باحث يكشف خبايا البرنامج النووي الإيراني

باحث يكشف خبايا البرنامج النووي الإيراني

يرى العديد من المحللين السياسيين، أن البرنامج النووي الإيراني، كان الهدف الرئيسي للضربات التي وجهتها إسرائيل لإيران قبل 24 ساعة، وسط ترقب العالم عما ستسفر عنه هذه المواجهات والضربات المتبادلة.

 النوايا الحقيقية لـ البرنامج النووي الإيراني

وفي كتابه “البرنامج النووي الإيراني”، والصادر عن دار العربي للنشر، يقول مؤلفه الباحث الدكتور ستار جبار علاي، عضو مجلس الخبراء بـ”المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية”|، إن “قضية البرنامج النووي الإيراني من أكثر قضايا الانتشار النووي تعقيدًا وتشابكًا في الوقت الراهن، وتثير العديد من الأبعاد التي تبدأ بالنوايا النووية الحقيقية والغموض الذي يميز سياسة إيران في هذا الإطار منذ البداية، وما يرتبط به من عدم تصديق الأطراف الأخرى لما هو معلن منها. وأضاف: “تتباين الاتهامات تجاه البرنامج النووي الإيراني فالمؤشرات الأمريكية والغربية تشير إلى نشاطات نووية إيرانية غير سلمية، دون وجود ما يؤيد تلك الرؤية.. مقابل تأكيد إيراني بأن البرنامج هو سلمي ولغرض الاستفادة العلمية وإنتاج الكهرباء لسد حاجة إيران منها. ولا يزال البرنامج النووي الإيراني يثير الجدل في الأوساط السياسية والأكاديمية، وتبرز تطوراته مسارات واتجاهات مختلفة عند تحليلها، فالقضية النووية اليوم هي قضية وجود وطموحات قبل أي شيء آخر، ولعل أهمية هذا البرنامج وأهدافه ومستوياته هي القضية الأكثر اثارة للجدل بمختلف أشكاله”. 

الاتفاقات الإيرانية حول برنامجها النووي

ويضيف “جبار” : وقد أبرمت إيران اتفاقًا نوويًا مع القوى الغربية الرئيسية بما يمكن من مراقبة هذا البرنامج واستمراره في صيغته السلمية، وتمكنت بذلك من التخلص من العقوبات الدولية المختلفة التي فرضت عليها بسبب استمرارها في برنامجها النووي، وبدأت ملامح مرحلة جديدة في العلاقة ما بين الطرفين وأصبح المستقبل محملًا بملامح وتصورات تباينت بشكل واضح بين الطرفين.وواصل: “إلا أن هذا الاتفاق سرعان ما نقض من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي انفردت بذلك عن القوى الغربية الأخرى، وبدأت بخطوات متسارعة في التصعيد مع إيران لتعيد الجدل مجددًا حول طبيعة البرنامج النووي الإيراني ومستقبله”. 

لماذا تصر إيران علي برنامجها النووي؟

ويضيف: هناك العديد من العوامل التي تقف وراء إصرار إيران على إنجاز برنامجها النووي من أهمها عاملا السمعة والتأثير.. فإصرار إيران على برنامجها يعد دليلًا على تقدمها وأنها أصبحت قوة صناعية حديثة متقدمة، وأن سعي الغرب لحرمان إيران من استكمال برنامجها النووي هو الرغبة في السيطرة على إيران لمنعها من تبوؤ مكانتها اللائقة في المنطقة والعالم الإسلامي، كما يلعب قادة إيران دائمًا على وتر الفخر الوطني للإيرانيين واحساسهم بأنهم قوة عظمى. ولذلك تسلك إيران طريقًا دبلوماسيًا أكثر اعتدالًا وانفتاحًا.ومفتاح الحل في نظر إيران، يكمن في معالجة مخاوفها ومخاوف الغرب بالتزامن، فالمشكلة بالنسبة لإيران هي ضمان برنامج التطوير النووي للمستقبل. فالإرادة السياسية هي التوصل إلى حل تفاوضي لهذه القضية، وعدم تأزيم الوضع في المنطقة، كما أنه لا يمكن الالتفاف على إيران لإرساء الاستقرار إقليميًا. 

الخطاب السياسي حول البرنامج النووي الإيراني

ويوضح “جبار”: الخطاب السياسي الإيراني تراوح بين تصعيد واعتدال في خطابها الدبلوماسي والتفاوضي، وباتت إيران على شبه قناعة بأن الغرب لا يملك الوسائل الكافية للتورط في نزاع جديد في الشرق الأوسط، وتمتلك إيران وسائل بإمكانها إحداث اضطرابات في الشرق الأوسط، وهذه الحقائق تعزز انتصار إيران على التحالف الغربي، فقد واجهت أشد العقوبات الاقتصادية لعشرات السنين، وباتت أكثر قدرة على الصمود، ولإيران الحق في تطوير الطاقة النووية، وهم بذلك يتطلعون إلى المصلحة القومية بزهو وافتخار غير عابئين بالتهديدات الأمريكية.

من وراء حرمان إيران من برنامجها النووي؟

ويتابع: يثار التساؤل لماذا تحرم قوة إقليمية مثل إيران من حقها في امتلاك برنامجها النووي وتفعيله، وهي التي أكدت أن مساعيها في هذا المجال تهدف لأغراض سلمية، في حين يسمح لإسرائيل وباكستان بامتلاك هذه القوة، وهما الأقرب إلى إيران؟ وإذا كان العالم بأسره يسعى للحصول على سلاح نووي، فلماذا تتهم إيران بتهديد السلم العالمي والسلام في المنطقة، ولماذا تتعرض للمزيد من الضغوطات من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها؟. 
من ناحية أخرى، يسعى التحدي الغربي إلى إقناع إيران بأن المضي قدما في البرنامج النووي لن يساهم في زيادة تأثير وسمعة إيران في المنطقة. لكن إيران وبوصفها إحدى الدول التي وقعت على اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية من حقها تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية. أما الاتهامات التي توجه إليها من قبل أمريكا وإسرائيل وكذلك من قبل الاتحاد الأوروبي بأنها تنوي امتلاك القنبلة النووية قد يكون لا أساس لها من الصحة وهي فقط نتاج عدم الثقة في الحكومة الإيرانية.وتساءل: “هل يعني هذا أن إيران على حق؟ إيران تشعر باستمرار بأنها تحت الضغوط الدولية والوصاية ومن ثم فإنها تحاول أن تثبت لنفسها وللعالم بأنها قوية بما فيه الكفاية لمواجهة تلك الضغوط، على الرغم من عدم وجود من يشكك في قدرات إيران النووية”.