من هو سالفاتوري كوازيمودو الحائز على جائزة نوبل؟… استعراض لإنجازاته الأدبية

في مثل هذا اليوم وتحديدا 14 يونيو لعام 1968 رحل عن عالمنا الشاعر والناقد والمترجم الإيطالي سالڤاتوري كوازيمودو في نابولي، ويعد أحد أبرز الأسماء في الشعر الإيطالي الحديث، حيث انتقل من كونه رائدًا في حركة الشعراء الهرميتيين إلى صوت شعري ناقد للمجتمع بعد الحرب العالمية الثانية.
طفولة سالڤاتوري كوازيمودو
ولد سالڤاتوري كوازيمودو في 20 أغسطس 1901 بمدينة موديتشا في صقلية، وتلقى تعليمه في البداية قرب مدينة سيراكوزا ثم في ميسينا، ودرس الهندسة والرياضيات في باليرمو، قبل أن يتجه شمالًا ويتخرج كمهندس في روما، وعلى الرغم من عمله لعشر سنوات مهندسًا حكوميًا، ظل الشعر شغفه الأول، فكان يكتب القصائد في أوقات فراغه.
سالڤاتوري كوازيمودو.. من الهندسة إلى الأدب الإيطالي
ظهرت أولى قصائده في المجلة الفلورنسية “سولاريا”، وكان في بداياته متأثرًا بالشاعرين الهرميتيين جوزيبي أونجاريتي ويوجينيو مونتالي، ومع صدور ديوانه الأول الماء والأرض (1930)، بدأ يبرز كأحد قادة تيار الهرميتية، الذي اتسم بالرمزية المعقدة والأسلوب الغامض، وترك كوازيمودو العمل الهندسي عام 1935 وتفرغ لتدريس الأدب الإيطالي في معهد موسيقي بميلانو.
مؤلفات سالڤاتوري كوازيمودو
من أبرز أعماله في المرحلة الهرميتيّة: أوبوا غارق (1932)، رائحة الأوكالبتوس (1933)، وإيراتو وأبوليون (1936)، إلا أن بعض قصائده آنذاك بدأت تتجاوز الذاتية لتلامس قضايا اجتماعية، ومع صدور مجموعتيه قصائد (1938) ووإذا بالمساء يحل فجأة (1942)، انتهت مرحلته الهرميتية.بعد الحرب العالمية الثانية، تحوّل كوازيمودو إلى شاعر ملتزم، يعكس في قصائده مأساة الفاشية وفظائع الحرب وشعور الإيطاليين بالذنب، قفي مجموعته يومًا بعد يوم (1947) وما تلاها، استخدم لغة بسيطة وصورًا واقعية مباشرة، مع احتفاظه بعمق التعبير، ومن أبرز أعماله المتأخرة: الأرض الفريدة (1958)، التي تستهل باقتباس من أسخيلوس: “إنني أقول إن الموتى يقتلون الأحياء”، وديوان كل القصائد (1960)، وعطاء وأخذ (1966).إلى جانب الشعر، كان كوازيمودو مترجمًا غزير الإنتاج، فقد نقل إلى الإيطالية مختارات من الشعراء الغنائيين الإغريق (1940)، ومآسي أسخيلوس وسوفوكليس ويوربيدس (تراجيديات يونانية، 1963)، إلى جانب أعمال شعراء لاتينيين مثل كاتولوس وأوفيد وفرجيليوس، وست مسرحيات لشكسبير، وطرطوف لموليير، وقصائد للشاعرين إ. إ. كامينجز وبابلو نيرودا.كما حرر أنطولوجيتين للشعر الإيطالي وكتب عددًا من المقالات النقدية المهمة، أبرزها الشاعر والسياسي ومقالات أخرى (1960) وكتابات عن المسرح (1961).
سالڤاتوري كوازيمودو وجائزة نوبل
حصل سالفاتوري كوازيمودو على جائزة سان بابليا عام 1950، وفي 1953 تناصف جائزة ايتناورمينا مع الشاعر الويلزي ديلان توماس.
وفي عام 1958 حصل على جائزة مايريجيو، كما حصل على جائزة نوبل عام 1959، وذلك “لشعره الغنائي، الذي يعكس بالنار الكلاسيكية تجربة الحياة المأساوية في عصرنا” بحسب حيثيات الفوز بالجائزة.