الناقد محمد عبدالعال يستعرض مبادرة الأكاديمية سارة حواس لترجمة الشعر الأمريكي

الناقد محمد عبدالعال يستعرض مبادرة الأكاديمية سارة حواس لترجمة الشعر الأمريكي

تحدث الناقد محمد سيد علي عبدالعال، أستاذ الأدب والنقد ووكيل كلية الآداب للدّراسات العليا بآداب العريش، عن مشروع المترجمة الأكاديمية، سارة حواس، في ترجمة الشعر الأمريكي.وقال “عبد العال”، خلال ندوة ‘الإبداع اللغوي في الترجمة الأدبية”، بصالون محمود عرفات الثقافي، نجحت الباحثة والنّاقدة والشّاعرة الدكتورة سارة حواس في تأليف سفرين بديعين عن الشّعر الأمريكيّ المترجم.

سارة حواس نجحت في وضعَ نصّ مؤلّف إبداعي موازي للقصائد السّتين التي اختارتها

وأضاف: خصَّت بالجزء الأوّل منهما:” ثُقب المفتاح لا يَرى” عشرين شاعرةً أمريكيَّة، ممَّن فُزنَ بجائزتي: نوبل، وبوليتزر، مع ترجمة إبداعيَّة لهنّ، استطاعت من خلالها الوصول إلى روح الشّخصيَّة الشّاعرة إنسانيًّا وإبداعيًّا وأنثربولوجيًّا وسيكولوجيًّا؛ فضلا عن البعدينِ: السُّوسيو ثقافيّ، والإثنوغرافيّ؛ لانتماء معظمهنّ لإثنيَّات عرقيَّة؛ فمنهنّ ذوات أصول أفريقيَّة، أو أوربيَّة، أو روسيَّة؛ ممَّا جعلهنّ مختلفات المشارب والأمزجة، والانتماءات الشّعريَّة الخاصَّة التي تجلّت في تجاربهنّ، وإن لم يعف بعضهنّ المجدُ الأدبيّ من المصير المأساويّ؛ فثمَّة شاعرات اعترافيَّاتٌ؛ لم يحمهنّ التّحقّق الاجتماعي والثّقافيّ والأكاديميّ، والسُّوسيو أدبيّ؛ الذي برز في عدد الجوائز المهمَّة البارزة، وطبعات دواوينهنّ، وما سعى إليهنّ من رايات الشّهرة، من الانتحار بصورٍ مثيرة في مأساويتها وغرائبيّتها.وأوضح “عبد العال”: ومن ثمَّ؛ نجحت سارة حواس بما صاغته من حُرّ لفظها، وبديع سردها من أن تضعَ نصًّا مؤلّفًا إبداعيًّا موازيًا للقصائد السّتين التي اختارتها، وترجمتها موزّعة بالتّساوي على شاعراتها العشرين؛إذ جمع سردها في تقديم كلّ شاعرة بين عُصارة التّجربة الشّعريَّة والإنسانيَّة وسياقات القصائد، والمرحلة الشّعريَّة، والاتّجاه الفنّي والأيديولوجيّ؛ إذ نحت كثيرات منهنَّ مناحي إنسانيَّة ضدّ الظّلم والاستبداد والاضطهاد والعنصريَّة مخالفات في كثيرٍ من ذلك السّياسات الأمريكيَة في حريَّة وإيمانٍ بأنّ الشّعر كائن فردوسيّ.

الكتابات سارة حواس حافلة بالمتعة والفائدة

وأفردت سارة حواس المجلَّد الثّاني “ولاؤهم للرُّوح”، بالفلسفة نفسها، لعشرين شاعرًا أمريكيَّا فازوا بجائزة بوليتزر، الجائزة الأرفع أدبيًّا في الأوساط الثّقافيَّة الأمريكيَّة، ومدعاة فخر الفائزين بها، واهتمام النّقّاد بأصحابها.واللَّافت أنّ أحد هؤلاء الشّعراء العشرين؛ أعني الشَّاعر جون بريمانJihnBerrymaan صاحب الأحلام الشّعريَّة السَّبعة والسَّبعين التي اختارت منها سارة ثلاث قصائد لترجمتها؛ إحداها مرثيَّة لشاعرة بوليتزر المنتحرة في الفُرن سيلڤا بلاث(1932-1963م)، وقد انتحر، أيضًا، بعدها بتسع سنواتٍ، والغريب أنَّه ينتمي إلى تيَّار شعراء الاعترافات مثلها.الكتابان حافلان بالمتعة والفائدة، ويمثّلان مشروعًا جديرًا بالإعجاب والحفاوة والتَّقدير؛ لجودتهما على مستوى التّرجمة الصَّافية، وما فيهما من شعريَّة وإبداع من ناحيةٍ، ولكونهما دعامة واثقة للقوّة النّاعمة المصريَّة القادرة على الحفاظ على وجه مصر المشرق، ومكانتها المحوريَّة، ودورها القياديّ في أن تظلَّ همزة الوصل بين الشّرق والغرب، والماضي والحاضر، والتّراثيّ والحداثيّ، ونافذة العرب البصيرة على العالم.