بعد ساعات من توليه المنصب.. اغتيال رئيس الأركان الإيراني يكشف التوغل الإسرائيلي في طهران

بعد 72 ساعة فقط من تعيينه رئيسًا لأركان الجيش الإيراني، أعلنت إسرائيل اغتيال على شادماني، والذي يعد أعلى قائد عسكري في إيران والأكثر قربًا من المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي، ما يكشف الاختراق الأمني والاستخباراتي الكبير الذي تعاني منه إيران.
من هو علي شادماني؟
وأكد موقع “الشرق” الإيراني، أن شادماني تم تعيينه قائدًا جديدًا لمقر خاتم الأنبياء المركزي، مع ترقيته إلى رتبة فريق أول، وجاء تعيينه بعد اغتيال غلام علي رشيد، ضمن القادة الكبار الذين تم استهدافهم خلال الغارة الإسرائيلية الأولى على إيران يوم الجمعة الماضي.وتابع أن هذا التعيين جاء ظنًا من القيادة الإيرانية لضمان استمرار القيادة العسكرية وتعزيز التنسيق الاستراتيجي.وأضاف أن الفريق أول علي شادماني كان واحدًا من أبرز قادة حرس الثورة الإسلامية، حيث يمتلك سجلًا طويلًا من الخبرة العملياتية والإدارية والاستراتيجية.
وُلد شادماني في مدينة همدان الإيرانية، وانضم إلى حرس الثورة الإسلامية منذ الأيام الأولى للثورة الإسلامية عام 1979، مما جعله جزءًا من النواة الأولى التي ساهمت في بناء هذه المؤسسة العسكرية.وخلال الحرب الإيرانية-العراقية، برز شادماني كقائد ميداني بارز، حيث تولى قيادة اللواء 32 أنصار الحسين (ع)، وشارك في عمليات عسكرية حاسمة في الجبهتين الغربية والجنوبية. وبحسب الموقع الإيراني، فقد شغل شادماني منصب قائد مقر نجف الأشرف، وهو أحد المقرات الإقليمية المهمة التابعة لحرس الثورة، حيث أشرف على العمليات العسكرية والأمنية في منطقة غرب إيران.كما لعب شادماني دورًا مركزيًا في تخطيط العمليات العسكرية على المستوى الوطني، مما ساهم في تعزيز التنسيق بين مختلف أذرع القوات المسلحة.وأضاف الموقع أنه قبل تعيينه قائدًا لمقر خاتم الأنبياء، كان شادماني نائب قائد العمليات في هيئة الأركان العامة، حيث أسهم في وضع الاستراتيجيات العسكرية طويلة المدى.
اختراق أمني كبير يضع إيران على حافة الهاوية
ومع الساعات الأولى للهجمات الصاروخية الإسرائيلية واغتيال كبار القادة العسكريين في إيران وكبار العلماء النووين، كشفت وسائل الإعلام الدولية عن الاختراق الأمني والاستخباراتي الكبير في إيران والذي مكن إسرائيل من تحديد مواقع هؤلاء القادة بدقة واغتيالهم.وفي هذا الصدد، أكدت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، أن إسرائيل اخترقت إيران أمنيًا واستخباراتيًا على مدار سنوات طويلة، ما مكنها من التغلغل في المؤسسات الأمنية والعسكرية والاستخباراتية، وهو الأمر الذي سهل مهمة اغتيال القادة.فيما أكدت صحيفة “نيويورك بوست” الأمريكية، أن التقارير الاستخباراتية كشفت تنفيذ جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد”، عدة عمليات دقيقة ومركبة داخل الأراضي الإيرانية، جرى خلالها تهريب صواريخ دقيقة وطائرات مسيّرة مفخخة إلى عمق البلاد، بالتزامن مع سلسلة مناورات خداعية استدرجت كبار القادة العسكريين الإيرانيين إلى اجتماع قُتلوا خلاله.
وأضافت أنه على مدار أشهر طويلة، تسلل عملاء الموساد والجواسيس إلى العمق الإيراني، من أجل الإعداد لهذا الهجوم المفاجئ واستهداف كبار القادة العسكريين والبنية التحتيو النووية والمنشأت العسكرية.ووفقًا لمصادر أمنية إسرائيلية، نجح العملاء في زرع طائرات دون طيار محملة بالمتفجرات داخل إيران مسبقًا، لتكون جاهزة لتفعيلها في اللحظة المناسبة مع بدء العملية العسكرية.كما تمكنت وحدات الاستخبارات من تهريب أسلحة دقيقة إلى وسط البلاد، مما مكّن قوات الاحتلال الإسرائيلية من تنفيذ ضربات ضد الدفاعات الجوية الإيرانية من داخل الأراضي الإيرانية ذاتها، وهو ما اعتُبر تطورًا غير مسبوق في قدرات إسرائيل على التخفي والتسلل.وكشف أحد المسؤولين كشف أن الموساد نفذ عمليات تضليل استباقية، هدفت إلى جمع كبار القادة الإيرانيين في مكان واحد، وهو ما أتاح استهدافهم دفعة واحدة. وأضاف المصدر: “قمنا بعمليات محددة ساعدتنا في معرفة أنماط سلوكهم، ثم استخدمنا تلك المعلومات للتأثير عليهم. كنا نعلم أنهم سيجتمعون، والأهم أننا عرفنا كيف نبقيهم في مكان الاجتماع”.وأكدت مصادر أمنية أن هذه العملية المدمرة جاءت بعد أشهر من جمع المعلومات الاستخباراتية الدقيقة، شملت مراقبة وتحليل تحركات مسؤولين كبار في الدفاع الإيراني وعلماء بارزين في البرنامج النووي، بهدف تصفيتهم ضمن الحملة الجوية.