بابا الفاتيكان: الأمل يجمعنا.. مستوحٍ من القديس إيريناوس في خطبة اليوبيل

بابا الفاتيكان: الأمل يجمعنا.. مستوحٍ من القديس إيريناوس في خطبة اليوبيل

استؤنفت في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان، صباح يوم السبت، اللقاءات اليوبيلية الخاصة التي كان قد أطلقها البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان الراحل في بداية السنة المقدسة، والتي يُخصَّص كلّ منها للتعمق في وجه من وجوه فضيلة الرجاء اللاهوتية، على ضوء حياة شخصية روحية جسّدت هذا الرجاء في زمنها. وفي المقابلة العامة التي جمعت آلاف المؤمنين من روما والعالم، قدّم البابا ليو الرابع عشر، بابا الفاتيكان تأمّلًا غنيًّا حول معنى الرجاء كمبدأ يربط، لا يفصل؛ يوحّد، لا يفرّق. ومن خلال تأمّل معمّق في سيرة القديس إيريناوس أسقف ليون، أبرز الحبر الأعظم كيف يمكن لهذا اللاهوتي الآتي من الشرق، والذي عاش في أوروبا، أن يكون اليوم مرشدًا ورفيق درب لحجّاج الرجاء. ففي عالمٍ ممزّق بالأفكار المتضاربة والانقسامات، دعا البابا إلى أن نعيد اكتشاف الجسد، ليس فقط كبعد مخلوقي، بل كمكان لقاء وتجلٍّ للمسيح نفسه، الذي “ليس جدارًا يفصل، بل بابًا يوحّد”.وأضاف: إن الرجاء الذي نقلَه إلينا الرسل منذ البداية هو ما يجمعنا اليوم، لقد رأى الرسل في يسوع اتصال الأرض بالسماء: بأعينهم، وأذانهم، وبأيديهم استقبلوا كلمة الحياة، إن اليوبيل هو باب مفتوح على هذا السر؛ والسنة اليوبيلية تربط بطريقة أعمق عالم الله بعالمنا. ويدعونا لأن نأخذ على محمل الجد ما نصلّي من أجله كل يوم: “كما في السماء، كذلك على الأرض”. هذا هو رجاؤنا، وهو ما نودّ أن نتأمّل فيه اليوم: فالرجاء هو أن نربط، لا أن نفصل.وتابع: إنَّ أحد أعظم اللاهوتيين المسيحيين، إيريناوس أسقف ليون، سيساعدنا على أن ندرك كم أن هذا الرجاء هو جميل وآنيٌّ اليوم. وُلد إيريناوس في آسيا الصغرى وتربّى على يد الذين عرفوا الرسل شخصيًا، ثم جاء إلى أوروبا، حيث كانت قد تشكلت في مدينة ليون جماعة مسيحية من أبناء بلده. ما أجمل أن نتذكره هنا، في روما، في قلب أوروبا! فالإنجيل قد جاء إلى هذه القارة من الخارج، واليوم أيضًا، تشكِّل جماعات المهاجرين حضورًا ينعش الإيمان في البلدان التي تستقبلهم، إنَّ الإنجيل يأتي من الخارج. وقد كان إيريناوس جسرًا بين الشرق والغرب، وهذا وحده علامة رجاء، لأنه يذكرنا كيف تستمر الشعوب في إغناء بعضها بعضًا.