ارتفاعات أسبوعية ملحوظة في سوق النفط نتيجة الهجمات الإسرائيلية على إيران

شهدت أسواق النفط العالمية أسبوعا ساخنا بلغت ذروته بنهاية تعاملات الأسبوع، الجمعة، بعد الغارات الجوية الإسرائيلية على إيران؛ ما أثار مخاوف واسعة من تعطل إمدادات النفط من المنطقة، والتي تعد أحد أهم مراكز إنتاج وتصدير الطاقة عالميا.وارتفع خام برنت بنسبة 7%، بنهاية تعاملات الأسبوع ليغلق عند 74.23 دولار، بعد أن بلغ ذروة 78.50 دولار للبرميل خلال الجلسة، محققا مكاسب أسبوعية بلغت 15.15%.في المقابل، صعد خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 7.62% إلى 72.98 دولار أمس، بعدما لامس 77.62 دولار، مسجلا ارتفاعا أسبوعيا بنسبة 13%.وبدأ سوق النفط تعاملات الأسبوع المنقضي بمكاسب معتدلة مدفوعة بأجواء من التفاؤل الاقتصادي، خاصة مع تحسن في مسار المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب صدور بيانات تضخمية منخفضة في عدد من الاقتصادات الكبرى؛ ما دعم معنويات السوق، إلا أن وتيرة التعاملات تغيرت بشكل مفاجئ مع نهاية الأسبوع.
قفزة غير مسبوقة بعد الهجوم الإسرائيلي
وسجلت الأسواق قفزة غير مسبوقة يوم الجمعة، عقب إعلان إسرائيل تنفيذ هجوم جوي واسع النطاق على إيران، شمل استهداف منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية وقادة عسكريين، ضمن ما وصفته تل أبيب بأنه “حملة طويلة المدى لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي”. أثار هذا التصعيد المباشر ذعر المستثمرين من احتمال اضطراب إمدادات الطاقة، خاصة في حال امتداد الضربات إلى منشآت النفط أو تعطيل المرور في مضيق هرمز، الذي تمر من خلاله نحو 20% من إجمالي إمدادات النفط العالمية. وكانت هذه التحركات الأكبر من نوعها منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، والتي تسببت في ارتفاعات حادة بأسعار الطاقة خلال عام 2022. ورغم المكاسب القوية، تبقى أسعار النفط أدنى من مستوياتها قبل عام، إذ لا تزال أقل بأكثر من 10% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، كما أنها بعيدة عن ذروتها التي تجاوزت 100 دولار للبرميل في أوائل 2022.وفي هذا السياق، حذرت مؤسسة “كابيتال إيكونوميكس” من أن استهداف منشآت إنتاج وتصدير النفط الإيرانية قد يدفع الأسعار إلى نطاق يتراوح ما بين 80 و100 دولار للبرميل، لكن هذا الارتفاع قد يواجه مقاومة من زيادة الإمدادات لدى منتجين آخرين، وقالت المحللة فاندانا هاري، “إن الوضع قد يُحتوى بسرعة كما حدث في أبريل وأكتوبر الماضيين، رغم احتمالية تطوره إلى حرب إقليمية أوسع”.
استخدام احتياطيات النفط الاستراتيجية
وفي تطور بارز، أعلنت وكالة الطاقة الدولية (IEA) استعدادها لاستخدام احتياطيات النفط الاستراتيجية، التي تبلغ 1.2 مليار برميل، في حال حدوث نقص في الإمدادات،لكن هذا التصريح قوبل بانتقاد من منظمة أوبك، التي اتهمت الوكالة بإثارة الذعر دون مبرر واقعي. وقال الأمين العام لأوبك، هيثم الغيص، “إن العوامل الحالية لا تستدعي السحب من الاحتياطيات، مشددا على ضرورة عدم استغلال الأحداث السياسية لبث الإشارات الخاطئة في السوق”.في المقابل فإن عدد الحفارات النشطة في الولايات المتحدة واصل تراجعه للأسبوع السابع على التوالي، ليبلغ 439 حفارا للنفط، وهو أدنى مستوى منذ أكتوبر 2021، بينما انخفض عدد حفارات الغاز إلى 113، وفقا لبيانات شركة “بيكر هيوز”. كما أظهرت بيانات لجنة تداول السلع والعقود الآجلة (CFTC) أن المستثمرين زادوا مراكزهم الشرائية في عقود النفط، في مؤشر على ترقبهم لمزيد من الصعود في الأسعار.