خارطة التحالفات في الحروب الكبرى: هل يمكن أن تؤدي الصراعات بين طهران وتل أبيب إلى إشعال “الحرب العالمية الثالثة”؟

خارطة التحالفات في الحروب الكبرى: هل يمكن أن تؤدي الصراعات بين طهران وتل أبيب إلى إشعال “الحرب العالمية الثالثة”؟

لم تعد الحرب بين إيران وإسرائيل مجرد احتمال بعيد، بل تحوّلت إلى مشهد متسارع تشهده المنطقة يومًا بعد يوم. فمع كل ضربة جوية، وكل تهديد جديد، يتسع نطاق الصراع وتتورط أطراف دولية وإقليمية، لتتشكل ملامح “حرب كبرى” قد تخرج عن السيطرة، وتهدد بإشعال مواجهة شاملة، البعض يراها بداية محتملة لـ”الحرب العالمية الثالثة”.

واشنطن تدخل على الخط.. بتحذير مباشر

الولايات المتحدة، حليف إسرائيل الأقوى، لم تعد تتحدث عن دعم غير مباشر فقط، بل أعلنت بوضوح أن انخراطها في الحرب “ممكن”، خاصة إذا تعرضت قواتها أو مصالحها في المنطقة لأي هجوم. في المقابل، طالبت إسرائيل واشنطن بتدخل مباشر لضرب منشأة “فوردو” النووية في إيران، لكن البيت الأبيض لا يزال مترددًا، ويوازن بين الضغط العسكري والتكلفة السياسية.وفي خضم هذا التردد، وقعت حادثة غامضة أثارت الكثير من علامات الاستفهام؛ طائرات انتحارية مجهولة الهوية استهدفت قاعدة “عين الأسد” الأمريكية في العراق، في محاولة تبدو وكأنها تسعى لجرّ الجيش الأمريكي إلى المواجهة مباشرة.

روسيا.. دعم استخباراتي يتجه نحو العلنية

على الجهة الإيرانية، تقف روسيا كحليف استراتيجي، أدانت الضربات الإسرائيلية الأخيرة، وقدّمت دعمًا استخباراتيًا وتقنيًا متقدمًا لطهران. ورغم أن موسكو لم تدخل عسكريًا بشكل مباشر، إلا أن طبيعة الدعم تتصاعد تدريجيًا، مع تصاعد التوتر.

حزب الله والحوثيون.. الأذرع المسلحة تدخل المشهد

بدأ محور “المقاومة” المتحالف مع إيران في التحرك الميداني تدريجيًا، إذ أعلن حزب الله اللبناني جاهزيته الكاملة لأي تطور، وإن دون الكشف عن تحركات علنية على الأرض، في محاولة للحفاظ على عنصر المفاجأة وتكتيك الردع. في المقابل، كثّف الحوثيون في اليمن من هجماتهم الصاروخية والمسيّرة تجاه أهداف إسرائيلية، في تصعيد واضح يُظهر تنسيقًا مباشرًا مع طهران. أما العراق وسوريا، فقد تحوّلتا فعليًا إلى ساحة مفتوحة أمام تحركات الحرس الثوري الإيراني، في ظل غياب ردع حقيقي، ما يجعل المشهد الإقليمي أكثر هشاشة وتعقيدًا من أي وقت مضى.

المفاجأة الباكستانية.. انحياز نادر لطهران

في تطور غير مسبوق، صوّت البرلمان الباكستاني لصالح دعم إيران، واصفًا إسرائيل بـ”المعتدية”، وداعيًا الدول الإسلامية إلى التوحد لمواجهة التهديدات المشتركة. موقفٌ يضع دولة نووية بحجم باكستان لأول مرة على خريطة النزاع بشكل مباشر أو غير مباشر.

تحالفات تل أبيب: الغرب في ظهر إسرائيل

إسرائيل ليست وحدها في الميدان؛ فشبكة استخباراتية ضخمة تُعرف باسم “العيون الخمسة”، وتضم: الولايات المتحدة، بريطانيا، كندا، ألمانيا، واليابان، تقدم دعمًا استخباراتيًا وعسكريًا متقدمًا لتل أبيب، في إطار تنسيق يُشبه ما جرى سابقًا في ملفات كبرى كأفغانستان والعراق.

التحالف الغربي يتحرك كأنها رقعة شطرنج

المشهد الحالي لا يختلف كثيرًا عن رقعة شطرنج ضخمة، تتوزع عليها القطع بتأنٍ، بينما يتحرك كل طرف بحذر بالغ، مدركًا أن أي خطوة خاطئة قد تشعل حربًا شاملة. إسرائيل تخوض تحركات محسوبة، تستهدف البنية النووية الإيرانية، في إطار خطة مدروسة لتقليص قدرات طهران الاستراتيجية.في المقابل، تقدم قوى الغرب، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا، دعمًا استخباراتيًا متواصلًا، فيما تظل واشنطن في حالة استعداد كامل للتدخل العسكري المباشر إذا تخطّت الحرب حدودها الحالية. هذا التموضع المتوتر ينذر بأن أي تصعيد إضافي قد يفقد الجميع القدرة على احتواء الأمور.

سيناريو الحرب الكبرى.. مواجهة كوكبية بتداعيات غير مسبوقة

إذا خرج الصراع من إطاره الإقليمي، وقررت القوى الكبرى الانخراط الكامل، فإن العالم سيواجه مواجهة كوكبية بكل ما تحمله الكلمة من معنى. الولايات المتحدة ستنخرط عسكريًا، مدفوعة بحماية مصالحها في المنطقة، بينما تستخدم إسرائيل ترسانتها العسكرية بالكامل لضرب مراكز القوة الإيرانية. إيران، في المقابل، ستُفعّل خلاياها المسلحة ومليشياتها الإقليمية المنتشرة في لبنان واليمن والعراق وسوريا. أما روسيا، فربما تنتقل من الدعم الاستخباراتي إلى الانخراط العلني، وباكستان، الدولة النووية، ستكون على خط النار بشكل مباشر. وعلى الأرض، تستمر المقاومة الفلسطينية في القتال من قلب غزة والضفة.في هذا السيناريو المفتوح، تصبح احتمالات استخدام أسلحة غير تقليدية واردة، وتتعطل سلاسل الإمداد العالمية، ما يؤدي إلى قفزات جنونية في أسعار النفط والغذاء، ويدفع الاقتصاد العالمي نحو موجة انهيار جديدة. وحينها، لن يكون الشرق الأوسط وحده من يدفع الفاتورة، بل الكوكب كله.