نتنياهو يعلن عن هجوم موسع في غزة: هدفنا الاحتفاظ بأراضي القطاع

نتنياهو يعلن عن هجوم موسع في غزة: هدفنا الاحتفاظ بأراضي القطاع

زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الهجوم الجديد و”المكثف” في قطاع غزة سيركز على الاحتفاظ بالأراضي التي استولت عليها القوات الإسرائيلية وسيتضمن تهجيرًا واسع النطاق للسكان الفلسطينيين، تحت مبرر “حمايتهم”.

في مقطع فيديو نشره على منصة X أوضح نتنياهو أن القوات الإسرائيلية لن تدخل غزة وتنفذ غارات ثم تنسحب كما في السابق مضيفًا: “النية هى عكس ذلك تمامًا، سيتم نقل السكان من أجل حمايتهم”.

المجلس الامني الصغر في اسرائيل 

تصريحات نتنياهو جاءت بعد أن وافق المجلس الأمني المصغر في إسرائيل بالإجماع على خطة تهدف إلى “غزو” قطاع غزة وإنشاء “وجود دائم” فيه، ضمن عملية جديدة تُدعى “عربات جدعون”.

وقال المتحدث العسكري العميد إيلي دوفيرين إن العملية ستشمل “هجومًا واسع النطاق وتحريك غالبية سكان القطاع إلى مناطق خالية من تواجد حركة حماس، إلى جانب مواصلة الغارات الجوية، وتصفية المسلحين، وتفكيك البنى التحتية”.

الخطة الجديدة، التي تُعد أكثر طموحًا من أي أهداف سابقة أعلنتها إسرائيل، أثارت قلقًا دوليًا واسعًا. وقال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: “هذا سيؤدي حتمًا إلى سقوط المزيد من الضحايا المدنيين وتدمير إضافي لغزة”، مشددًا على أن غزة “يجب أن تبقى جزءًا من دولة فلسطينية مستقبلية”.

من جهتها، أعلنت الخارجية البريطانية أنها لا تدعم توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، مؤكدة أن “استمرار القتال لا يصب في مصلحة أحد”.

ومنذ انهيار الهدنة الهشة في منتصف مارس، كثفت إسرائيل قصفها للقطاع، وعززت ما تسميه “مناطق عازلة” بعمق كيلومتر على محيط غزة، وبسطت سيطرتها على أجزاء واسعة من شمال وجنوب القطاع. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 70% من أراضي غزة أصبحت تحت سيطرة إسرائيل، أو مشمولة بأوامر إخلاء.

وأعلن رئيس الأركان الإسرائيلي، الجنرال هرتسي هاليفي استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط لنقل الجنود النظاميين إلى غزة ضمن التحضيرات للعملية الجديدة.

في المقابل، تقترب الأوضاع الإنسانية في غزة من الانهيار، مع تعذر وصول المساعدات وتفاقم المجاعة في صفوف السكان، وفقًا لما أفادت به منظمات إغاثية. وقد ظهرت صور لأطفال يعانون من سوء تغذية حاد في مراكز الإيواء.

رغم تأكيد مسؤولين إسرائيليين وجود “ما يكفي من الغذاء”، إلا أنهم أشاروا إلى إمكانية تنظيم توزيع إنساني خاضع للرقابة لتجنب استحواذ حماس على المساعدات.

ويواصل نتنياهو أيضًا الدفع نحو خطة تم طرحها في يناير من قبل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، تقضي بـ”النقل الطوعي” للفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة مثل الأردن ومصر، ما يُعد خطوة أثارت ردود فعل غاضبة على نطاق واسع.

وفيما يُرتقب أن يزور ترامب السعودية وقطر والإمارات هذا الشهر، يرجح أن يتعرض لضغوط لدفع إسرائيل نحو قبول وقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.

منظمات إنسانية، من بينها مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA)، رفضت الخطة الإسرائيلية لإقامة مراكز توزيع مساعدات تديرها شركات خاصة وتخضع لحماية الجيش الإسرائيلي، معتبرة أن ذلك “انتهاك للمبادئ الإنسانية” ويهدد حياة المدنيين.

من جانبها، وصفت حركة حماس هذه الترتيبات بـ”الابتزاز السياسي”، محملة إسرائيل مسؤولية الكارثة الإنسانية التي يشهدها القطاع.