في الذكرى الثالثة والثلاثين لاغتياله: محمد الباز يؤكد أن فرج فودة تعرض للظلم في حياته وبعد وفاته وقدّم رؤية لإنقاذ مصر.

في الذكرى الثالثة والثلاثين لاغتياله: محمد الباز يؤكد أن فرج فودة تعرض للظلم في حياته وبعد وفاته وقدّم رؤية لإنقاذ مصر.

انطلقت مساء السبت احتفالية الذكرى الثالثة والثلاثين لاغتيال المفكر الراحل الدكتور فرج فودة، شهيد الكلمة، التي نظمتها الجمعية المصرية للتنوير بمقرها في مصر الجديدة، وبدأت فعالياتها بعزف السلام الجمهوري.وشهدت الأمسية مشاركة الكاتب والإعلامي الدكتور محمد الباز، رئيس مجلسي إدارة وتحرير جريدة “الدستور”، حيث تحدث في مداخلة حملت عنوان “فقه الخيانة.. دوافع التيارات المتأسلمة للتفريط في الأوطان”، تناول فيها أثر الإسلام السياسي على المجتمعات، وكيف قاد دولًا إلى الفوضى والانهيار.وقال الباز إن فودة كان يصطدم دومًا برفض البعض لفكرة الاختلاف، إلا أنه لم يتردد في نزع القداسة عن التيارات الدينية، معتبرًا أن خطابها ليس مقدسًا، وكان يؤمن بحرية النقد والنقاش حتى لما يقوله هو نفسه، وهو ما يعكس صدقه وانسجام أقواله مع أفعاله.وأكد الباز أن فرج فودة تعرّض لظلم مضاعف، “ظُلم حيًا عبر حملات التشويه التي طالته، وظُلم ميتًا حين لم يُؤخذ بما قدمه من أفكار”. وأضاف: “لقد وضع فودة خريطة طريق واضحة للدولة المصرية للحفاظ على مدنيتها ومواجهة تطرف الإخوان، ولو أرادت الدولة اليوم برنامجًا لمجابهة الإرهاب والأخونة، لما احتاجت سوى قراءة ما كتبه منذ سنوات”.وتابع أن فودة لم يكن مفكرًا نظريًا فحسب، بل عاش بين الناس وشاركهم همومهم، حتى إنه خاض الانتخابات وأسّس حزبًا سياسيًا، وكان مؤمنًا بأن دور المثقف لا يكتمل دون احتكاك مباشر بالشارع.وانتقد الباز الخطاب الديني الذي تستخدمه التيارات المتطرفة، مستشهدًا بما رُوّج له خلال انتخابات الإخوان، حين قيل إن “صوتك لمحمد مرسي يقودك إلى الجنة”، متسائلًا: “ما علاقة الجنة بخدمات الصحة والعمل والكهرباء؟”. واعتبر أن مثل هذا الخطاب هو ما يؤدي إلى انهيار الدول، مشيرًا إلى أن ما يحدث في إيران اليوم خير دليل على ذلك.