جميل عفيفي: زيارة ترامب للشرق الأوسط قد تكون مفصلية

أكد جميل عفيفي، مدير تحرير جريدة الأهرام، أن الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى منطقة الشرق الأوسط تكتسب أهمية بالغة نظرًا لتوقيتها الحرج، في ظل تصعيد غير مسبوق في قطاع غزة والضفة الغربية والجنوب اللبناني والساحة السورية. وأوضح، خلال مداخلة لاكسترا نيوز،  أن هذه الزيارة قد تكون نقطة تحول، لكنها مشروطة بالإرادة السياسية للولايات المتحدة، وبمدى رغبتها الحقيقية في إنهاء العدوان الإسرائيلي المتواصل، ووقف العمليات العسكرية التي طالت المدنيين بشكل مروع، مشيرًا إلى أن تصريحات ترامب السابقة تكشف عن انحياز صارخ لإسرائيل، حيث عبّر مرارًا عن دعمه لضم الضفة الغربية وغزة، واعتبر إسرائيل دولة صغيرة مهددة من محيط عربي واسع، ما يعكس تبنيه لرؤية تصفوية للقضية الفلسطينية. وأضاف أن أي تحرك أمريكي لا يُعنى بوقف العدوان وإطلاق الأسرى وبدء عملية إعمار شاملة في غزة سيكون بلا جدوى، بل سيعمّق الكارثة المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023، محذرًا من أن ما تقوم به إسرائيل من ضرب لمراكز الإغاثة وتضييق على دخول المساعدات، ليس سوى محاولة مفضوحة لفرض مجاعة في غزة، في ظل تدمير ممنهج للبنية التحتية وسياسة الأرض المحروقة، وانتشار الأوبئة والأمراض.وشدد على أنه لا يمكن الحديث عن سلام حقيقي دون الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، مع ضمان حق تقرير المصير، مؤكدًا أن تصريحات ترامب الأخيرة وتصرفاته لا تُبشّر بأي تغيير حقيقي في هذا الاتجاه. وأضاف أن ما يُطرح حاليًا لا يتجاوز مجرد محاولات لوقف مؤقت لإطلاق النار أو تبادل أسرى، بينما تغيب تمامًا الرؤية الأمريكية الواضحة الداعمة لحل سياسي عادل، مؤكدًا أن المنطقة لن تهدأ، ولن يتحقق الاستقرار، ما لم يتم وضع حد للازدواجية الأمريكية، والكف عن دعم سياسات الاحتلال التي تنتهك كل القوانين الدولية وتفرض واقعًا دمويًا يتناقض مع مبادئ الإنسانية.