محمد الباز في ذكرى فرج فودة: صراعنا مع الإخوان مستمرٌ حتى الآن

شهدت القاهرة، مساء السبت، احتفالية الذكرى الثالثة والثلاثين لاغتيال المفكر الدكتور فرج فودة، والتي نظمتها الجمعية المصرية للتنوير بمقرها في مصر الجديدة، حيث استُهلت الفعاليات بعزف السلام الجمهوري، بمشاركة نخبة من المثقفين والمفكرين.وشارك في الأمسية الكاتب والإعلامي الدكتور محمد الباز، رئيس مجلسي إدارة وتحرير جريدة “الدستور”، متحدثًا في مداخلة حملت عنوان “فقه الخيانة.. دوافع التيارات المتأسلمة للتفريط في الأوطان”، استعرض خلالها أثر الإسلام السياسي على المجتمعات وكيف أدى إلى سقوط بعض الدول في الفوضى والانهيار.وأكد الباز أن المواجهة مع جماعة الإخوان لم تنتهِ بعد، محذرًا من الانسياق وراء محاولات التهوين من خطورتهم، أو الترويج لفكرة أنهم لم يعودوا فاعلين في المشهد السياسي. وأضاف أن كثيرًا من الناس يظنون أن الجماعة قد انتهت بعد سقوطها من الحكم، لكن الواقع يشير إلى غير ذلك.وأوضح أن الجماعة لا تزال تنشط بطرق غير تقليدية، مستغلةً الفضاء الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي، بدلًا من الاجتماعات المنزلية التقليدية، في محاولة لإعادة تنظيم صفوفها وترتيب أوراقها استعدادًا لما وصفه بـ”اللحظة المناسبة للانقضاض”. وأشار إلى أن ما حدث مؤخرًا من محاولات لاختراق الحدود المصرية أو تحريك الشارع عبر الشائعات وحملات التأليب للرأي العام، يكشف عن استمرار التنظيم الدولي للإخوان في العمل بخطط منظمة.وحذر من ظاهرة “شيطنة الجيش”، التي وصفها بأنها إحدى أبرز أدوات الإخوان حاليًا، إذ تسعى الجماعة – على حد تعبيره – إلى تضخيم أي حادثة تقع داخل المؤسسة العسكرية، ولو كانت تافهة أو عادية، من أجل النيل من مكانة الجيش المصري لدى المواطنين. واعتبر أن هذا النهج يكشف عن وجود “مخطط واضح وممنهج” لضرب استقرار الدولة من الداخل.وفي تحليله لأحداث ما بعد 2011، شدد على أن سنة حكم جماعة الإخوان كانت بمثابة “منحة إلهية” للشعب المصري، أتاحت له أن يرى بأم عينه ما الذي يمكن أن يحدث إذا وصلت الجماعة إلى السلطة. وأضاف: “لو لم يفز محمد مرسي في الانتخابات، لبقيت فكرة تمكين الإخوان حية في وجدان قطاع من الشعب، بحجة أننا لم نمنحهم الفرصة. لكن ما حدث كشف عن حقيقتهم بوضوح”.وختم حديثه بالتأكيد على أن المعركة مع فكر الإخوان لن تُحسم أمنيًا فقط، بل فكريًا وثقافيًا، مشيرًا إلى أهمية استدعاء أفكار المفكر الراحل فرج فودة ومن يسيرون على نهجه. وقال إن “الدولة بحاجة إلى أن تتبنى رؤى وكتابات التنويريين الحقيقيين من أجل تحصين المجتمع من هذا الفكر، وتجفيف منابعه على المدى الطويل”.

