5 خبراء أمريكيين يقدمون توقعات حول الصراع بين إسرائيل وإيران

اتفق عدد من الخبراء الأمريكيين على أن سقوط النظام الإيرانى من جراء الحرب الدائرة مع إسرائيل سيخلق حالة من الفوضى، موضحين أن تل أبيب شنت الحرب لتنفيذ سياسة حكومتها المتطرفة، برئاسة بنيامين نتيناهو، ما وضع الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، فى موقع حرج، بعد إحباط نهجه الدبلوماسى القائم على «عقد الصفقات».واستطلعت «الدستور» آراء عدد من الخبراء والباحثين السياسيين فى الولايات المتحدة الأمريكية حول الحرب الدائرة حاليًا وأسبابها وتداعياتها، وهم: إحسان الخطيب، عضو الحزب الجمهورى وأستاذ العلوم السياسية، وكريج كاتز، الباحث فى الشئون الخارجية، ومايكل روبن، الباحث بمعهد «أمريكان إنتربرايز»، وعلياء الإبراهيمى، الزميلة غير المقيمة بمركز رفيق الحريرى وبرامج الشرق الأوسط، وجوان كومينجز، المحاضرة فى العلوم السياسية والموظفة السابقة بالخارجية الأمريكية.إحسان الخطيب: الحرب ستنتهى عندما تريد واشنطنالنظام الإيرانى قوى داخليًا لغياب تهديد منظم داخلى، والغرب لا يريد أن يزيل النظام لغياب البديل والخوف من الفوضى، ورئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، يقول إنه يريد تغيير النظام، وهذا يتناقض مع رغبات الغرب، لأن سقوط النظام الإيرانى يعنى الفوضى، ولكن الإسرائيلى لا يكترث.لا أعتقد أن أذرع إيران تساعد، لأن «حزب الله» تم ضربه بشكل قوى، وهناك وضع داخلى ضعيف فى لبنان، والعراق لا يريد الدخول فى المعركة، و«الحوثى» فى اليمن تلقى ضربات ووصل إلى تسوية، واليوم إيران لا تحارب بالوكالة وأرضها هى أرض المعركة، وهذا تطور نوعى، فوضع إيران صعب ولكن اليوم إيران وإسرائيل مستعدتان لتحمل الضربات.الحرب تنتهى عندما يضغط الرئيس الأمريكى ترامب على إسرائيل، ولكن من توقع أن تستمر حرب الإباده فى غزة لمدة تزيد عن سنتين؟، هناك إسرائيل جديدة والماضى ليس مقياسًا لأى شىء، فكل شىء ممكن.الإسرائيليون فى موقع القيادة فى هذا الموضوع، وهذه الحرب نتيجة حكومة إسرائيلية متطرفة، ونظام أمريكى يدعم إسرائيل بشكل غير محدود، ونتنياهو بحاجة إلى الحرب لعدة أسباب، وهو يعمل على ترك إرث بأنه الذى أمّن السلام لإسرائيل وضرب أعداء إسرائيل، وهناك حاجة سياسية لتماسك الحكومة، وسبب شخصى، وهو القضية الجنائية التى تواجه نتنياهو، فاليوم إسرائيل مجتمع حرب.ترامب يريد اتفاقًا مع إيران يرضى إسرائيل، وإسرائيل هنا تعنى نتنياهو وحكومة المستوطنين، ونتنياهو يريد الحرب ولا يريد اتفاقًا نوويًا، لذا طلب تفكيك البرنامج، كما حدث فى ليبيا، وإيران ترفض ذلك، وترامب يعتقد أن الباب ما زال مفتوحًا لاتفاق، هو كان يحذرهم من أن عدم الاتفاق غير جيد لإيران.الإسرائيلى لا يعتبر المواضيع مرتبطة، هو يقود حرب غزة لسنوات، ويريد طرد الفلسطينيين وإعادة الاستيطان، أما موضوع إيران فهو فى سياق عنجهية إسرائيل وعدوانيتها.كريج كاتز: الانخراط فى مواجهة شاملة ليس مرجحًاالسيناريو الأكثر ترجيحًا، الذى قد يتحقق نتيجةً للوضع الحالى بين إسرائيل وإيران، يعتمد فى المقام الأول على ما إذا كانت إسرائيل قد حققت هدفها، المتمثل فى شل البرنامج النووى الإيرانى، فإذا استطاعت إسرائيل تحقيق النجاح، فمن غير المرجح أن تنخرط فى حرب شاملة.وبنفس المنطق، من غير المرجح أيضًا أن تنخرط إيران فى حرب تقليدية، نظرًا لتدمير رادعها النووى والأضرار التى لحقت بقيادتها العسكرية والاستراتيجية. الرئيس ترامب يواجه موقفًا سياسيًا صعبًا نتيجةً لأفعال إسرائيل، فالولايات المتحدة تزعم أنها لم تُستشر من القيادة الإسرائيلية قبل هجماتها الأحادية الجانب، وهذا وضع ترامب فى موقف دفاعى، بالإضافة إلى ذلك، يراقب حزبه وأنصاره عن كثب لمعرفة كيفية رد فعله، وسيكون من الصعب على الرئيس الأمريكى التعامل مع الانقسام فى الحزب الجمهورى حول مقدار الدعم الذى يجب أن تحصل عليه إسرائيل. قد تُضعف الأحداث الجارية سلطة نظام خامنئى، بسبب سياساته القمعية والعواقب الاقتصادية المُؤكّدة للهجمات الإسرائيلية، ومع وفاة بعض أقرب مستشاريه وقادته العسكريين، قد يكون «آية الله» فى خطر فقدان قبضته على الحكومة. لقد أُضعِفت قدرة إيران على الاعتماد على وكلائها، حماس وحزب الله والحوثيين، بشكل كبير على يد القوات الإسرائيلية، نتيجةً لتضافر الأحداث، والأضرار الهائلة التى أحدثتها الضربات على إيران، والنجاح الإسرائيلى فى شل الوكلاء، والتفكيك المستمر لجميع بنيتهم التحتية السياسية والعسكرية.علياء الإبراهيمى: طهران ستحاول العودة للحرب بالوكالة من المرجح أن تستمر الهجمات الإسرائيلية لعدة أيام، وسيبذل الإيرانيون قصارى جهدهم للرد، مع الأخذ فى الاعتبار أن استراتيجيتهم المفضلة هى «الانتقام البارد».ويفضل الإيرانيون «حرب الوكالة» أو «الحرب الخفية»، لذا سيحاولون إعادة الصراع إلى تلك المنطقة التى تناسب عقيدتهم.نتنياهو قوّض مكانة ترامب، ما أدى إلى إحباط نهجه الدبلوماسى القائم على «عقد الصفقات».فى الوقت نفسه يتزايد نفوذ المتشددين داخل إيران بعد فشل المحادثات النووية، ما يوجه ضربة للمعتدلين، لكن هذا بالطبع كان جزءًا من دوافع نتنياهو للضربات.الضربات على إيران مُصممة جزئيًا لصرف الانتباه عن الجوع القسرى والكارثة الإنسانية فى غزة، إذ يخطط الإسرائيليون لمواصلة حملتهم العسكرية العشوائية فى غزة بالتزامن مع الضربات على إيران، معتقدين أن التفوق العسكرى الحالى للجيش الإسرائيلى يعنى قدرتهم على خوض حرب على جبهات متعددة.سواءً كان ذلك عن قصد أم لا، فمن الممكن أن يؤدى الضغط الإسرائيلى المفرط إلى تصدع الصرح فى طهران وانهياره فى النهاية، والإطاحة غير المدروسة بالنظام الإيرانى ستطلق موجة عارمة من التوترات وعدم اليقين، وهو أمر لا يصب فى مصلحة أحد.مايكل روبن: تزايد احتمالات اغتيال المرشد الإيرانىالسيناريو الأكثر ترجيحًا هو زيادة احتمال اغتيال إسرائيل المرشد الأعلى على خامنئى وسقوط إيران، وقد يُقدم ترامب على تقديم لفتة استعراضية، ولكن ما الذى ستغطيه المفاوضات؟، برنامج نووى، وقد تحولت منشآته الآن إلى حفرة يتصاعد منها الدخان.ربما تتمنى السلطات فى طهران لو لم تكن حماس هى من بدأت سلسلة الأحداث التى أدت إلى هذه الحرب الحالية، مع هجوم إسرائيل على «رأس الأخطبوط»، فإن التفاوض ليس واقعيًا.ستواصل إسرائيل قتالها فى غزة حتى تنقذ رهائنها، ولن يكون دور الدبلوماسية الآن هو التوصل إلى وقف إطلاق نار ينقذ حماس، بل تحديد ما سيحدث لاحقًا فى غزة، وهل ستتولى مصر أو الإمارات أو السعودية زمام الأمور؟. «حزب الله» لا يستطيع أن يفعل شيئًا، وحتى الميليشيات العراقية لا تزال تخشى الانجرار إلى الصراع، وربما تلجأ إيران إلى الحوثيين.جوان كومينجز: ترامب يُريد أن ينأى بنفسه عن الهجوم مع الحفاظ على صورته كحامٍ لإسرائيل صرّح نتنياهو بأن الصراع سيستمر لأسابيع «أو أشهر»، وربما تكون هذه محاولة لكبح الانتقادات الموجهة لفشل إسرائيل فى تحقيق نصر سريع وحاسم، ومع ذلك، فإن صراعًا أطول مع استمرار الضربات الإيرانية على إسرائيل سيقلل من الدعم الشعبى الإسرائيلى للحرب، والقوات الإسرائيلية تقاوم بالفعل مستوى الاشتباك فى غزة.قد يسعى نهج إيران إلى تذكير الإيرانيين بمقاومتهم هجوم العراق عام ١٩٨٠، والتى أظهرت مرونةً غير متوقعة، وقد لا يعبّر الإيرانيون عن غضب كبير تجاه الهجمات الإسرائيلية على الأهداف العسكرية، ولكن إذا شملت الأهداف الإسرائيلية مدنًا وأهدافًا مدنية أخرى، فمن المرجح أن يزيد ذلك من الغضب العام تجاه الهجوم الإسرائيلى.ترامب فى موقف صعب، إذ يريد أن ينأى بنفسه عن الهجوم الإسرائيلى، مع الحفاظ على صورته كحامٍ لإسرائيل، وقد قال ترامب إنه لا ينبغى لإيران الرد على المصالح الأمريكية، لكن إيران تقول إن الولايات المتحدة مسئولة عن السماح بالهجوم الإسرائيلى، وبالتالى فإن القواعد العسكرية الأمريكية والبريطانية والفرنسية أهداف مشروعة. بدوره، طلب العراق من إيران عدم مهاجمة القوات الأمريكية داخل العراق، وهذا مزيج معقد من القضايا، وربما يكون من الغريب أن يعتقد ترامب أن هذا قد يعزز مفاوضاته مع إيران، على افتراض أن إيران ستسعى إلى إيجاد مخرج من الصراع، بالموافقة على مطالبه.