مايك جونسون يعلق زيارته لإسرائيل: هل تشير واشنطن إلى تراجعها عن دعمها المطلق؟

أعلن رئيس مجلس النواب الأمريكي، مايك جونسون، تأجيل زيارته المقررة إلى إسرائيل، والتي كانت ستتضمن خطابًا خاصًا في الكنيست، معربًا عن قلقه إزاء “الوضع المعقّد” في المنطقة، وأكد أن القرار جاء بالتنسيق مع رئيس الكنيست الإسرائيلي أمير أوهانا.وفي بيان رسمي صدر مساء الاثنين، قال جونسون: “نظرًا للوضع المعقد الذي يتكشف حاليًا في إيران وإسرائيل، فقد قررنا، أنا ورئيس الكنيست أوهانا، تأجيل الجلسة الخاصة للكنيست. ونتطلع إلى إعادة تحديد موعدها في المستقبل القريب، ونرسل صلواتنا لشعب إسرائيل والشرق الأوسط.”
رسالة دعم سياسي رفيعة من واشنطن
وكان من المتوقع أن تمثل الزيارة رسالة دعم سياسي رفيعة من الولايات المتحدة إلى إسرائيل، لا سيما في خضم عمليات عسكرية واسعة تنفذها تل أبيب ضد أهداف إيرانية، قالت إنها “مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني والبنية العسكرية للحرس الثوري”.لكن التحول الحاد في المشهد الأمني فرض نفسه على الأجندة السياسية. فمع اتساع رقعة القصف المتبادل وتسجيل مئات القتلى والجرحى على الجانبين، باتت أي زيارة لمسؤول أمريكي رفيع محفوفة بالتعقيدات، سواء على المستوى الأمني أو الدبلوماسي.ويأتي هذا القرار في وقت حساس، حيث تُتهم الولايات المتحدة، من قبل أطراف إقليمية، بالتغاضي أو الدعم الضمني للعمليات الإسرائيلية الأخيرة. ورغم أن واشنطن تؤكد أن لا علاقة مباشرة لها بالغارات، إلا أن زيارات مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى في مثل هذا التوقيت كانت لتُفسّر كرسائل دعم غير مشروطة.من جهته، التزم البيت الأبيض الصمت تجاه القرار، مكتفيًا بالإشارة إلى أن “المنطقة تمر بمرحلة حساسة تستوجب الحذر في التحركات الدبلوماسية”.ويمثل تأجيل زيارة جونسون تحولاً في حسابات واشنطن، ويعكس إدراكًا بأن الانخراط العلني في الملف قد يزيد من حدة الاستقطاب الإقليمي، كما يشير إلى رغبة أمريكية في عدم إعطاء الانطباع بأنها منخرطة في حرب مفتوحة أو أنها تدعم مساعي إسرائيل لتوسيع دائرة الاشتباك إلى مواجهة مباشرة مع إيران.وعلى الصعيد الداخلي الإسرائيلي، قد يفسر البعض هذا التأجيل على أنه تراجع في زخم الدعم الأمريكي، رغم تصريحات الرئيس دونالد ترامب التي أبدى فيها “تفهمًا للضربات الإسرائيلية” واستعداده للوساطة، بشرط توقف إيران عن هجماتها الصاروخية.