ما أصل ديانة المصريين القدماء؟ د. سليم حسن يكشف

عرف المصري القديم الكثير من الديانات التي اعتنقها عن ظهر قلب، فلا توجد لحظة للمصري القديم استطاع أن يستغني فيها عن “حماية الآله”.
ما أصل ديانة المصريين القدماء؟
ووفقا للعالم الأثري سليم حسن، في موسوعته “مصر القديمة” فإن ديانة المصريين القدماء أساسها ديانات “المقاطعات” المختلفة، وكلن لكل “إله منطقة نفوذ ثابتة محدودة في بادئ الأمر، وكان سلطانه فيها هو السائد، ولكل إله مقاطعة يطلق عليه في معبده أو مدينته اسم رب المعبد أو رب المدينة.
وبجانب هذه الآلهة الرئيسية عدد عظيم في كل مكان من الآلهة الأخرى ذات الأهمية النسبية، غير أنها كانت تشاطر الإله الأعظم العبادة بصفتها إما زوجة له أو ابنًا، وأحيانًا كان لها عبادة مستقلة وسلطان.
ومن أبرز أمثلة الألهة المؤثرين، نجد في منطقة “العرابة” الإلهة “حكت” التي كانت تتقمص ضفدعة لها أهمية عظيمة بصفتها آلهة السحر وإلهة الولادة والبعث.
وفي المقاطعة الثانية عشرة كان يعبد الطائر مالك الحزين الذي سماه اليونان “الفنكس” واسمه بالمصرية “بنو”، وكان مقر عبادته وتقديسه “عين شمس” وكهنة هذه الجهة كانوا يرون فيه إما الإله “أوزير” أو روح الإله “رع”، والفكرة الأخيرة كانت السائدة في عين شمس.
ويضيف “حسن” نجد في طيبة الإلهة العظيمة “موت ورت” أي الأم العظيمة وتقدس بصفتها زوجة للإله آمون، وكذلك نجد “خنسو” القمر وهو ابن موت وآمون، ومنهم جميعًا تألف ثالوث طيبة يضاف إلى هذا إله الحرب “منتو”، وكان يعبد في هذه الجهة، وأصبح له شأن عظيم في التاريخ المصري.
وكان في هذه الجهة كذلك إلهة على هيئة جاموس البحر باسم “توريس”، ويعتقد أنها الإلهة التي تساعد الحامل على الوضع، وربما كان هذا هو السبب في تصويرها بهيئة تشبه ذلك، وفي أماكن أخرى نجد الإلهة “سكلت” التي كان من وظائفها المحافظة على أحشاء المتوفى، وترسم على شكل امرأة برأس عقرب، وقد جاء ذكرها على مقابر أشراف الأسرة الرابعة في منطقة الأهرام.
الآلهة في حياة المصريين القدماء
وكان أهم عمل كان يقوم به الإله نحو أتباعه هو أن يمنحهم أو يحرمهم الأشياء الضرورية للحياة العامة، أما الملوك فكانوا يطلبون منه الحياة والصحة والثبات والنصر والسعادة، واعتقد المصريين القدماء أن كل الآلهة نشأت من طينة واحدة، ولا يختلف بعضها عن بعض إلا بمعابدها وبالرمز الذي كان يخصص لكل منها وبالطقوس التي كانت تعمل لكل منها عند إقامة الشعائر الدينية، والأعياد التي كان يحتفل بها المصريين القدماء.
ويلفت “حسن”، إلى أن الآلهة مع ذلك كانت تمثل في نظرهم قوى أبدية باقية دائمًا وعاملة سواء أخضعت هذه القوى أو ماتت، أو دبت فيها الحياة من جديد وولدت ثانية… وكان في مقدور الإنسان أن يدعوهم لمساعدته، ويلتمس عطفهم ورضاهم.