"الحقني يا بابا".. كواليس مقتل الطفل ياسين "شهيد الشهامة" في السلام

"الحقني يا بابا".. كواليس مقتل الطفل ياسين "شهيد الشهامة" في السلام

جريمة بشعة شهدت عليها منطقة المصانع في أول جمال عبدالناصر بمدينة السلام أول، الضحية فيها شاب إسمه ياسين عمره لم يتجاوز 15 عامًا، دفع حياته ثمنًا لشهامته ولدفاعه عن سيدة تعدى عليها متهم إسمه “أحمد” الذي قرر واثنان آخرين الانتقام من “ياسين” شهيد الشهامة، جراء شهامته فتربصوا به في اليوم التالي وأنهوا حياته.

ياسين شهيد الشهامة في السلام

وقال “محمد” والد “ياسين” لـ”الدستور” إن نجله ياسين خرج كعادته من منزله وتوجه إلى عمله في منطقة المصانع بالحرفيين بدائرة السلام أول، وكان اليوم طبيعيًا وما أن أتم الانتهاء من عمله، شاهد شخص يدعى “أحمد” في العقد الرابع من عمره يتعدى على سيدة وابنتها بالضرب بعد خلاف نشب بينهما، وتعدى المدعو أحمد على السيدة بضربها على رأسها بلمبة نيون.

وقال الأب بصوت حزين، إن ياسين لم يتمالك أعصابه خلال مشاهدة المتهم يضرب السيدة فظهرت نخوته، وتوجه مسرعًا ناحيته رغم صغر سنه، ودافع عن السيدة وأبعد عنها المتهم الذي توعد لـ”ياسين” بأنه سوف يرد له ما فعله، وعقب ذلك توجه ياسين إلى منزله، وكان والده قد علم بما حدث، وطالبه بأن يحافظ على نفسه ويبتعد عن المشاكل، لأن ياسين كان نجله الوحيد.

واستكمل الأب حديثه لـ”الدستور” وقال إنه في يوم الواقعة نزل ياسين إلى العمل وقال له والده حال حدوث أي مكروه اتصل بي، وكأن والده كان يشعر بأن شيئًا سوف يحدث لابنه، وبالفعل كان الأب يهاتف نجله كل ساعة أو نصف ساعة للإطمئنان عليه.

خرج ياسين من مكان عمله وفجأة وجد “أحمد” ومعه آخرين بحوزتهم أسلحة بيضاء وكرباج وما أن شاهدوه حتى انقضوا عليه، وما أن شاهدهم “ياسين” حتى اتصل بوالده فورًا وقال له: “إلحقني يا بابا” فقام المتهمون بضرب ياسين بشومة على رأسه وبالكرباج، وقام أحمد المتهم الرئيسي ومن معه بطعن ياسين عدة طعنات أدت إلى وفاته في الحال.

كان الأب قد وصل إلى مكان الواقعة فوجد المجرمون يهربون ووجد نجله جثة هامدة، فحاول الأب إنقاذ نجله وذهب به إلى أٌقرب مستشفى ولكن تم تحويله إلى أخرى لأن ياسين كان يلفظ آخر أنفاسه وحالته كانت صعبة، ولكن “ياسين” بعد أن تم تحويله إلى المستشفى لفظ أنفاسه الأخيرة.

وأخطر المستشفى قسم شرطة السلام أول، وعلى الفور توجه رئيس مباحث السلام أول ومعاوني المباحث إلى مكان الجريمة وتم معاينة جسد ياسين شهيد الشهامة، وسؤال شهود العيان، وتم تشكيل فريق بحث للقبض على المتهمين.

وعقب إصدار إذن من النيابة العامة نجح ضباط مباحث السلام أول في القبض على المتهمين، وبسؤالهم أقروا بارتكاب الواقعة انتقامًا من ياسين.

الأب المكلوم يبكي من قلبه على فراق نجله الوحيد على ثلاث بنات، وطالب بالقصاص لنجله الذي دفع حياته ثمنًا لشهامته بعد أن تربص به المتهمين وأنهوا حياته.

وأشاد جميع جيران ياسين بأخلاقة العالية واحترامه للجميع وكان بشوش الوجه، الذي فقد أمه وهو في عمر صغير، ولم يكن ابنا لوالده فقط بل كان يحبه الكل ويعتبروه كابنهم تمامًا.