الغبار الذري تحمله الرياح.. هل تقع مصر في المسار؟ خبير في السلامة والصحة المهنية يجيب.

الغبار الذري تحمله الرياح.. هل تقع مصر في المسار؟ خبير في السلامة والصحة المهنية يجيب.

في ظل هذا التصعيد العسكري غير المسبوق بين إيران وإسرائيل، تتزايد المخاوف الإقليمية والدولية بشأن التداعيات البيئية والأمنية المحتملة، خاصة بعد استهداف منشآت نووية داخل الأراضي الإيرانية، فقد شنت إسرائيل ضربات جوية مركزة استهدفت عدة مواقع حيوية داخل إيران، بينها منشآت لها علاقة بالبرنامج النووي الإيراني، مما دفع طهران إلى الرد العنيف عبر وابل من الصواريخ التي خلفت خسائر مادية وبشرية جسيمة داخل إسرائيل.هذا التصعيد الخطير فتح باب التساؤلات حول مدى تأثر دول الجوار، وعلى رأسها مصر، بموجة الضربات المتبادلة ومن بينها  تداعيات التلوث الإشعاعي المحتمل.

هل مصر مهددة؟

في هذا السياق، أوضح الدكتور محمد عزب، استشاري الصحة والسلامة المهنية، في تصريحه لـ“الدستور” أن احتمالية تأثر مصر بأي تسرب إشعاعي جراء استهداف المنشآت النووية الإيرانية تعتبر ضعيفة جدًا إلى حد العدم، سواء من ناحية الغبار الذري أو الموجات الإشعاعية المحمولة جوًا.وأشار الدكتور عزب إلى أن الغبار الذري، كما في كارثة تشيرنوبل، ينتقل عبر الرياح، لكن المسافة بين إيران ومصر  التي تبلغ نحو 2400 كيلومتر كبيرة نسبيًا، وتُضعف من أي تأثير مباشر محتمل، مشيرًا إلى أن الأهم من ذلك أن اتجاهات الرياح الموسمية في مصر لا تسمح بانتقال سحابة إشعاعية من إيران إلى الأجواء المصرية، إذ تهب الرياح في الشتاء من الشمال إلى الشمال الغربي، وفي الصيف من الجنوب إلى الجنوب الشرقي، وهو ما يبعد مصر عن مسار التيارات الهوائية الإيرانية. 

رسائل طمأنة رسمية

من جانبها، أعلنت هيئة الرقابة الإشعاعية في مصر أنها تتابع الوضع أولًا بأول، وأكدت أن مستويات الإشعاع في البلاد طبيعية ولا توجد مؤشرات على حدوث أي تغير، وأشارت الهيئة إلى أن أجهزة الرصد النووي مفعّلة بالكامل في عدة مواقع حيوية، ومستعدة لاكتشاف أي تحرك غير طبيعي في مستويات الإشعاع.

ماذا لو حدث تسرب كبير؟

رغم طمأنة السلطات، أوضح الدكتور عزب أن هناك إجراءات وقائية يمكن اتباعها عالميًا في حالات الطوارئ النووية، مثل استخدام أقراص اليود للوقاية من امتصاص اليود المشع، وارتداء الكمامات لتقليل استنشاق المواد المشعة، وتجنب استهلاك الأغذية المكشوفة أو الملوثة، والبقاء في أماكن مغلقة بإحكام، وشرب سوائل غنية بمضادات الأكسدة كالشاي الأخضر وعصير التوت.وتابع الدكتور عزب أنه حتى في أسوأ السيناريوهات، تكون الاحتمالات تبقى ضئيلة جدًا أن تصل أي آثار نووية إلى مصر، ما لم يحدث انفجار نووي هائل ومتعمد في طبقات جوية عليا وبظروف جوية استثنائية.وكانت قد نفذت فجر الجمعة إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية المركّزة على عدة أهداف داخل إيران، في عملية عسكرية حملت اسم “الأسد الصاعد”، شاركت فيها 200 طائرة مقاتلة واستخدم فيها أكثر من 330 نوعًا من الأسلحة، بحسب بيان جيش الاحتلال الإسرائيلي، أسفرت هذه الغارات عن مقتل 78 شخصًا وإصابة 329 آخرين حتى الآن، في حصيلة أولية للهجوم الذي وصف بأنه الأعنف منذ سنوات.وكان من أبرز الأهداف التي طالها القصف، موقع نطنز النووي، أحد أهم المنشآت النووية الإيرانية، وأكدت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية لاحقًا تسجيل تلوث إشعاعي داخل المنشأة، لكنها نفت وجود أي تسرب خارجها، وقالت إنه “لا يوجد ما يدعو للقلق”، مشيرة إلى بدء عمليات تنظيف إشعاعي وتقييم الأضرار.وردّت إيران على الضربات الجوية الإسرائيلية بهجوم صاروخي واسع النطاق استهدف عمق الأراضي الإسرائيلية، موقعًا أضرارًا مادية وبشرية كبيرة، وجاء هذا الرد في إطار تصعيد مباشر وحاد، حيث توعدت طهران بمواصلة الهجمات بوتيرة متصاعدة، مهددة بإطلاق ما يصل إلى ألفي صاروخ في حال استمرار الاعتداءات وذلك دفاعًا عن سيادتها وردًا على استهداف منشآتها الحيوية، مؤكدة أن الردود لن تتوقف حتى تحقيق الردع الكامل، التصعيد المتبادل بين الطرفين زاد من المخاوف الدولية من انزلاق المنطقة إلى مواجهة عسكرية شاملة، في ظل حالة من الارتباك داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ومحاولات إيران لإرباكها عبر استهداف شخصيات عسكرية ومواقع استراتيجية