عاجل.. التحركات المثيرة للشك.. شهادات ناشطين عرب: قافلة الصمود مرتبطة بالإخوان وهدفها نشر الفوضى في مصر.

أثارت ما تسمى بـ«قافلة الصمود»، التى نظمتها جماعات ونشطاء لأغراض مشبوهة تحت ذريعة دعم غزة، موجة استنكار واسعة، ليس فقط على المستوى العربى، بل أيضًا لدى الشعب الفلسطينى، خاصة أبناء القطاع، الذين رفضوا محاولات المزايدة على الدور المصرى التاريخى فى دعم القضية الفلسطينية. وانعكس هذا الغضب عبر منصات التواصل الاجتماعى، حيث وصف نشطاء عرب القافلة، التى حاولت التجمهر أمام معبر رفح، دون تنسيق مع الجانب المصرى أو الحصول على التصاريح الرسمية، بأنها مغرضة وذات أهداف خفية.وأكد النشطاء العرب أن القافلة تستهدف التشويش على جهود مصر الحثيثة لوقف العدوان وتخفيف معاناة الفلسطينيين، فضلًا عن محاولة تقويض التضامن العربى الحقيقى مع القضية. فلسطينيون: لماذا يجب أن تمر من مصر بالذات رغم وجود البحر والكثير من دول الجوار؟ قال عبدالهادى سمير البحيصى، من قطاع غزة، إن ما تسمى «قافلة الصمود» إخوانية، وأطلقت تحت إشراف ما يسمى «اتحاد علماء المسلمين» القابع فى لندن، الذى تسيطر عليه أجهزة المخابرات الغربية.وأضاف «البحيصى»، فى منشور عبر «فيسبوك»: «تدور دائرة الإعلام الموجه على القافلة القادمة على أنها شُكلت لكسر الحصار، بعد ما يقارب العامين من الإبادة، وستمر بالأراضى العربية لتأخذ معها ما يسمون أنفسهم نشطاء ومبادرين وحقوقيين. ببساطة عندما ترى إعلام الإخوان يبث عن القافلة أو حدث ما، يجب أن ندرك أنه يشوبه الكثير من علامات الاستفهام».وواصل: «الأهداف الخفية للقافلة مؤامرة مكتملة الأركان، فى ظل فشل مخططات التهجير، وتأتى هذه الدعوات الخبيثة فى ظل اشتعال المنطقة، والأخطر من ذلك فى ظل اشتعال النقاط الحدودية بين مصر والسودان».وأكمل: «لماذا يجب أن تمر من مصر بالذات، وهناك البحر ودول الجوار كثيرة؟، لماذا دائمًا مصر مستهدفة بهذه المخططات الشيطانية محاولة إحراج مصر أمام الشعوب والإعلام؟، محاولة حقيرة كغيرها من المحاولات السابقة، ولكن هذه المرة تأتى فى ظل حرب الإبادة».وتابع: «لماذا هذا الخيار بعد فشل الجماعة الذريع ووراءها ممولوها والمتحكمون فيها، فى كثير من التجارب والخيارات لإشعال الإقليم والفوضى داخل الأنظمة الوطنية؟ من حق الدول المحافظة على أمنها القومى».وقال الدكتور حسن خميس، من قطاع غزة، فى منشور عبر «فيسبوك»: «السماسرة هم حلقة جديدة فى مسلسل الحرب الدموية على غزة، فقد يُستغل الغلاف الإنسانى لتبرير أفعال مشبوهة عابرة للحدود، هدفها إرباك المشهد الإقليمى، وإطالة زمن الحرب، وصناعة الكراهية».أما محمد العطار فقال: «كان من الأولى والأوجب على متضامنى قافلة الصمود أن يضغطوا على حكوماتهم لتستقبل الأسرى المحررين والنازحين والجرحى والأطفال المرضى تمامًا كما فعلت مصر والأردن».وأضاف «العطار»: «مصر والأردن كانتا عاملًا رئيسيًا فى إفشال مخطط التهجير، لا للطيش على الماء، ولا للمسرحيات على خشبات الآخرين، كونوا أبطالًا فى مسارحكم، ولا لتحويل الأنظار من الإبادة إلى قرارات العواصم».وأكد أمير بدران، فلسطينى لاجئ فى القاهرة، أن القافلة جزء من خطابها «إخوانى»، ولو كانت نوايا معظم المشاركين فيها نبيلة، فإنها لن تفعل شيئًا إلا نقل هذه الحرب إلى مستويات أسوأ.وأضاف «بدران»: «أنا موجود فى مصر منذ ما يقارب السنة، وأستطيع دعوة أى شخص من أحبابنا إلى رفح، أو إلى العريش، أو حتى إلى الطريق الدائرى وطريق السويس، ليشاهد بعينه مَن الذى يقدم المساعدات لغزة؟، مَن الذى استقبل جرحى غزة؟، مَن الذى استقبل حتى الأسرى المحررين الذين رفضتهم، وما زالت ترفضهم الدول التى وعدت باستقبالهم، وأنتم تعرفونها جيدًا؟».وواصل: «أما إن كنتم لا تتابعون أخبار أسراكم فهذه مصيبة كبيرة، ومن تبعاتها عدم أحقية الحديث فى الأمور الكبيرة، وأهم من كل ذلك أن مصر تستضيف أكثر من ١٤٠ ألفًا من غزة، لا يريد بعض الناشطين ولا المشتبكين أن يستمعوا لرأيهم، لأنهم لم يستمعوا لهم من الأساس وهم داخل غزة، كما لا يستمعون لمن بقى هناك تحت النار».وأكمل: «ما الذى يريده مَن هو تحت النار؟ وقف الحرب ونقطة. كيف تقف الحرب؟ القرار فى تل أبيب وليس فى القاهرة، لقد كان على مدار سبع حروب سابقة فى القاهرة، وكانت توقف الحرب بدبلوماسيتها وحرصها على الدم الفلسطينى».فيما قال مجد بطاط: «اللى مش مدرك الحقيقة، لازم يفهم إن الهجوم على مصر هو مش مجرد إساءة لدولة شقيقة، بل هو طعن مباشر فى وجدان فلسطين نفسها، مصر لم تكن يومًا مجرد داعم، بل كانت فى طليعة من حملوا البندقية معنا، واحتضنوا ثورتنا، وفتحوا لنا الأرض والسماء يوم أُغلقت الأبواب، ودمها امتزج بدمنا، ومواقفها محفورة فى ذاكرة النضال لا تُمحى».وأضاف «بطاط»: «نختلف؟ طبيعى، ننتقد؟ حقنا، بس نسمح لحملة منظمة تطعن فيها؟ هذا طعن فى الذاكرة، وخيانة للى وقف معنا بصدق، مصر منا ونحن منها، والدفاع عنها هو دفاع عن أنفسنا وتاريخنا وقضيتنا، تمامًا كما ندافع عن فلسطين».أما أمجد أبوقوش، من رفح، فقال فى شهادته: «عند الحديث عن دور مصر فى غزة، من المهم الانطلاق من الواقع لا التصورات. فمصر ليست طرفًا محايدًا ولا متفرجًا، بل هى طرف متأثر ومتضرر بشكل مباشر من استمرار الحرب وتعقيدات الحصار».وأضاف «أبوقوش»: «لا يمكن اتهام مصر بأى منطق سياسى أو إنسانى، بأنها تعطل أو تعوق أى جهد حقيقى لوقف العدوان أو كسر الحصار، بل على العكس تمامًا، مصر تبذل ما تستطيع، ضمن إمكاناتها وحدود الواقع الإقليمى والدولى، لدعم الشعب الفلسطينى وتخفيف معاناته».وواصل: «مهم نعرف أن ما يزيد على ٦٠٪ من المساعدات التى دخلت غزة خلال فترة حرب الإبادة كانت مساعدات مصرية بالكامل، ليست مجرد قوافل مرت عبر أراضيها، بل كانت دعمًا فعليًا من الدولة المصرية، حكومة ومؤسسات، فى مجالات الإغاثة، والطب، والاحتياجات العاجلة».وأشار: «مصر لم تمنع دخول مئات الوفود الطبية والإنسانية إلى معبر رفح، بل سهلت وأشرفت على وصولهم، فى حين أن الاحتلال الاسرائيلى هو من كان يمنع دخولها جميعًا إلى القطاع».واختتم بقوله: «كل حراك يكون لإسنادنا كفلسطينيين هو موضع تقدير، ومحل امتنان، وسنرفعه-مع أصحابه- على رءوسنا، على ألا يكون ذلك على حساب مصر أو حتى التفكير بالمساس بسيادتها».من جانبه، قال الدكتور ماهر صافى، الكاتب والمحلل السياسى الفلسطينى، إن حركات مشبوهة تحاول تشويه الدور المصرى التاريخى فى دعم القضية الفلسطينية، مضيفًا: «مصر لا تقبل أن يُزايد أحد على موقفها الثابت تجاه الشعب الفلسطينى وحقوقه المشروعة».وأضاف: «الضوابط التنظيمية والأمنية، واتباع الطرق المشروعة، وفق الأسس والضوابط للدخول والخروج إلى الأراضى المصرية التى أعلنتها الدولة، لا تهدف إلى التضييق أو تعطيل جهود تلك القوافل، بل تهدف إلى ضمان فاعلية الجهود الإغاثية وتنظيمها».وواصل: «مصر لا تريد أن تكون هذه الجهود بابًا يفتح المجال للاستغلال السياسى أو الإعلامى، أو لفرض حالة من الفوضى المسيسة، التى تهدف إلى خلق اضطرابات داخلية، خاصة من أطراف تحاول ضرب الجهود المصرية المستمرة فى دعم الشعب الفلسطينى».وأكمل: «الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، منذ بداية العدوان فى السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، لعبت دورًا محوريًا فى إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واستقبال الجرحى والمرضى والحالات الإنسانية، وهى التى أدخلت أكثر من ٨٠٪ من المساعدات التى وصلت القطاع».وشدد «صافى» على أن تحركات مصر على الصعيد السياسى والدبلوماسى والإنسانى لدعم القضية الفلسطينية، لم تؤده دول أخرى، مضيفًا: «البعض يحاول استغلال المشهد لتحقيق أهداف أخرى لا تمتّ للقضية الفلسطينية بصلة». تونسيون: حراك يسهّل على إسرائيل تنفيذ مخطط التهجير من غزة إلى تونس، وتحديدًا بالجاسم يوسف، وهو مواطن تونسى، قال فى تعليق عبر حسابه على «فيسبوك»: «الذى منعنى من الالتحاق بالقافلة هو يقينى من أن نية الإخوانجية توجيه القافلة للحشد ضد مصر، مصر الدولة الوحيدة التى تمنع التهجير إلى الآن، والدولة الوحيدة التى فضحت هذا المخطط».وأضاف «يوسف»، فى منشوره الذى لاقى تفاعلًا واسعًا: «الجيش المصرى قاتل إسرائيل، وإلى اليوم لم يطبّع معها، رغم أن هناك اتفاقية سلام بين مصر والكيان»، مشددًا على أن «تهديدات الإخوانجية التونسيين والجزائريين بإثارة الفوضى فى مصر، توضح وبشكل قاطع أن هدف هؤلاء مصر، وليست غزة».وواصل: «التحركات فى تونس لم ترفع إلى الآن أى شعار ضد دول أخرى، رغم اعتبارها قاعدة الإمداد الرئيسية لإسرائيل بالسلاح والسلع الأساسية والنفط».واتفقت معه سارة بن حسين، من تونس أيضًا، التى قالت: «اختاروا تخوين مصر، التى رفضت تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وسحبت سفيرها من تل أبيب، وتواجه عصابة (أبوشباب) الداعشية المسلحة، التى تنسق مع الكيان، ودخلت غزة لتحارب (حماس) عوضًا عن جيش الحفاضات».وأضافت: «اختاروا تخوين مصر التى رفضت عبور السفن الأمريكية من قناة السويس دون دفع المعلوم، وفى المقابل لا يخونون أبدًا دولًا أخرى معروفة، رغم تطور شراكتهما الاقتصادية مع العدو، فى عزّ الحرب على القطاع»، مؤكدة أنه «لا دولة فيهم وبّخت حتى السفير الإسرائيلى على أرضها لأجل الحرب»، ومنبهة إلى أن «توقيت القافلة تزامن مع حملة أمريكية كبيرة على مصر»، معتبرة أن «القافلة فيها شرفاء صادقون، نعم، لكن تم اختراقهم».ولم يختلف عبدالجليل جليل عن مواطنيه السابقين، وقال: «هذه القافلة ليس لكسر الحصار كما يزعمون، بل لكسر الحاجز الذى يفصل بين مصر وإسرائيل، لتسهيل عملية التجهير التى صعب على الكيان أن يفعلها بالقوة خوفًا من التصادم المباشر مع الجيش المصرى، ولكن ها هى حفنة من الخونة يحملون بضعة أرطال من المكرونة يؤدون المهمة، لكنهم لن ينجحوا هم ومن موّلوهم».ومن تونس أيضًا، قال إبراهيم كلكول: «تحية قلبية صادقة لأصدقائى الشرفاء فى قافلة الصمود، والذل والعار لأى كائن إخوانى يريد استغلال دماء أهلنا فى غزة لتسجيل نقاط سياسية، أحقر منكم ما شافتش عينى».وأضاف «كلكول»: «معركتنا معكم معركة وجود، وإنا لمنتصرون، عاشت مصر، والسلام والعزة لكل الأقطار العربية»، قبل أن يختتم بقوله: «الجيش المصرى دفع ١٢٠ ألف شهيد فى حروبه المتتالية ضد العدو، ولم يطبّع حتى يومنا هذا، وما زالت عقيدته القتالية موجهة ضد العدو الصهيونى».