كيف يضمن “المارد الأحمر” تخطي “فريق ميسي” بنجاح؟

يترقب مشاهدو كرة القدم حول العالم المواجهة المنتظرة فى افتتاح كأس العالم للأندية، التى يصطدم الأهلى فيها مع نظيره الأمريكى إنتر ميامى، فى مباراة تُعد من أكثر المواجهات المرتقبة جماهيريًا، ليس فقط لكونها بداية البطولة، ولكن بسبب المواجهة المباشرة بين بطل إفريقيا ونجوم عالميين يتقدمهم ليونيل ميسى وسيرجيو بوسكيتس ولويس سواريز.الأهلى، بخبرته القارية والهوية التكتيكية القوية، سيكون أمام اختبار حقيقى فى مواجهة فريق يعتمد على أسلوب «برشلونى الهوية» بقيادة ماسكيرانو، مدربه وصديق «ميسى» السابق. فى التحليل التالى، يستعرض «الدستور» كيف يمكن للأهلى أن يتعامل مع نقاط قوة إنتر ميامى، ويستغل نقاط ضعفه ليحقق نتيجة إيجابية، مع الحفاظ على الأسلوب التكتيكى الذى يميز بطل إفريقيا. تقارب الخطوط والضغط المباشر السريع.. وإيقاف خطورة «رباعى برشلونة» يبدأ إنتر ميامى مع خافيير ماسيكرانو بطريقة لعب «٤-٢-٣-١»، لكنه يتحول حسب مجريات اللعب إلى «٣-٤-٣» أو «٤-٤-٢»، خاصة حين يواجه ضغطًا أو يحتاج لمهاجمة الخطوط.ومن أبرز نقاط قوة إنتر ميامى، أن الفريق لا يعتمد على تمركز ثابت لـ«ميسى»، بل يمنحه حرية التحرك بين الخطوط، وربط الوسط بالهجوم، وخلق زوايا تمرير مع «بوسكيتس» و«ألبا»، وهذا التحول من ميسى كجناح أو مهاجم إلى «عقل ميدانى حر» يصعّب على المدافعين مراقبته فرديًا.بعد «ميسى» يأتى دور «بوسكيتس»، الذى لا يزال يحتفظ بجودته فى التمرير والتحكم فى إيقاع اللعب، سواء فى التحولات أو فى التمركز لتسلم الكرات من الدفاع وبدء البناء، ليتمحور اللعب فى الوسط والربط بين الخطوط فى أدواره ورؤيته للملعب، وهو ما يجيده بامتياز.كما أن الفريق يعتمد كثيرًا على الجبهة اليسرى، حيث التفاهم الكبير بين «ألبا» و«ميسى»، خاصة مع تقدم «ألبا» دومًا لدعم الهجوم، وخلق عرضيات أو تمريرات قطرية.وعلى الأهلى الحذر من مطاردة «ميسى» بالضغط الفردى، بل يجب منعه من تلقى الكرة فى أماكن خطرة، ثم لا يجب التسرع فى الهجوم، لأن فقدان الكرة فى الثلث الأخير قد يفتح المجال لهجمة مرتدة قاتلة يقودها «ميسى» أو «سواريز».يجب كذلك أن تكون خطوط الفريق متقاربة دائمًا، خاصة عند التحولات الدفاعية، لتفادى الانفصال بين الوسط والدفاع الذى استغلته فرق ضد ميامى. ورغم تمريراته الدقيقة، يُعانى «بوسكيتس» عند التعرض لضغط مباشر وسريع، خاصة إذا لم يكن متمركزًا جيدًا، أو إذا لعب الخصم بين الخطوط. كما أن التقدم المتكرر لـ«ألبا» يترك مساحات فى الجبهة اليسرى الدفاعية، وهو ما استغلته فرق مثل مينيسوتا وفانكوفر فى الدورى الأمريكى لضرب إنتر ميامى بهجمات سريعة من العمق أو الطرف العكسى.أيضًا تقدم السن وغياب السرعة لدى عناصر مثل «بوسكيتس» و«سواريز» و«ألبا» و«ميسى»، يجعل الفريق يعانى دفاعيًا فى حالة التحول السريع من الهجوم إلى الدفاع، خاصة أن هذا الرباعى يفقده الفريق فى التحول الدفاعى وشراسة الضغط، ما يضع ضغطًا كبيرًا على لاعب الوسط الآخر والخط الدفاعى بالكامل فى الزيادة العددية للخصم. استغلال عدم التمركز الدفاعى المثالى وتقدم أعمار بطل أمريكا يجب أن يُكلّف الأهلى أحد لاعبى الوسط رقم «٦»، مثل مروان عطية أو أليو ديانج أو حمدى فتحى بمراقبة «بوسكيتس» عند بداية البناء، لكن دون مطاردة عشوائية، بل بضغط ذكى يمنعه من التمرير السلس للأمام، والأهم غلق زوايا التمرير على الخطين بينه وبين «ميسى»، إذ يمتاز الأخير و«بوسكيتس» بتفاهم كبير، ويقوم النجم الأرجنتينى بالهبوط كثيرًا لمناطق الدفاع لبداية الهجمة.هنا نستمر فى الحديث عن «بوسكيتس»، الذى رغم إنه إضافة كبيرة فإنه أيضًا حمل كبير ونقطة ضعف، تكمن فى عدم التمركز الدفاعى المثالى، لذا يمكن للأهلى، من خلال لاعبين مهاريين مثل إمام عاشور أو محمد على بن رمضان، التمركز بين الخطوط وسحب «بوسكيتس» للخروج من منطقته، ما يفتح العمق للأجنحة التى ستبدأ، وقد يكونا بنسبة كبيرة «زيزو» و«تريزيجيه»، وأيضًا للمهاجم الصريح وسام أبوعلى، وهو ثلاثى هجومى يمتاز بالتحول السريع والسرعة المباشرة تجاه المرمى، مقابل لاعبين كبار فى السن.من أهم مفاتيح ضرب إنتر ميامى المساحة خلف جوردى ألبا، لذا يجب تكليف لاعب سريع مثل «زيزو» أو طاهر محمد طاهر أو حسين الشحات باللعب على هذه الجبهة، مع دعم من محمد هانى، لضرب الفراغات حين يتقدم «ألبا».على الأهلى أن يتجنب الضغط العالى الذى قد يترك مساحات خلف الخط الدفاعى، كما رأينا فى لقاء باتشوكا الودى، والذى تسبب فى أخطاء كارثية بشوط اللقاء الأول، خاصة فى ظل تواجد «بن رمضان» و«إمام» فى وسط الملعب، اللذين يمتلكان نزعة هجومية كبيرة، ما وضع مروان عطية فى صراع فردى أمام تحولات الفريق المكسيكى.بدلًا من ذلك، يمكن أن يتمركز الأهلى بدفاع متوسط بكثافة عددية فى العمق، تحديدًا فى المنطقة التى يتحرك فيها «ميسى»، الذى لا يجب مراقبته فرديًا بل قطع خطوط تمريره، خاصة التبادلات مع «بوسكيتس» و«ألبا».أخيرًا، قد يكون حل الكرات الثابتة متاحًا بقوة لدى الأهلى، نظرًا لضعف دفاع الخصم فى الكرات الثانية والرقابة فى العمق، ما يمكن للأهلى من استغلال الكرات الثابتة، عبر لاعبين يجيدون التمركز، مثل حمدى فتحى وأشرف دارى ومحمد على بن رمضان، مع تنفيذ دقيق من «أفشة» أو «عاشور».