الكنيسة الكاثوليكية في مصر تحتفل بذكرى الطوباوي ألفونسو جوميز دي إنسيناس

تحيي الكنيسة الكاثوليكية بمصر اليوم الجمعة، ذكرى الطوباوي ألفونسو جوميز دي إنسيناس، ونستعرض أبرز المعلومات عنه.في رحاب التاريخ الإسباني العريق، وتحديدًا في عام 1565 ميلاديًا، أشرقت مدينة كويلار التابعة لمقاطعة سيغوفيا بميلاد ألفونسو غوميز دي إنسيناس.
في شبابه، لبّى ألفونسو نداء الروح، وانضم إلى رهبنة وسام الرحمة في دير ميرسيداري بمدينة بلد الوليد. هناك، بين جدران الدير الهادئة، أتم دراساته الفلسفية واللاهوتية بعمق وتفانٍ، مُستنيرًا بنور المعرفة الإلهية.وبعد أن نال سِمَة الكهنوت، أرسله رؤساؤه إلى جامعة سالامانكا العريقة لإكمال تحصيله العلمي، ليصبح في عام 1600 نائبًا لجامعة ميرسيداريان في تلك المدينة، شاهدًا على نبوغه وتفوقه.
في عام 1609، وبينما كان في ريعان شبابه، يبلغ من العمر أربعة وأربعين عامًا، انطلق ألفونسو في رحلة عبر المحيطات إلى العالم الجديد، إلى أرض المكسيك. رافق في هذه الرحلة النائب العام الموقر أنطونيو دي ميندوزا كسكرتير وواعظ، مُظهرًا منذ البداية شغفه بالتبشير ونشر كلمة الإنجيل. وبعد انتهاء مهمته كنائب عام، لم يعد إلى إسبانيا، بل آثر أن يكرس حياته للإرساليات بين السكان الأصليين، حاملًا نور الإيمان إلى قلوب لم تعرفه من قبل.
قاده قدره الروحاني إلى جزيرة بونا الخضراء، الواقعة في خليج غواياكيل، حيث عُيّن راعيًا ومبشرًا.كانت هذه الجزيرة مأهولة بقبائل عرفت بأكل لحوم البشر، لكن نور المسيح بدأ يشع فيها منذ وصول المبشرين المرسيداريين الأوائل إلى مملكة كيتو عام 1534.وبينما كان الأب ألفونسو يؤدي خدمته الروحية بحماس وتفانٍ عظيمين، واجه اختبارًا قاسيًا سيخلده في سجل الشهداء.
في يوم من أيام عام 1624، بينما كان الأب ألفونسو يحتفل بالأسرار المقدسة بحضور جمع غفير من المؤمنين، داهم القراصنة الهولنديون بقيادة المهرطق جاكومو ليرميت جزيرة بونا. وقع الأب ألفونسو في أيديهم، وبعد استجوابه، علموا بأنه كاهن يخدم رعيته بإخلاص. في فعل شنيع وبربري، أخرجوا أحشاءه بحثًا عن القربان المقدس، ثم قتلوه بوحشية، مُنهين بذلك حياة قديس نذر نفسه لخدمة الرب ورعيته.
كان ذلك في الثالث عشر من يونيو عام 1624، على جزيرة بونا التي كانت آنذاك جزءًا من نيابة بيرو.