أخوة في عالم الفن.. عندما تلاقت الروابط الأسرية مع الموهبة في العصر الذهبي

في عالم الفن، قد تصنع الصدفة شهرة، وقد تفتح الموهبة باب المجد، لكن عندما يجتمع “الدم والموهبة”، تولد حكايات استثنائية، كتلك التي سطرها عدد من الأشقاء في زمن الفن الجميل، فلم تكن روابطهم مجرد قرابة عائلية، بل امتدت إلى الشاشة والمسرح والأغنية، حيث تقاطعت المصائر وتكاملت الطاقات، تاركة بصمة لا تُنسى في الذاكرة الفنية العربية.
وخلال السطور التالية؛ يستعرض “الدستور” عددا من الأشقاء الذين دخلوا الوسط الفني معًا أو بشكل متتابع، وتركوا بصمتهم في زمن الفن الجميل..
أسمهان وفريد الأطرش.. نغمة العائلة الخالدةفي بيت درزي هاجر من جبل الدروز إلى القاهرة، وُلدت موهبتان لن تتكررا: فريد الأطرش، ملك العود، وأسمهان، الصوت الأنثوي الساحر، وكان لكل منهما مساره الخاص، لكن روح الفن جمعت بينهما في أكثر من عمل، أبرزها فيلم “انتصار الشباب” الذي قدّما فيه أداءً غنائيًا وتمثيليًا حمل صدق العائلة وحرفية الفنان. رغم رحيل أسمهان المبكر في حادث غامض، ظل صدى صوتها مع شقيقها فريد يرنّ في وجدان الأجيال.سعاد حسني ونجاة الصغيرة.. شقيقتان في المجدمن أروع القصص الفنية، تلك التي جمعت بين “السندريلا” سعاد حسني وشقيقتها غير الشقيقة نجاة الصغيرة، الصوت المخملي، فقد اختلفت مجالات النجومية بينهما، فنجاة تألقت في الطرب الراقي، بينما سعاد خطفت القلوب في السينما بالغناء والتمثيل معًا، ومع ذلك؛ فقد اجتمع الاثنان في محبة الجماهير واحترام النقّاد، لتكون العائلة عنوانًا للفن بأوجهه المتعددة.منير وليلى مراد.. الحنجرة واللحن من بيت واحدليلى مراد، “قيثارة الغناء” في الأربعينيات، كانت شقيقة لملحن موهوب هو منير مراد، وجمعتهما علاقة فنية وإن لم تكن في العلن دائمًا، فقد قدّم منير ألحانًا خفيفة الطابع وأدخل الإيقاع الغربي إلى الموسيقى المصرية، أما ليلى، فبقيت رمزًا للرومانسية بصوتها الدافئ، لتكون العائلة بذلك ركيزة في صناعة الموسيقى والسينما.شكري وسامي سرحان.. بين البطولة والإسنادشكري سرحان، “الوجه المصري الأصيل”، بطل أفلام الواقعية المصرية، كان الأخ الأصغر في عائلة سرحان التي ضمت أيضًا سامي سرحان، ورغم أن الأخير لم يحظَ بنفس الشهرة، فإنه لعب أدوارًا مساندة في العديد من الأفلام والمسرحيات، وتميز كلاهما بالكاريزما وخفة الظل، وترك كل منهما بصمته في عالم الأداء.فتحية واعتدال شاهين.. حضور متكامل في السينمامن بين نجمات الظل في السينما المصرية، لمعت الأختان فتحية واعتدال شاهين، إذ ظهرت فتحية أولًا، ثم لحقتها شقيقتها اعتدال التي اشتهرت بأدوار الأم والخالة في عشرات الأفلام، ورغم أن أدوارهما كانت في الظل مقارنة بكبار النجمات، فإن حضورهما المتكرر على الشاشة شكّل ملامح الوجدان البصري لجمهور السينما، حيث أضفتا واقعية ودفئًا على العديد من الأعمال.