في “السنوات الذهبية”: تقارب غير عادي بين إيران والولايات المتحدة

رغم أن العلاقات بين إيران الولايات المتحدة، كانت في أوجها أثناء حكم الشاه الابن، إلا أنه منذ اندلاع الثورة الإيرانية عام 1979، يظل العداء وانعدام الثقة هو السّمة الغالبة على العلاقات بينهما، إذ باتت المواجهة والتوتر والخصومة غالبة على العلاقات بين الدولتين.
خطاب إيران السياسي في وصف الولايات المتحدة
وظل الخطاب السياسي للجمهورية الإيرانية يصف الولايات المتحدة الأمريكية بـ (الشيطان الأكبر)، وفي المقابل تضع الولايات المتحدة إيران على رأس قائمة الدول الداعمة للإرهاب والتي تعمل على الإضرار بالمصالح الأمريكية ومصالح حلفائها في المنطقة.
سياسات باراك أوباما نحو إيران
وفي كتابه “السنوات السمان.. العلاقات الأمريكية الإيرانية التقارب الاستثنائي”، يذهب الباحث الدكتور محمد محمود مهدي، إلى أن العلاقات بين البلدين، شهدت تطورًا ملحوظًا وتفاعلًا استثنائيًا في العلاقات بينهما، وذلك مع وصول الرئيس «باراك أوباما» إلى سدة الحكم عام 2009، الذي انتهج سياسات مُغايرة عن سابقيه، تقوم على التقارب مع البنية الحاكمة في طهران، وترسخت هذه التفاعلات الإيجابية على أرض الواقع، بصعود التيار الإصلاحي بقيادة «حسن روحاني» الأكثر اعتدالًا إلى الحكم في طهران عام 2013.
وهو ما شكّل، نقطة تحوُّل استثنائية في تاريخ العلاقات بين أمريكا وإيران تستوجب البحث والدراسة؛ إذ بدأت بين الطرفين ثماني سنوات سِّمَان، تخللها أولًا: تمرير الاتفاق النووي في يوليو 2015، الذي ظل لأكثر من عشر سنوات حبيسًا للمفاوضات والمداولات بين إيران والغرب، ورغم انسحاب الولايات المتحدة منه في مايو 2018 وتصدع بنيانه، يظل الأكثر تجسيدًا لحالة تقارب بين دولتين في حالة صراع ممتد، وتخللها ثانيًا: صعودًا إيرانيًا ملموسًا في العديد من ملفات منطقة الشرق الأوسط؛ بأن أصبحت طهران لاعبًا جيوسياسيًا يظهر تأثيره جليًا على مناطق عدة خارج حدودها الجغرافية، وكذلك عنصرًا مؤثرًا في إعادة توازن الإقليم على نحو عضد أكثر من دورها ومكانتها في المعادلة الإقليمية.
تقارب استثنائي بين إيران وأمريكا
ويضيف: حالة التقارب الاستثنائي أو السنوات الثمانية السِّمَان بين أمريكا وإيران في الفترة من (2009 إلى 2016) بدأت مع تولي الرئيس «باراك أوباما» الحكم. حيث شهدت العلاقات بين البلدين تقاربًا لم يحدث بين البلدين لأعوام ممتدة.
الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة (5+1)
كما يقدم الكتاب صورة كاملة حول الأثر المباشر لحالة التقارب بين أمريكا وإيران؛ وهو الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة (5+1)، كونه يأتي كأبرز المؤشرات الدالة على حالة التقارب الأمريكي مع إيران ومن أهم نتائجها؛ وذلك ببيان أثر الحضور الأمريكي المباشر وبلا وسطاء على سير المفاوضات، وجوهر ومضمون الاتفاق ومراحل تنفيذه وما ترتب عليه من التزامات وما أعقبه من فرص وتحديات عدة بالنسبة لإيران.
ويبحث كتاب “السنوات السمان”، في المكتسبات الإيرانية في إطارها الجغرافي ببيان الآثار المترتبة عن حالة التقارب الأمريكي – الإيراني في منطقة الشرق الأوسط من خلال رصدّ وتحليل تطوراتها وبيان مدى الأثر الذي أحدثته على تصاعد النفوذ الإيراني في كل من (العراق وسورية نموذجًا)، وانعكاساتها على الدول المحورية في المنطقة كـ (السعودية وتركيا ومصر وإسرائيل)، وأخيرًا ما آلت إليه من انعكاسات على موازنة الإقليم.