الاضطرابات الجوية العالمية تستمر لليوم الثاني: إغلاق أجواء إيران والعراق وتغيير مسارات الطيران.

تستمر حالة الارتباك في أجواء الطيران العالمية لليوم الثاني على التوالي، مع تصاعد تداعيات الضربة العسكرية الإسرائيلية على منشآت داخل إيران، ما أدى إلى إغلاق واسع النطاق للمجال الجوي فوق إيران والعراق ومناطق مجاورة. وقد أجبر هذا الإغلاق العديد من شركات الطيران على تعديل مسارات رحلاتها أو إلغائها.ذكرت شبكة “سي إن بي سي” الأمريكية، اليوم السبت، أن شركات طيران عدة اضطرت لتغيير مساراتها الجوية نتيجة القيود الصارمة المفروضة على أجواء منطقة الشرق الأوسط وغرب آسيا. ويشهد المجال الجوي المغلق توترًا غير مسبوق، كونه ممرًا حيويًا يربط بين آسيا وأوروبا.من بين الشركات المتأثرة، أعلنت شركة “إنديجو” الهندية، إحدى أكبر شركات الطيران منخفضة التكلفة في آسيا، أنها اضطرت إلى تعديل مسارات بعض رحلاتها في ظل استمرار إغلاق الأجواء فوق إيران والمناطق المحيطة. وقالت الشركة في بيان عبر منصة “إكس”: “لا تزال الأجواء فوق إيران والمناطق المحيطة مغلقة. وقد يتطلب الأمر تغيير بعض المسارات، ما يؤدي إلى زيادة في زمن الرحلة أو تأخيرات.” ودعت “إنديجو” ركابها إلى التحقق من حالة الرحلات قبل التوجه إلى المطارات، مؤكدة التزامها بضمان سفر آمن وسلس.
تأثير واسع على شركات الطيران العالمية
تكمن صعوبة الموقف في أن المجال الجوي المغلق يُعد ممرًا استراتيجيًا للطيران يربط بين أوروبا وآسيا. هذا الوضع دفع العديد من شركات الطيران حول العالم إلى سلوك مسارات أطول وأكثر تعقيدًا، مما أثر بشكل مباشر على كفاءة العمليات التشغيلية وأربك جداول الرحلات.تأتي هذه التطورات امتدادًا للتصعيد الذي بدأ أمس الجمعة، حين أعلنت عدة شركات طيران كبرى، من بينها “دلتا إيرلاينز” و”يونايتد إيرلاينز”، تعليق رحلاتها إلى تل أبيب. هذا جاء بعد أن شنت إسرائيل ضربة صاروخية استهدفت منشآت داخل إيران، أعقبها رد من طهران بطائرات مسيّرة وصواريخ استهدفت مواقع في تل أبيب.أعلنت “دلتا إيرلاينز” تعليق رحلاتها إلى إسرائيل حتى سبتمبر المقبل، رغم استئنافها الخدمة في مايو الماضي. كما أوقفت “يونايتد إيرلاينز” رحلاتها حتى نهاية يوليو، وقامت بإعادة 26 من أفراد طاقمها من إسرائيل عبر رحلة لشركة “العال” الإسرائيلية.بدورها، علقت شركة “العال” الإسرائيلية جميع رحلاتها الجوية امتثالًا لتعليمات إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي الصادرة عن السلطات الأمنية وهيئة الطيران المدني. وأعلنت الشركة وقف استقبال الحجوزات الجديدة حتى نهاية يونيو، مناشدة الركاب بعدم التوجه إلى مطار بن جوريون في تل أبيب، وأشارت إلى تحويل بعض الرحلات للهبوط في وجهات بديلة.
الأردن يعيد فتح مجاله الجوي وسط قلق إقليمي
في تطور آخر وسط هذه الاضطرابات، أعلنت السلطات الأردنية إعادة فتح مجالها الجوي أمام حركة الطيران المدني اعتبارًا من صباح اليوم السبت، بعد إغلاق مؤقت ناتج عن عبور الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية فوق أجواء المملكة. وقد اعتبر مراقبون هذه الخطوة مؤشرًا محدودًا على تراجع حدة التهديدات العسكرية في بعض المناطق.ورغم هذه الخطوة الأردنية، لا تزال الأجواء فوق إيران والعراق وأجزاء من الشرق الأوسط مغلقة أمام الطيران المدني، وسط استمرار حالة القلق في قطاع الطيران العالمي، وترقب واسع لمآلات التصعيد العسكري بين تل أبيب وطهران.