“دواء الحياة”: كيف أسهم الدعم الطبي المصري في إنقاذ سكان غزة من الأمراض المزمنة؟

“دواء الحياة”: كيف أسهم الدعم الطبي المصري في إنقاذ سكان غزة من الأمراض المزمنة؟

في ظل العدوان المتواصل على قطاع غزة منذ أكتوبر قبل الماضي، لم تتوانَ مصر عن أداء دورها الإنساني والتاريخي تجاه الشعب الفلسطيني، وكان أحد أبرز أوجه هذا الدور يتمثل في تقديم دعم طبي متواصل، أنقذ آلاف المرضى من فتك الأمراض المزمنة وسط انهيار شبه كامل للقطاع الصحي في غزة.وفي وقت تقاعس فيه البعض، تقدمت مصر بخطوات ثابتة لحماية أرواح آلاف المرضى في غزة، مؤكدة أن الضمير الإنساني لا يعرف الحدود، وأن دعم الفلسطينيين ليس خيارًا بل التزامًا تاريخيًا وسياسيًا وأخلاقيًا.قوافل الأمل تعبر رفحمنذ اللحظة الأولى، فتحت مصر معبر رفح لاستقبال الحالات الحرجة ونقل الأدوية والمستلزمات الطبية، فالقوافل التي نظمتها الدولة المصرية، مدعومة من وزارات الصحة والتضامن، إلى جانب التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، حملت آلاف الأطنان من الأدوية، وأجهزة الغسيل الكلوي، والإنسولين، وأدوية الضغط والسكر، إلى مستشفيات غزة.ومع تعطل مراكز العلاج في غزة بسبب القصف ونفاد الأدوية، تكفلت مصر باستقبال مئات الحالات من مرضى الأورام وأمراض الكلى لإجراء الجلسات والعلاج في مستشفياتها، وتم تخصيص مستشفيات في العريش والإسماعيلية والقاهرة لاستقبالهم، مع تسهيل الإجراءات وسرعة نقلهم.دعم المستشفيات الميدانيةلم تكتف مصر بإرسال المساعدات، بل أنشأت مستشفى ميدانيًا في رفح لتقديم الخدمات العاجلة للمصابين، وزودته بكافة الإمكانيات، كما تم إرسال فرق طبية متخصصة في الجراحة العامة والعظام، وفرق للطوارئ، ضمن خطة استجابة متكاملة.كذلك، الدعم الطبي المصري لم يكن مجرد إغاثة مؤقتة، بل رسالة واضحة بأن مصر تقف إلى جانب الإنسان الفلسطيني، خصوصًا الأكثر احتياجًا، في ظل حرب أكلت الأخضر واليابس. فالأمراض المزمنة لا تنتظر، ومصر أدركت أن الإنقاذ يبدأ بالدواء، وأن حماية الإنسان أولوية لا تقل أهمية عن وقف القتال.التحالف الوطني في الميدان
التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي لعب دورًا رئيسيًا في الدعم الطبي، عبر تسيير عدة قوافل ضمت أدوية وعلاجًا مجانيًا لآلاف المواطنين داخل القطاع. كما شاركت الجمعيات الأهلية في توفير الأجهزة التعويضية وأدوية الأمراض المزمنة بالتعاون مع الصيدليات المركزية.