نتنياهو تحت المجهر: هل تستطيع إيران تدمير قوة إسرائيل؟ تحليل من خبراء

في تطور جديد ولافت، أطلق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصريحات حملت في طياتها اعترافا ضمنيا بتورطه المباشر في الحرب الحالية مع إيران، مما فجر موجة من التحليلات والتكهنات بشأن مسار الصراع الإقليمي. وبحسب ما نقلته جريدة “الدستور” عن خبراء ومحللين، فإن هذه التصريحات لم تكن مجرد خطابا داخليا، بل رسالة مشفرة موجهة للداخل والخارج في آن واحد. وفي هذا التقرير ترصد “الدستور” قراءات من خبراء في الشأن الإيراني والسياسي حول دلالات تصريحات نتنياهو، ومستقبل المواجهة بين طهران وتل أبيب.
نتنياهو في مواجهة الداخل: محاولة تعاطف أم تمهيد للتصعيد؟
يقول عمرو أحمد، مدير وحدة إيران بالمنتدى الاستراتيجي للفكر، في تصريحات خاصة لـ جريدة الدستور، إن نتنياهو يحاول استعادة زمام المبادرة داخليا بعد الضربات الإيرانية المؤلمة التي أربكت الشارع الإسرائيلي، سواء بصواريخ باليستية أو فرط صوتية.

وأضاف، أن ما يشهده الإسرائيليون من هلع جماعي واختباء متكرر في الملاجئ هو أمر غير مسبوق منذ عقود، وأن الخطابات العاطفية التي يطلقها رئيس الوزراء ليست سوى محاولة لـ”مغازلة الداخل الإسرائيلي”، إلى جانب استثارة الدعم الأمريكي المباشر عبر إشراك واشنطن في أعباء الحرب.وتابع أحمد أن إيران تعاملت بذكاء في تصعيدها الإعلامي، حيث انتقلت من مخاطبة السياسيين في حكومة الاحتلال إلى الحديث المباشر مع الشارع الإسرائيلي، وذلك على غرار ما فعله الاحتلال مسبقا عندما خاطب الإيرانيين مباشرة، مفيدا بأن تصريحات المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية بأن “لا مناطق صالحة للسكن قريبًا” تؤكد هذا التحول في الخطاب الإيراني الذي أصبح أكثر شعبوية وتحديا.
موازين القوة: هل تتفوق إيران عسكريا؟
بحسب أحمد، فإن إيران، رغم تلقيها ضربات موجعة في الأيام الأولى من الحرب، شملت استهداف قيادات عسكرية بارزة وعلماء نوويين، إلا أنها استعادت توازنها سريعا وتمكنت من تنفيذ هجمات دقيقة أصابت عمق إسرائيل، مما يشير إلى تحول نوعي في الأداء العسكري الإيراني، لكن يظل سلاح الجو الإيراني هو “النقطة الأضعف” مقارنة بالقوة الجوية الإسرائيلية المتفوقة، وهو ما قد يعيق إيران عن خوض مواجهة شاملة. وأوضح مدير وحدة إيران بالمنتدى الاستراتيجي للفكر، أن إيران تدرك ذلك جيدا، لذا فهي تسير بمنهجية “الرد التصاعدي المحدود”، أي توجيه ضربات مركزة ومتكررة دون التورط في حرب استنزاف طويلة الأمد، وهو النوع من الحروب الذي تتقنه إسرائيل.
وجهة نظر استراتيجية: تعزيز الثقة أم تعبير عن مأزق؟

من جهتها، فسرت الدكتورة نهى بكر، أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومستشارة لدى منظمات دولية بينها الاتحاد الإفريقي، تصريح نتنياهو بشكل مختلف، حيث قالت في حديثها لـ جريدة الدستور، إن هذا الإعلان يبدو موجها للداخل الإسرائيلي في المقام الأول، بهدف رفع المعنويات وتعزيز الثقة بإدارة الحرب.ورأت بكر، أن تبني نتنياهو لقرار الحرب بشكل صريح هو رسالة يحاول من خلالها الظهور بمظهر الواثق والمسيطر، في مواجهة أزمات أمنية واقتصادية واجتماعية تتزايد يوما بعد يوم نتيجة استمرار التصعيد.في ضوء ما تقدم، يرى مراقبون أن تصريح نتنياهو لم يكن مجرد “تقدير موقف”، بل محاولة لحفظ ماء الوجه بعد سلسلة من الإخفاقات الأمنية، وبينما تبدو إيران أكثر جرأة وتصعيدا، تظل موازين القوى العسكرية تميل لصالح إسرائيل، وهو ما قد يحول دون اندلاع حرب شاملة، غير أن الحرب النفسية والإعلامية قد تُحسم لصالح الطرف الأقدر على كسب الرأي العام، داخليا وخارجيا.