هبة فاروق لـ "الدستور": ستظهر كتابة "ذكورية" تناهض حقوق الرجال

هبة فاروق لـ "الدستور": ستظهر كتابة "ذكورية" تناهض حقوق الرجال

تواصل الـ“الدستور” مناقشة ملف الكتابة النسوية، وطرح السؤال حول ملاحقة الكاتبات بـ”تهمة” الكتابة النسوية، رغم تعسف التصنيف الجندري، وتجاهل أن الكاتبات نصف المجتمعات الإنسانية يتأثرن بكل ما يحيط بهن مثلهن مثل بقية أطياف هذه المجتمعات.

وعن الكتابة النسوية وسبب ملاحقة إبداع الكاتبات بهذا التوصيف، تحدثت الكاتبة هبة فاروق، مستهلة حديثها: “بعيدا عن التعقيدات النقدية التي وضعت الكتابة في قوالب ثابتة لا تحيد عنها، أرصد هنا قضية نشأت من بدايات الأدب الحديث، حيث جمود بعض الكتابة للأديبات العربيات عند مفهوم مقاومة الطغيان الذكوري، ومحاولة الدفاع عن حقوق المرأة المستلبة؛ فكما باتت هناك جمعيات متخصصة في الدفاع عن حقوق المرأة، أيضا ظهرت كتابات تدافع عن حقوق المرأة، وتبكي طغيان المجتمع عليها”.

وتلك الكتابات تدرج تحت عنوان الكتابة النسوية، بغض النظر عن جنس الكاتب؛ فهناك رجال يكتبون كتابة نسوية أيضا، ولا يقتصر الأمر على الكاتبات فقط.

انكباب المرأة على الكتابة النسوية ساعد في خلق أزمة حقيقية للرجال

وتابعت “فاروق” في تصريحات خاصة لـ “الدستور”: وليس مستغربا أن تظهر الكتابات التي تناقش قضايا المرأة، ولكن الأمر يصيب القارئ في أغلب الأحيان بالشعور بالملل، حيث أصبحت قضايا يعاد ويزاد الكلام عنها، وفي خضم الأمر، يخشى الكثيرون القول بذلك، حتى لا تُلقى عليهم أصابع الاتهام بمسمى الذكورية.

وبت أرى أن انكباب المرأة على الكتابة النسوية ساعد في خلق أزمة حقيقية للرجال، أزمة ساعدت فيها القوانين التي تنصف المرأة على حساب الرجل، وأزمة ستظهر مستقبليا في شكل كتابة ذكورية تدافع عن حق الرجل المهدر أمام المرأة؛ فستظهر كتابة يطلق عليها الكتابة الذكورية؛ تناهض حقوق الرجال، وجمعيات ذكورية في مواجهة الكتابة النسوية والجمعيات النسوية.

وإن كانت الكتابة التي تناقش قضايا مجتمعية مهمة للقارئ؛ لأنها تنقل حياته وقضاياه، ولكن الكاتب في الأصل يكتب من أجل تحقيق مستقبل أفضل، وليتحقق الأفضل في الغد، علينا أن نراعي النظرة الشمولية في الكتابة، النظرة البعيدة عن التعصب للرجل ضد المرأة أو للمرأة ضد الرجل، وذلك يحتاج كاتب واعي غير متحيز.

فأذكر أنه حين عرضت روايتي الأخيرة “حكاية ناردي وأحمد” -وهي الرواية الفائزة بجائزة يوسف أبو رية باتحاد كتاب مصر لعام 2024- على الصديق الناقد أحمد التيجاني، قال لي: أين أحمد من الحكاية؟ وكنت وقتها كتبت القصة من فصل واحد اسمه ناردي، ولأن الحكاية اجتماعية، فكلمة صديقي الناقد، لقت قبولا مني، وسؤالا دار في ذهني عن القارئ إذا قرأ الراوية سيقول: إذا كانت هذه الحكاية كما تراها ناردي كراوي، وتحكيها اللوحة المعلقة في غرفتها، فكيف يرى أحمد الحكاية؟ وفعلا كتبت فصلا آخر يحكي فيه أحمد الحكاية كما يراها هو، وهنا اكتملت الرواية بدون تحيز للشق النسوي منها، دون الشق الذكري.وهذا ما يجب أن يكون عليه القص المنشأ من أصل حكايات حقيقية تدور في المجتمع.