إيران تزعزع هيمنة أمريكا.. الصين تصبح البديل الأقوى لتهدئة التوتر مع إسرائيل

إيران تزعزع هيمنة أمريكا.. الصين تصبح البديل الأقوى لتهدئة التوتر مع إسرائيل

على مدار 4 أيام من القصف الصاروخي المتبادل اغتالت إسرائيل العشرات من كبار العلماء النووين والقادة العسكريين في إيران، بينما استهدفت إيران البنية التحتية في إسرائيل وأكبر مدنها الاستراتيجية حيفا، وفي خضم هذا التصعيد ظهرت الصين كوسيط محتمل أكبر من الولايات المتحدة التي فقدت مصداقيتها في الشرق الأوسط.

الصين البديل الدبلوماسي الأبرز

وأكدت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، أن الصين ظهرت كوسيط قوي النفوذ فعال في هذه الأزمة، ما يهدد مكانة ونفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.وتابعت وزير الخارجية الصيني وانج يي أجرى اتصالات هاتفية نهاية الأسبوع الماضي، مع كل من وزير الخارجية الإيراني ونظيره الإسرائيلي، وأكد رفض بكين للهجوم الإسرائيلي على إيران الذي أشعل فتيل النزاعات العسكرية في الشرق الأوسط مرة أخرى.وأعرب وزير الخارجية الصيني عن استعداد بلاده للقيام بدور الوسيط؛ لتهدئة الأوضاع ووقف إطلاق النار.وقال وانج يي خلال اتصاله مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن الصين تدين بشكل صريح انتهاك إسرائيل لسيادة إيران وسلامتها الإقليمية، مؤكدًا دعم بلاده لإيران في الحفاظ على سيادتها الوطنية والدفاع عن حقوقها ومصالحها المشروعة.

وكانت إسرائيل قد شنت غارات جوية على منشآت إيرانية فجر الجمعة، استهدفت خلالها مجمعات نووية وصاروخية وعسكرية، وصرّح رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الهدف من العملية هو تقليص ما وصفه بالتهديد الإيراني لبقاء إسرائيل.وأضافت الشبكة الأمريكية، أنه منذ ذلك الحين، تبادلت الدولتان عدة موجات من الهجمات القاتلة، ما أدى إلى تصاعد عدد الضحايا وزيادة خطر نشوب صراع إقليمي أوسع قد يشمل تدخلًا أمريكيًا مباشرًا، حيث اقتصر الدور الأمريكي حتى الآن على دعم الدفاعات الجوية الإسرائيلية ضد وابل من الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية.وأشارت إلى أن مثل هذا الصراع هو فرصة ذهبية للصين من أجل تعزيز دورها الدبلوماسي في الشرق الأوسط، خصوصًا في ظل تراجع المصداقية الأمريكية في المنطقة والمكانة التي حظيت بها الصين في المنطقة اقتصاديًا واستراتيجيًا.وأضافت أن الصين الحليف السياسي والاقتصادي البارز لإيران، عززت في السنوات الأخيرة تعاونها الثنائي مع طهران، بما في ذلك تنفيذ مناورات بحرية مشتركة مع روسيا. 

وفي مكالمته مع وزير الخارجية الإيراني، وجّه وانج انتقادًا غير مباشر للولايات المتحدة، قائلًا إن الصين تدعو الدول التي لها تأثير على إسرائيل إلى بذل جهود ملموسة من أجل استعادة السلام. وأضاف أن بكين مستعدة للحفاظ على قنوات الاتصال مع إيران وجميع الأطراف المعنية لمواصلة لعب دور بنّاء في نزع فتيل التصعيد.وفي مكالمة أخرى مع وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، دعا وانج كلا الجانبين إلى حل خلافاتهما عبر الحوار، مؤكدًا رغبة الصين في دعم أي مساعٍ دبلوماسية لتحقيق ذلك.ويرى خبراء أن بكين لا تزال تمتلك نفوذًا محدودًا كلاعب في تسوية الأزمات في الشرق الأوسط، خصوصًا في ظل الدور المحوري الذي تلعبه الولايات المتحدة في أمن المنطقة.وأكدت الشبكة الأمريكية، أن ترجيحات الخبراء قد لا تكون صحيحة بنسبة كبيرة، خصوصًا وأن الصين فاجئت العالم بإصلاح العلاقات السعودية الإيرانية عام 2023، وهو ما عزز دور الصين كوسيط صاعد في الشرق الأوسط.ومن جهته، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن إيران وإسرائيل “ستتوصلان إلى اتفاق”، مشيرًا إلى وجود العديد من الاتصالات والاجتماعات الجارية، دون أن يوضح تفاصيل.وفي مقابلة مع شبكة ABC، أبدى ترامب انفتاحه على أن يلعب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دور الوسيط في النزاع، لافتًا إلى أنه تحدث معه بشأن الوضع المتصاعد. وقال ترامب إن بوتين “مستعد” لهذا الدور، في إشارة جديدة إلى دفء العلاقات بين واشنطن وموسكو، التي تدين الهجوم الإسرائيلي وتحافظ على علاقات وثيقة مع طهران.