أكدت فيه أن المجال الجوي المصري آمن ويعمل بكفاءة تامة، مشيرة إلى أن حركة التشغيل منتظمة وتُدار وفق أعلى المعايير الدولية في مجال سلامة الطيران. وتم رفع درجة الاستعداد القصوى في مطار القاهرة وكافة المطارات المصرية، تحسبًا لاحتمال استقبال طائرات عابرة قد تضطر إلى الهبوط الاضطراري بسبب الأوضاع في الأجواء المجاورة.
استقبال طائرات عابرة وتقديم خدمات عاجلة
وأكدت المصادر، أن مطار القاهرة الدولي استقبل خلال الساعات الماضية تسع طائرات تابعة لشركات طيران أجنبية، هبطت بغرض التزود بالوقود بعد تغيير مساراتها الجوية نتيجة إغلاق بعض المجالات المحيطة.وتمكنت فرق التشغيل بمطار القاهرة من التعامل بكفاءة عالية مع هذا الضغط المفاجئ، حيث جرى تقديم الخدمات الفنية واللوجستية اللازمة للطائرات، والتي أقلعت لاحقًا في توقيت قياسي لاستكمال رحلاتها بأمان.
مصر للطيران تلغي 3 رحلات وتُبقي على المتابعة اللحظية
بالتوازي مع هذه التطورات، أعلنت شركة “مصر للطيران” عن إلغاء ثلاث رحلات جوية كانت مقررة إلى كل من بغداد، عمّان، وبيروت، لحين إعادة فتح الأجواء في تلك الدول، حفاظًا على سلامة الركاب وطاقم الطيران.
وفي مشهد يعكس الجاهزية الميدانية، توجّه وزير الطيران المدني الدكتور سامح الحفني، إلى مركز العمليات الرئيسي بمطار القاهرة ومركز العمليات المتكامل بشركة مصر للطيران (IOCC)، حيث تابع الوضع لحظة بلحظة، كما زار برج المراقبة الجوية للتأكد من انتظام حركة الملاحة الجوية.
مصر.. ملاذ آمن في سماء مضطربة
ويوضح هذا اليوم الاستثنائي حجم التحديات التي تواجهها صناعة الطيران في منطقة الشرق الأوسط، لكنه يُظهر أيضًا قدرة البنية التحتية للطيران المصري على التعامل مع الأزمات بكفاءة واستجابة سريعة.


