صنع الله إبراهيم.. روائي سبح ضد التيار رافضا القوالب الجاهزة (تقرير)

صنع الله إبراهيم.. روائي سبح ضد التيار رافضا القوالب الجاهزة (تقرير)

صنع الله إبراهيم، المولود في العام 1937، وكان والده في الستين من عمره ولم يرزق بعد بأبناء، حتى أنه وقع في حيرة اختيار اسما له، فكان أن وضع يده على إحدى آيات القرآن الكريم، وكانت آية “صُنع الله الذي أتقن كل شيء”، بل وفجر صنع الله إبراهيم في إحدي لقاءاته التلفزيونية مفاجأة مفادها أنه عرف فيما بعد أن له خالة تحمل نفس الاسم “صنع الله”. 

وكان صنع الله إبراهيم الروائي الذي سبح ضد التيار رافضا القوالب الجاهزة مسبقا، والذي صار واحدا من أبرز الأصوات الروائية المصرية في القرن العشرين.

تجربة السجن في سن الثانية والعشرين

لم يكن صنع الله إبراهيم قد بلغ الثانية والعشرين من عمره بعد وذاق تجربة السجن. فخلال دراسته الجامعية، انضم إلى الحركة الوطنية للتحرر الوطني “حدتو”، والحزب الشيوعي، فكان أن قبض عليه ضمن حملة سجن الشيوعيين.  

وعن هذه التجربة ذكر صنع الله إبراهيم في أحد ندواته العامة: “كانت هذه الفترة  نقطة تحول في حياتي بعدما انضممت إلى الحزب الشيوعي وحركة “حدتو”، واعتبرت أن الكتابة بلا أهمية، وما له أهمية وجدوى هو العمل السياسي من أجل تحقيق الديمقراطية.

كانت هذه فترة الزخم الثوري في مصر، سواء في تكوين الحكومة، وتأسيس الاتحاد الاشتراكي. وتكوين المقاومة الشعبية ضد الإنجليز. وأرسل الاتحاد الاشتراكي لنا صول كبير في السن ليدربنا علي بعض الأعمال العسكرية لمقاومة الإنجليز، وقتها كنا في حي الدقي. وهذا كان الجزء المتعلق بالنشاط في تعاوننا مع الحكومة، بينما كان لنا نشاط آخر خاص بالحزب الشيوعي، فكنا نطبع المنشورات ونوزعها.

وبعد خروجه من السجن لأول مرة، كتب واحدة من أبرز رواياته “تلك الرائحة”، والتي صودرت بمجرد نشرها. وعن كواليس الرواية يذكر صنع الله، كيف أن يوسف إدريس ــ الذي كان صديقا له رغم فارق السن ــ عندما ذهب له بالرواية وكان عنوانها طويلا، فما كان من إدريس إلا أن نصحه بأن يختصر الاسم لـ”تلك الرائحة”، وهو ما يصفه صنع الله بأنه كان خذفا بليغا.

المبدع يمكن العيش من مهنة الكتابة

وعلى النقيض من المتداول ومتعارف عليه بين المبدعين، عن استحالة أن يكون الأدب والكتابة مصدرا لكسب العيش والحياة، يرى صنع الله إبراهيم، أن الكاتب يمكنه ذلك: “أشكال الكتابة وألوانها متعددة ومختلفة، من تأليف الروايات لكتابة المقالات والترجمة، وقد كنت أتحرك بين هذه الألوان الكتابية كلها”

وبين رواياته العديدة، “القانون الفرنسي، شرف، نجمة أغسطس، القبعة والعمامة، بيروت.. بيروت، 1970، ذات، تبقي رواية ”اللجنة” علامة فارقة في عالمه السردي، فضلا عن روايته نجمة أغسطس، والتي كان يكتبها بالتزامن مع تأليفه لكتاب “إنسان السد العالي”. 

وعن العملين يقول صنع الله إبراهيم: “طوال الفترة التي تواجدت فيها بالسد العالي خلال بناءه، كنت أحمل مفكرة أسجل فيها كل ما تقع عليه عيني، كل من أقابله، المشاهد التي أراها، الأغاني التي أسمعها في الراديو، الكتب التي اقرأها قبل نومي. وكل هذه العناصر استعنت بها في كتابة الرواية.