فرع من الصفصاف لا يعيق الشوق

فرع من الصفصاف لا يعيق الشوق

البابُ الطيب الذى يدفعُ الريحَ عنّا حين نُوصدُهويُدخلُ الأحبابَ والنسيمَ حين يشمّ رائحة المحبة هو نفسه الباب الذىانفلق كالبحر إلى نصفين  حين خرج إلى الشارع نعشُ أبى أبى ذلك النجارُ الطيب الذى صنعه من شجرتنا الصفصاف أبى لم يكن نجارًا لكنها الشجرة كانت تحبه  منذ كان يغنى تحتها ساندًا ظهره المتعب  وشاله العرقان تهدهده الريحكانت تحبه  فطاوعتهومنحته ذراعيها يسقف بهما البيت وخصرَها اللينَ يصنع منه الباب الباب الطيب الذى أوصدناه كثيرًا فى وجه الريح لكنه جبانجبان تمامًا مثلنا نحن البشر لم يستطع أن يمنعَ الموتَ عند الدخولواكتفى مثلى تمامًا أن ينفلق إلى نصفين حين خرج إلى الشارع نعش أبى أنا والباب خائنان للعشرة وصديقان حميمان للحزن منذ أن مات النجار الطيب أبى ذلك الذى زرعنى فى وادى الغربة وزرع الباب الطيبالذى صار لا يمنعُ الريحَ عنا ولا الحنين