ملوك السقوط.. كيف ساهمت “ثورة يونيو” في تحصين وعي المصريين ضد الإخوان؟

ملوك السقوط.. كيف ساهمت “ثورة يونيو” في تحصين وعي المصريين ضد الإخوان؟

طوال سنوات، حاولت جماعة الإخوان الإرهابية أن تفرض سطوتها الفكرية على المجتمع المصري، مستخدمة الدين ستارًا للسيطرة على العقول، وتزييف الوعي، وتضليل الناس باسم الشريعة، لكن الدولة المصرية خاضت مواجهة شاملة – فكرية، إعلامية، ومجتمعية – لاسترداد وعي المصريين وانتزاعه من قبضة “ملوك الضلال”.معركة الوعي كانت وما زالت معركة بقاء، لم تنتصر فيها الدولة فقط بأدواتها، بل انتصر فيها المصريون عندما فتحوا أعينهم، ورفضوا أن يُقادوا في الظلام، وبينما تهاوت رايات الضلال، بقي وعي المصريين صامدًا.. مصريًا خالصًا، كل هذا لن يكون لولا ثورة يونيو، التي أطاح من خلالها الشعب بجماعة الضلال.ففي خلال عام حكم الإخوان، انكشفت نواياهم الحقيقية، رأى المواطنون بأعينهم ازدواج الخطاب، وغياب الكفاءة، وانشغال الجماعة بالتمكين لا بالإصلاح، فانفجرت ثورة 30 يونيو، لتكون أول صدمة شعبية تسقط قناع “الجماعة الطاهرة”، وتعيد الناس لقراءة المشهد بعين ناقدة لا منبهرة.كما تحركت الدولة لمواجهة الفكر بالفكر، فتم إصلاح الخطاب الديني، وتجديد مناهج التعليم، ومحاصرة منصات التحريض، وتمكين المؤسسات الدينية المعتدلة من منابرها، وفي مقدمتها الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، بما يضمن أن يكون الدين وسيلة للتنوير، لا للتخدير.وأعاد الإعلام المصري توجيه بوصلته نحو كشف الأكاذيب، وتفكيك خطاب الجماعة، كان ذلك عبر بث برامج، وثائقيات، ومقالات حفرت في تاريخ الجماعة الأسود، وقدّمت للجمهور الرواية الحقيقية بعيدًا عن الصورة المزيفة التي روجتها المنصات الإخوانية في الخارج.أدوات تحصين المجتمع ضد الأكاذيب
وانطلقت حملات التوعية الشعبية في القرى والمدن، وفتحت المبادرات المجتمعية باب النقاش والتثقيف، لتعليم الناس كيف يميزون بين الدين الحقيقي والاستغلال السياسي له، وكانت المبادرات الشبابية خير سند في هذه المعركة الهادئة.كما استخدمت الدولة التكنولوجيا الحديثة في رصد وتحليل ونقض محتوى اللجان الإلكترونية، التي حاولت نشر الشائعات وتزييف الواقع، وأصبح المواطن أكثر وعيًا بأساليب التضليل الرقمي، وأكثر مناعة ضد الانجراف خلف الحملات الممنهجة.